معبر رفح.. وجع غزة الذي لا ينتهي

12 يناير 2015
الانتظار عند معبر رفح (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

ينتظر الفلسطيني خميس عبد النبي (36 عاما) بيأس أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح المغلق منذ ثلاثة أشهر، ليتمكن طفله سعيد الذي لم يكمل ربيعه السادس، من السفر لإجراء عملية جراحية في ساقيه ليعود للمشي عليهما مجدداً، بعدما أصابتهما شظايا قذيفة أطلقتها المدفعية الإسرائيلية على منزله القريب من الحدود الشرقية لوسط قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة.

وينظر عبد النبي إلى طفله بألم بينما يحاول الوقوف على قدميه واللعب مع بقية إخوته، ولكن آلام ساقيه تمنعه من ذلك.

والمرة الأخيرة التي فتحت فيها السلطات المصرية معبر رفح البري كانت في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لمدة ثلاثة أيام، سافر خلالها عدد محدود من أصحاب الحالات الإنسانية والمرضى والطلبة وحملة الجنسيات والإقامات الأجنبية.

وتراجعت السلطات المصرية، اليوم الإثنين، عن قرار أصدرته مساء الأحد، يقضي بفتح المعبر بدءاً من غدٍ الثلاثاء حتى الخميس، وذلك بعد إعلانها عن اختطاف أحد ضباط الموانئ المصرية.

وأغلقت السلطات المصرية، معبر رفح البري، عقب الهجوم الذي تعرض له الجيش المصري، بمحافظة شمال سيناء (شمال شرق)، يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأسفر عن سقوط 31 قتيلا، و30 مصاباً، وفق حصيلة رسمية.

ويقول عبد النبي لـ"العربي الجديد": "قلبي ينفطر على طفلي الذي لا يستطيع اللعب مع بقية أشقائه بسبب إصابته في ساقيه خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، ويجب أن أجري له عملية جراحية بشكل عاجل".

ويضيف "إذا لم تجرَ له عملية جراحية خلال أقل من شهر فإن إصابته ستتطور، وربما يصبح من العسير علاجها". ويتمنى عبد النبي من السلطات المصرية إعادة فتح معبر رفح بشكل سريع والسماح لأصحاب الحالات الإنسانية بالسفر.

وتقول وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة إن هناك 30 ألف حالة إنسانية بحاجة ماسة للسفر؛ وهم من أصحاب الأمراض الخطيرة والإقامات والطلبة حملة الجوازات الأجنبية.


أما الفلسطيني عبد الرحمن النجار (23 عاما)، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنه سيفقد منحة لدراسة الماجستير في إحدى الدول الأوروبية في حال تخلف عن الوصول إلى تلك الدولة خلال ثلاثة أسابيع.

ويتابع النجار، الذي دمرت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي منزله في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، ويعيش مع بقية أفراد أسرته في أحد البيوت المصنوعة من الصفيح "الكرفانات"، إنه حصل على منحة لدراسة ماجستير اللغة الإنجليزية في المملكة المتحدة، ولكن بسبب إغلاق معبر رفح  البري بشكل شبه دائم لم يتمكن من السفر.

ويؤكد النجار، أنه لو استمر إغلاق المعبر فإنه سيفقد المنحة بعد ثلاثة أسابيع، مشيراً إلى أنّ "والدي فقير وعاطل عن العمل ولا يستطيع دفع رسوم الدراسة لي؛ وهذه المنحة ستمكنني من الحصول على شهادة الماجستير والحصول على فرصة عمل جيدة في ما بعد، لأتمكن من مساعدة والدي في إعالة إخوتي السبعة".

ويعرب عن أمله بأن تفتح مصر معبر رفح، وتساهم في رفع الحصار والمعاناة عن 1.8 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.

ومنذ انقلاب الجيش المصري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو/تموز 2013 تغلق السلطات المصرية معبر رفح على حدودها مع قطاع غزة، وتفتحه بشكل جزئي على فترات متباعدة لسفر أعداد محدودة من أصحال الحالات الإنسانية.