معبد "آمون" في سيوة يحتفي بتعامد الشمس

20 مارس 2018
معبد آمون في سيوة (Getty)
+ الخط -
تتجه أنظار السائحين والباحثين إلى واحة سيوة، لمشاهدة تعامد الشمس على معبد آمون في واحة سيوة، في شروق يوم 21 مارس/آذار، فيما يعرف بيوم الاعتدال الربيعي، وهو حدث لا يقل أهمية عن تعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد أبو سمبل. بينما تتكرر هذه الظاهرة مرة أخرى، خلال العام، يوم 23 سبتمبر/أيلول، فيما يُعرف بالاعتدال الخريفى، وترصد الظاهرة اليوم الوحيد في العام الذي يتساوى فيه الليل والنهار، بعد 90 يومًا من أقصر نهار في العام، وبعده بـ 90 يوماً أخرى يقع أطول نهار في العام. ويشترك مع معبد آمون، في هذه الظاهرة، وفي سيوة أيضاً؛ معبدٌ آخر هو معبد المعاصر.
ولمعبد آمون العديد من الأسماء الأخرى، مثل معبد "الوحي" و"معبد التنبؤات" ومعبد "الإسكندر"، وهو غير معبد آمون الثاني القريب منه، والذي يطلق عليه معبد "أم عبيد". ويعود الفضل في بناء المعبد إلى "نيكتانيبو الثاني" من الأسرة الثلاثين التي حكمت مصر في الفترة من سنة 663 إلى سنة 525 قبل الميلاد. وكان الهدف من بنائه نشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة، نظراً لموقع سيوة في ملتقى الطرق التجارية بين جنوب الصحراء وشمالها وغربها وشرقها.
يقع المعبد على مسافة أربعة كيلومترات شرق مدينة سيوة، وقد اشتهر بزيارة القائد المقدوني الإسكندر الأكبر، وذلك بعد فتحه لمصر سنة 331 قبل الميلاد. ويتداول المؤرخون أسطورة تتعلق بالإسكندر الأكبر، وهي أن عرّافاً يونانياً شهيراً، كان يدعى "آمون" أيضاً، يعيش في هذا المعبد، وقد بشّر الإسكندر في زيارته تلك بأنه سوف يحكم العالم، ولكن ليس لفترة طويلة، وهو ما تحقق بالفعل؛ ولذلك سمي بمعبد التنبؤات.
وتتنوع المعالم الأثرية في المعبد بما يدل على أن عصوراً تاريخية مختلفة تناوبت على استخدامه؛ ففيه معالم فرعونية ورومانية وبطلمية وإسلامية، وهو يتكون من ثلاثة أجزاء: المعبد الرئيسي وقصر الحاكم وجناح الحراس. إضافة إلى العديد من الملحقات الأخرى، مثل البئر المقدسة التي كان يتم فيها الاغتسال والتطهر، وغرف للكهنة، وممرات، وبهو شيد لاستقبال الإسكندر وتتويجه، وبئر المياه المقدسة، وجدران رومانية، وهناك على مقربة من المعبد جنوباً توجد ردهة وساحة أمامية ضخمة، كانت تصله قديماً بمعبد أوراكل. ومن الملحقات أيضاً مسجد ومئذنة.
وقد عانت عمارة المعبد وتضررت كثيراً، ولم تبق منه إلا أطلال، بسبب أعمال التخريب، ومن أشهر تلك الأعمال التخريبية غير المسؤولة، ما قام به حاكم سيوة، في نهاية التسعينيات من القرن التاسع عشر، من تدمير المعبد باستخدام البارود، للاستفادة من أحجاره في بناء مركز الشرطة المحلي.
أما عن ظاهرة تعامد الشمس على المعابد فهي ظاهرة هندسية إعجازية ومحيرة امتلكها الفراعنة وحدهم، وقد تم اكتشافها أول مرة سنة 1874، في معبد أبو سمبل، عن طريق الأثرية البريطانية "إميليا إدوارد"، وسجلتها سنة 1899 في كتابها "ألف ميل فوق النيل". بعد ذلك لاحظ العلماء تكرار الظاهرة في معابد مختلفة. في السنوات الثلاث الأخيرة فقط رصدت الجهات البحثية الأثرية في مصر 17 حالة فلكية في المعابد.
وفي شهر فبراير/شباط الماضي، أقامت مكتبة الإسكندرية معرضاً للصور الفوتوغرافية يوثق تعامد الشمس على المعابد المصرية، مثل قدس أقداس معابد "الدير البحري"، "دير الشلويط"، "كلابشة"، "هيبيس"، "قصر غويطة"، "دير الحجر"، مقصورة الولادة الإلهية بمعبد "دندرة"، مقصورة الملك "حورمحب" في منطقة "جبل السلسلة"، معبد "قارون" في الفيوم، وقدس أقداس معبد "إدفو". إضافة إلى التعامدين الشهيرين للشمس على معبدي "أبو سمبل" و"الكرنك".
دلالات
المساهمون