فقدت تركية، وهي من معتصمي ومعتصمات الصمود، جنينها، بعد مسيرة على الأقدام وعدة وقفات احتجاجية للمطالبة بالتوظيف. المعتصمون، الذين علقوا اعتصامهم مؤقتاً، هم شباب من منزل بوزيان بسيدي بوزيد وسط غرب تونس، تطلق عليهم أيضاً تسمية "مجموعة 17" فعددهم 17 معتصماً ومعتصمة ممن يطالبون بحقهم في التشغيل. مأساة هؤلاء الشباب الذين ينحدرون من أوساط اجتماعية صعبة ومن عائلات فقيرة، لا تقتصر على المعاناة اليومية من أجل إيصال أصواتهم المطالبة بالتوظيف بل اضطر 11 معتصماً، من بينهم 8 فتيات، بعد مسيرة على الأقدام من سيدي بوزيد إلى العاصمة تونس أي نحو 260 كلم، إلى النوم في العراء أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.
تؤكد تركية، وهي أم لطفلين، في حديثها إلى "العربي الجديد" أنّهم تلقوا وعوداً من اتحاد الشغل بالنظر في مطالبهم، فبادروا قبل أيام قليلة إلى تعليق الاعتصام مؤقتاً، ولفترة قصيرة، وإن لم تجرِ تسوية أوضاعهم سيعودون للاعتصام أمام مقر الاتحاد بالذات وسيدخلون في إضراب جوع، مشيرة إلى أنّ الجهات الحكومية لم تتصل بهم سواء قبل تعليق الاعتصام أو بعد ذلك.
كانت تركية، قد فقدت جنينها جراء الاعتصامات المتتالية، وإضرابات الجوع، والنوم في العراء في العاصمة، إذ كان قد مضى على اعتصامهم أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، أكثر من 10 أيام، أمضوها وهم يفترشون صناديق كرتونية، من دون أيّ حماية، فكثيراً ما هاجمهم منحرفون لسرقة هواتفهم وتهديدهم لفظياً وجسدياً، ما اضطرهم إلى طلب الأمن الذي تدخّل في عدة مناسبات، لكن سرعان ما كان المنحرفون يعودون إلى مكان الاعتصام لتهديدهم.
تركية، التي تركت طفليها لدى إحدى الجارات في منطقتها الفقيرة بمنزل بوزيان، وقررت الاعتصام للمطالبة بحقها في التشغيل، تعتبر أنّ قضيتها وملف معتصمي الصمود عموماً حكاية موت أو عمل، فإما تشغيلهم وإما يواصلون النضال بشتى الطرق. تتابع أنّ المعتصمين أصحاب شهادات جامعية، وأغلبهم من خلفية اجتماعية قاسية وعائلات فقيرة همّها الوحيد أن يعمل وإن شخص واحد من أفرادها، وخصوصاً أنّ منطقة منزل بوزيان حالها كحال بقية المحافظات المهمشة التي تفتقر إلى التنمية. تضيف تركية أنّ اعتصامهم انطلق في شهر مايو/ أيار 2017، واستمر في البداية ثلاثة أشهر في معتمدية منزل بوزيان التابعة لسيدي بوزيد. ثم تلاه إضراب عن الطعام لمدة 9 أيام. وبالرغم من توالي الإضرابات عن الطعام، لا تجاوب مع ملفهم، مبينة أنّهم خاضوا جميع الأشكال النضالية والاحتجاجية، وصولاً إلى مسيرة على الأقدام، انطلقت من سيدي بوزيد إلى العاصمة تونس، حيث احتجوا أمام قصر الحكومة، وأمام البرلمان، ثم عادوا إلى محافظتهم على أمل تسوية أوضاعهم.
اقــرأ أيضاً
تقول تركية، إنّه أمام المماطلات الكثيرة التي لقيها ملفهم، جاءت مجموعة من 7 معتصمين منهم إلى العاصمة، وبدأوا اعتصاماً لمدة 12 يوماً، قبل فترة، أمام اتحاد الشغل، كما خاضوا إضراباً عن الطعام، للضغط على السلطات، وهو ما قد أدى إلى نتيجة جيدة، إذ جرى انتدابهم للعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية، بعدما قدمت لهم السلطات وعوداً بانتداب بقية شباب الصمود القابعين في منزل بوزيان. تضيف أنّهم قبلوا بهذا العمل البسيط، ضمن "الآلية 21" التابعة للوزارة، على أمل العمل الأفضل والدائم، لكنّ الوعود للبقية لم تتحقق، وهو ما دفعهم إلى المجيء للعاصمة بدورهم، والاعتصام أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، حتى تلقوا هذا الوعد الأخير فعلّقوا الاعتصام.
بدورها، تلفت زهرة سعد (32 عاماً) إلى أنّها من عائلة معوزة، وهي التي تهتم بأسرتها وبوالدتها المريضة، وفي أسرتها شخص أجرى عملية جراحية، وبالرغم من الظروف الصعبة، فقد قررت مواصلة النضال والمطالبة بحقها في العمل، آملة أن يصل صوتها ذات يوم، مبينة أنّها تنتظر الوظيفة الثابتة منذ عدة سنوات لإعالة أسرتها، بعدما جربت العديد من الأعمال الهامشية، لكن من دون جدوى. تضيف أنّ السلطات أرادت إقفال الملف بانتداب مجموعة صغيرة من المعتصمين، وترك البقية يواجهون مصيرهم الغامض، مؤكدة أنّهم تعرضوا إلى العديد من المضايقات من جراء نومهم في الشارع، فلا خيمة تحميهم، ولا أغطية كافية تقيهم البرد، بل كان على الفتيات البقاء مستيقظات ليلاً خوفاً من الاعتداءات التي قد تطاولهم من بعض المنحرفين والسكارى.
اقــرأ أيضاً
من جهتها، تؤكد حنان أنّها تخرجت منذ أكثر من 11 عاماً، بشهادة تقنية في الإدارة، وأنّ شقيقيها اللذين تخرجا أيضاً في الجامعة يعانيان بدورهما البطالة، ويكفل الأشقاء الثلاثة والديهم المسنين والمريضين، فالحصول على عمل أولوية بالنسبة لهم، مبينة أنّها شاركت في العديد من الاعتصامات، وخاضت شتى الأشكال الاحتجاجية رفقة شباب الصمود. تقول إنّ ظروف الاعتصام كانت قاسية من جراء النوم في العراء إذ إنّهم عرضة للبرد، ومن بينهم فتاة مريضة بالكلى، وهناك من عجزت عن تحريك يديها من جراء الصدمة التي تلقتها بسبب هجوم منحرفين ونقلت على إثرها إلى الطوارئ. مع ذلك، هم مستميتون في الدفاع عن مطالبهم المشروعة، في انتظار أن تتحقق الوعود.
تؤكد تركية، وهي أم لطفلين، في حديثها إلى "العربي الجديد" أنّهم تلقوا وعوداً من اتحاد الشغل بالنظر في مطالبهم، فبادروا قبل أيام قليلة إلى تعليق الاعتصام مؤقتاً، ولفترة قصيرة، وإن لم تجرِ تسوية أوضاعهم سيعودون للاعتصام أمام مقر الاتحاد بالذات وسيدخلون في إضراب جوع، مشيرة إلى أنّ الجهات الحكومية لم تتصل بهم سواء قبل تعليق الاعتصام أو بعد ذلك.
كانت تركية، قد فقدت جنينها جراء الاعتصامات المتتالية، وإضرابات الجوع، والنوم في العراء في العاصمة، إذ كان قد مضى على اعتصامهم أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، أكثر من 10 أيام، أمضوها وهم يفترشون صناديق كرتونية، من دون أيّ حماية، فكثيراً ما هاجمهم منحرفون لسرقة هواتفهم وتهديدهم لفظياً وجسدياً، ما اضطرهم إلى طلب الأمن الذي تدخّل في عدة مناسبات، لكن سرعان ما كان المنحرفون يعودون إلى مكان الاعتصام لتهديدهم.
تركية، التي تركت طفليها لدى إحدى الجارات في منطقتها الفقيرة بمنزل بوزيان، وقررت الاعتصام للمطالبة بحقها في التشغيل، تعتبر أنّ قضيتها وملف معتصمي الصمود عموماً حكاية موت أو عمل، فإما تشغيلهم وإما يواصلون النضال بشتى الطرق. تتابع أنّ المعتصمين أصحاب شهادات جامعية، وأغلبهم من خلفية اجتماعية قاسية وعائلات فقيرة همّها الوحيد أن يعمل وإن شخص واحد من أفرادها، وخصوصاً أنّ منطقة منزل بوزيان حالها كحال بقية المحافظات المهمشة التي تفتقر إلى التنمية. تضيف تركية أنّ اعتصامهم انطلق في شهر مايو/ أيار 2017، واستمر في البداية ثلاثة أشهر في معتمدية منزل بوزيان التابعة لسيدي بوزيد. ثم تلاه إضراب عن الطعام لمدة 9 أيام. وبالرغم من توالي الإضرابات عن الطعام، لا تجاوب مع ملفهم، مبينة أنّهم خاضوا جميع الأشكال النضالية والاحتجاجية، وصولاً إلى مسيرة على الأقدام، انطلقت من سيدي بوزيد إلى العاصمة تونس، حيث احتجوا أمام قصر الحكومة، وأمام البرلمان، ثم عادوا إلى محافظتهم على أمل تسوية أوضاعهم.
تقول تركية، إنّه أمام المماطلات الكثيرة التي لقيها ملفهم، جاءت مجموعة من 7 معتصمين منهم إلى العاصمة، وبدأوا اعتصاماً لمدة 12 يوماً، قبل فترة، أمام اتحاد الشغل، كما خاضوا إضراباً عن الطعام، للضغط على السلطات، وهو ما قد أدى إلى نتيجة جيدة، إذ جرى انتدابهم للعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية، بعدما قدمت لهم السلطات وعوداً بانتداب بقية شباب الصمود القابعين في منزل بوزيان. تضيف أنّهم قبلوا بهذا العمل البسيط، ضمن "الآلية 21" التابعة للوزارة، على أمل العمل الأفضل والدائم، لكنّ الوعود للبقية لم تتحقق، وهو ما دفعهم إلى المجيء للعاصمة بدورهم، والاعتصام أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، حتى تلقوا هذا الوعد الأخير فعلّقوا الاعتصام.
بدورها، تلفت زهرة سعد (32 عاماً) إلى أنّها من عائلة معوزة، وهي التي تهتم بأسرتها وبوالدتها المريضة، وفي أسرتها شخص أجرى عملية جراحية، وبالرغم من الظروف الصعبة، فقد قررت مواصلة النضال والمطالبة بحقها في العمل، آملة أن يصل صوتها ذات يوم، مبينة أنّها تنتظر الوظيفة الثابتة منذ عدة سنوات لإعالة أسرتها، بعدما جربت العديد من الأعمال الهامشية، لكن من دون جدوى. تضيف أنّ السلطات أرادت إقفال الملف بانتداب مجموعة صغيرة من المعتصمين، وترك البقية يواجهون مصيرهم الغامض، مؤكدة أنّهم تعرضوا إلى العديد من المضايقات من جراء نومهم في الشارع، فلا خيمة تحميهم، ولا أغطية كافية تقيهم البرد، بل كان على الفتيات البقاء مستيقظات ليلاً خوفاً من الاعتداءات التي قد تطاولهم من بعض المنحرفين والسكارى.
من جهتها، تؤكد حنان أنّها تخرجت منذ أكثر من 11 عاماً، بشهادة تقنية في الإدارة، وأنّ شقيقيها اللذين تخرجا أيضاً في الجامعة يعانيان بدورهما البطالة، ويكفل الأشقاء الثلاثة والديهم المسنين والمريضين، فالحصول على عمل أولوية بالنسبة لهم، مبينة أنّها شاركت في العديد من الاعتصامات، وخاضت شتى الأشكال الاحتجاجية رفقة شباب الصمود. تقول إنّ ظروف الاعتصام كانت قاسية من جراء النوم في العراء إذ إنّهم عرضة للبرد، ومن بينهم فتاة مريضة بالكلى، وهناك من عجزت عن تحريك يديها من جراء الصدمة التي تلقتها بسبب هجوم منحرفين ونقلت على إثرها إلى الطوارئ. مع ذلك، هم مستميتون في الدفاع عن مطالبهم المشروعة، في انتظار أن تتحقق الوعود.