وقال مراسل "العربي الجديد" إن نحو 10 آليات تركية وروسية انطلقت من مدينة سراقب غرباً، نحو ثلاثة كيلومترات ونصف، ثم عادت أدراجها.
وأوضح أن المعتصمين اعتلوا الآليات التركية قرب قرية النيرب ورفعوا أعلام الثورة السورية، ورشقوها بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد مغادرتها.
وقال مراسل "العربي الجديد" إن مئات المدنيين توافدوا إلى الطريق الدولي قرب جسر أريحا، وأشعلوا إطارات بهدف منع مرور الدوريات المشتركة الروسية-التركية.
وأوضح أن العشرات كانوا قد باتوا في خيام نُصبَت قبل ثلاثة أيام على الطريق، وهناك دعوات لإقامة تظاهرة في المنطقة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها نفّذت بالاشتراك مع القوات الروسية في إطار اتفاق موسكو دورية على الطريق السريع "إم 4" في إدلب، وذلك بمشاركة العناصر البرية والجوية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه تم اختصار مسار الدورية المشتركة الأولى مع القوات التركية على طريق "إم 4" في منطقة إدلب، بسبب استفزازات من قبل من وصفتها بـ"التشكيلات الإرهابية".
وأشارت، في بيان، إلى أن من وصفتهم بـ"الإرهابيين حاولوا، من أجل تنفيذ استفزازاتهم، استخدام السكان المدنيين دروعا بشرية، بما في ذلك النساء والأطفال".
ولفت البيان إلى أنه "تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد التنظيمات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق إم 4".
وكان مقررا أن تبدأ كل من روسيا وتركيا بتسيير دوريات على طريق "إم 4"، بدءاً من قرية النيرب في إدلب، ووصولاً إلى قرية عين الحور، قرب مدينة جسر الشغور.
ويأتي تسيير الدوريات بعد أن أعلن الرئيسان، التركي رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الخامس من مارس/آذار الجاري، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في محافظة إدلب.
وشهدت الليلة الماضية قصفاً من قوات النظام على قرى في سهل الغاب بريف حماة، فيما اتهم النظام الفصائل العسكرية بقصف مواقع في ريف اللاذقية بالساحل السوري.
ودخل رتل تركي عسكري ريف إدلب قادماً من معبر كفرلوسين، ليصل عدد الآليات التي دخلت سورية منذ مطلع فبراير/شباط إلى نحو ألف، وعدد الجنود إلى أكثر من 4 آلاف، بحسب المرصد السوري.
وقال خالد عيسى، وهو أحد المعتصمين، لـ"العربي الجديد"، إن جرافات وآليات عسكرية تركية مدرعة عبرت الطريق بالقرب من المعتصمين، واتجهت نحو قرية النيرب.
وأوضح أن المعتصمين لم يعترضوا الآليات التركية، والجنود الأتراك لم يمانعوا وجودهم على الطريق، ولم يزيلوا الحجارة، على الرغم من وجود جرافات معهم.
استقالة الحجي
وشهدت الليلة الماضية استقالة القائد العام لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" فضل الله الحجي، وهي أكبر تجمع لـ"الجيش الحر" في إدلب، لأسباب داخلية.
وقال مصدر في الجبهة لـ"العربي الجديد" إن العميد الحجي استقال من منصبه قائداً للجبهة الوطنية للتحرير المنضوية ضمن الجيش الوطني السوري، وبقي في منصبه قائداً لـ"فيلق الشام".
وأوضح المصدر أن الاستقالة جاءت على خلفية خلافات داخلية، ولا علاقة لها بالخلافات التي تدور حالياً حول تسيير دوريات تركية - روسية على الطريق الدولي.