معاناة الطلبة في مدارس غزة المدمّرة

22 يناير 2016
التعليم في غزة ضحية العدوان والانقسام (عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -
لا يزال الدمار الذي حلّ بمدرسة الشجاعية الابتدائية للبنات إلى الشرق من مدينة غزة، جراء القصف الإسرائيلي لها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام 2014 على حاله، في الوقت التي تعجز فيه وزارة التربية والتعليم العالي عن إعادة ترميمها.
تقول مديرة المدرسة زكية أبو حمدة، إنّ حجم المعاناة اليومية للهيئة التدريسية والطلاب في ازدياد مع دخول فصل الشتاء وما تتعرض له الفصول الدراسية من غرق بمياه الأمطار بفعل الدمار الذي لحق بالمدرسة فضلاً عن عدم إعادة إعمارها حتى اللحظة. ولا يزال مئات الطلاب والطالبات في مدارس القطاع مشتتين في المدارس المجاورة إلى حين إعادة بناء مدارسهم.
وتؤكد أبو حمدة لـ "العربي الجديد" أنّ الدمار الذي لحق بالمدرسة ومرافقها أدى لتشتت الفصول الدراسية من المدرسة، ونقلها لمدارس أخرى وانعكس بالسلب على مستوى التحصيل الدراسي للطالبات بفعل البيئة المدرسية السيئة.
وتوضح أنّ الدمار الذي أصاب مختبرات العلوم والتكنولوجيا انعكس بالسلب على آلية تدريس المواد العلمية ولجوء المعلمات إلى الطريقة النظرية في عملية تدريس المواد العلمية، ما أدى لتراجع مستوى التحصيل الدراسي للطالبات في المدرسة.
وتلفت أبو حمدة إلى حجم المعاناة اليومية التي يلاقيها الطلبة في المدرسة، في ظل غياب المباني ونقص المعدات واللوازم وغياب أية بوادر إيجابية لإعادة إعمار المدرسة والاقتصار على ترميم جزئي للمرافق الصحية التي تدمرت هي الأخرى.
وتشير إلى أنّ الاستهداف الإسرائيلي للمدرسة أدى لدمار نحو 50 في المائة من مبانيها، وتدمير المكتبة المدرسية والمرافق الصحية وغرف الإدارة بالإضافة للسور الخارجي بالمدرسة، والاعتماد على طرق بدائية لحماية الطلبة من الاقتراب من المباني المدمرة بشكل بليغ.
وتطالب أبو حمدة المؤسسات الحكومية والدولية بالعمل على إعادة المباني المدمرة مجدداً وإزالة الركام المتبقي من الفصول والمرافق الخاصة بالمدرسة الحكومية من أجل إنهاء معاناة مئات الطالبات المشردات في بعض المدارس.
ويحتاج قطاع غزة إلى بناء نحو 20 مدرسة على الأقل سنوياً، من أجل وضع حد لنظام الفترتين الصباحية والمسائية، والتحول لفترة دراسية واحدة تعمل من خلالها الوزارة على تحسين جودة التعليم المقدمة لنحو ربع مليون طالب في غزة.
من جانبه، يقول وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة، زياد ثابت، إنّ عدد المدارس المدمرة في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بلغ نحو 187 مدرسة حكومية منها 3 مدارس بشكل كلي بالإضافة إلى 24 مدرسة بشكل بليغ و160 مدرسة بشكل جزئي.
ويرجع ثابت في حديثه لـ"العربي الجديد" أسباب عدم إعادة إعمار المدارس المدمرة حتى اللحظة، لآلية الإعمار المتبعة في عملية إدخال مواد البناء لغزة، وعدم التزام الدول المانحة بتعهداتها المالية الخاصة بإعادة إعمار المنشآت التعليمية المدمرة في الحرب الأخيرة على غزة.
ويشير المسؤول الحكومي، إلى أنّ نحو 160 ألف طالب وطالبة مسجلين في المدارس الحكومية يتلقون حصصهم الدراسية في مدارس مدمرة بحاجة لإعادة ترميم وصيانة كاملة من أجل توفير كامل المستلزمات من مبان ومختبرات لتوفير بيئة دراسية جيدة.
ويوضح ثابت أنّ القطاع يحتاج في الفترة الحالية لبناء 150 مدرسة بشكل سريع، من أجل حل أزمة تكدس الطلبة داخل الفصول الدراسية، بسبب العجز في الكادر البشري وقلة أعداد المدارس وهو ما يرفع أعداد الطلبة في الفصل الدراسي الواحد إلى 50 طالبا وينعكس ذلك بالسلب على تحصيلهم الدراسي.
ويلفت إلى أنّ غياب الدعم الحكومي المقدم لصالح المؤسسات التعليمية بغزة يؤثر على عملية صيانة المدارس المدمرة أو بناء مدارس جديدة، على الرغم من وجود سلسلة من الوعود من قبل المانحين العرب في مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار 2014 لترميم وبناء المدارس المدمرة في حرب غزة.
ويطالب ثابت حكومة التوافق بتحمل مسؤولياتها تجاه الحقل التعليمي في القطاع، وفصل الخلافات السياسية عن العملية التعليمية، وتوفير الاحتياجات الخاصة من بناء مدارس جديدة وصرف رواتب بشكل دائم لمعلمي غزة مقارنة بنظرائهم في الضفة الغربية.
ولم تصرف حكومة التوافق منذ تشكيلها في الثاني من يونيو/حزيران 2014 أي راتب لموظفي حكومة غزة السابقة، ولكنها صرفت دفعة مالية واحدة تبرعت بها دولة قطر وعبر وزارة الشؤون الاجتماعية بمقدار 1200 دولار لنحو 24 ألف موظف مدني من أصل 45 ألف موظف، وذلك نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014.
المساهمون