معاناة حلب وداريا تتفاقم: قصف وحصار ونفاق تهدئة النظام

13 يوليو 2016
يصعد النظام السوري وروسيا الغارات على حلب(إبراهيم أبو إلياس/الأناضول)
+ الخط -
يستمر النظام السوري في مناوراته عبر الإعلانات المتتالية عن تمديد الهدنة التي أعلنها، يوم الأربعاء الماضي، من دون أن يعكس ذلك أي هدوء على الأرض، إذ حرص منذ اللحظة الأولى لإعلانها على عدم الالتزام بها، فيما يواصل عملياته العسكرية وقصفه المدفعي والجوي في مختلف مناطق سيطرة المعارضة السورية، ولاسيما في حلب وداريا بعد تضييقه الحصار عليهما. وتزامن هذا القصف مع إعلان وكالة النظام الرسمية "سانا"، نقلاً عن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة"، تمديد "مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سورية بدءاً من الساعة 0.01 يوم 12 يوليو/تموز (أمس الثلاثاء) حتى الساعة 23.59 يوم 14 يوليو (غداً الخميس)".

وتشهد مدينة حلب الفصل الأعنف من المواجهات، منذ أيام، بعدما تمكن النظام من فرض حصاره عليها عبر سيطرته نارياً على طريق الكاستيلو، فيما بدأت آثار الحصار تظهر في مناطق سيطرة المعارضة في المدينة. وسجل فقدان المواد الغذائية من أسواق حلب مع ارتفاع ملحوظ في أسعار المتوفر منها. كما شهدت الأفران التي تواصل عملها في المدينة ازدحاماً شديداً. وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، اليساندرا فيلوتشي، أمس الثلاثاء، إن كثافة الأعمال القتالية أدت إلى قطع الإمدادات الإنسانية والبضائع التجارية عن 300 ألف شخص في شرق حلب في حين ارتفعت الأسعار بشدة في المدينة، داعية إلى إدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين بسرعة وأمان.



في غضون ذلك، قالت مصادر محلية في حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "مدفعية النظام استهدفت، فجر الثلاثاء، حي بستان القصر"، فيما طاولت "هجمات الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة بعض الأحياء الشرقية داخل المدينة".
وتشهد الأحياء الشرقية مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، على محاور عدة، ولاسيما وسط حلب القديمة وحي باب الفرج وفي حي الشيخ سعيد جنوب حلب وفي حي البني زيد شمال حلب. 
وأعلنت فصائل المعارضة، أمس، تمكنها من تدمير دبابة من طراز تي 62 لقوات النظام على جبهات القتال في حي البني زيد شمال حلب بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع من طراز مالودكا. كما أعلنت فصائل المعارضة تدمير جرافة عسكرية كانت تهم ببناء ساتر ترابي لقوات النظام على جبهات القتال في حي الشيخ سعيد جنوب حلب بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.
في موازاة ذلك، استهدف قصف قوات النظام بالمدفعية والصواريخ، خلال ساعات فجر أمس، بلدات وقرى تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي، إذ طاولت الهجمات مناطق خان طومان، والزربة، وبرنة، وطريق الشام، وزيتان، والقراصي، وطريق الشام، وخلصة وغيرها، فيما نفذ الطيران الروسي غاراته، ليل الإثنين-الثلاثاء، على قرى ومناطق معارة الأرتيق، والملاح، وحريتان كفرحمرة شمال حلب.
كما دفع القصف المستمر الذي تشنه قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب بمديرية التربية والتعليم التابعة للمعارضة في المدينة إلى اتخاذ قرار بتأجيل امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، اليوم الأربعاء وغداً الخميس، في مدينة حلب إلى وقت تحدده المديرية لاحقاً وذلك بسبب حملة القصف المكثف الذي تشنه قوات النظام على المدينة بحسب بيان المديرية.
أما في ما يتعلق بمدينة داريا في غوطة دمشق الغربية، يواصل ناشطون سوريون إطلاق المناشدات لإنقاذ نحو ثمانية آلاف مدني محاصرين في مدينة داريا مع قوات المعارضة التي تدافع عن المناطق السكنية التي تسيطر عليها في المدينة بعد تقدم قوات النظام، يوم الأحد، وسيطرتها على الأراضي الزراعية التي كان يعتمد سكان المدينة عليها في تأمين الخضار. 
وأطلق الناشطون نداءات تشير إلى أن مدينة داريا وأهلها المحاصرين باتوا في خطر كبير أكثر من أي وقت مضى.
وفي السياق ذاته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطيران المروحي التابع لقوات النظام قصف بنحو 10 براميل متفجرة مناطق في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، دون أن ينتج عن ذلك إصابات بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل المعارضة من جانب آخر في محيط المدينة ترافقت مع قصف صاروخي لقوات النظام على مناطق الاشتباك.
وتعاني داريا من حصار قاسٍ منذ نحو أربع سنوات، حيث تفرض قوات النظام حصاراً كاملاً على المدينة حرم سكانها من المستلزمات المعيشية الأساسية والمواد الطبية. ولم تفلح جهود الأمم المتحدة إلا بإدخال شحنة مساعدات واحدة، خلال أربع سنوات، وذلك منذ أسابيع قليلة.
المساهمون