تحتدم المعارك، منذ أكثر من شهر، في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي، بين مقاتلي المعارضة و"هيئة تحرير الشام" من جهة، وقوات النظام السوري، المدعومة بمليشيات إيرانية، من جهة أخرى. وتسعى قوات النظام للوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري الواقع في ريف إدلب الشرقي، بهدف حصر مقاتلي المعارضة في شريط محدود ضمن محافظة إدلب، ما يقوّي موقف النظام في أية استحقاقات سياسية مقبلة، ويحسم مصير محافظة إدلب لمصلحة النظام، باعتبارها المحافظة الوحيدة الباقية بأكملها في يد المعارضة اليوم.
ومنذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصلت تعزيزات من المليشيات الإيرانية إلى مناطق شرقي إدلب وشمالي حماة، بالإضافة إلى منطقة الحاضر وتلالين جنوبي حلب، فيما عينت وزارة دفاع النظام السوري، اللواء محمد خضور، بشكل مؤقت، لقيادة "معركة أبو الظهور". وتداولت وسائل إعلام موالية صوراً لخضور وهو يشرف على المعارك الرامية للسيطرة على بلدة الرملة جنوب حلب، حيث تسعى قوات النظام إلى تحقيق تقدّم على هذه المحاور، وسيطرت بالفعل على العديد من القرى، وسط مقاومة قوية من جانب الفصائل المسلحة الفاعلة هناك، وفي مقدمتها "هيئة تحرير الشام" و"الحزب التركستاني"، إضافة إلى فصائل الجيش الحر، مثل "جيش النصر" و"جيش العزة" و"جيش إدلب الحر".
ودُشنت تلك المعارك قبل أكثر من شهر مع وصول تعزيزات إيرانية إلى ريف حلب الجنوبي وحماة، تمثلت خصوصاً في اللواء 65، الذي يعتبر من الألوية الخاصة في القوة البرية الإيرانية، إضافة إلى مليشيات "فاطميون" و"زينبيون" وعناصر من "حزب الله" اللبناني، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد باقري، إلى خطوط القتال في ريف حلب. وبدأت معركة الوصول إلى مطار أبو الظهور من خلال سيطرة قوات النظام على بعض القرى، مثل الرحراحة ورسم الأحمر ورسم صوان وجب أبيض والشحاطية وخربة جويعد ونقاط أخرى في ريف حماة الشمالي الشرقي، وصولاً للسيطرة على قرية المستريحة، عقب اشتباكات هي الأعنف مع "الحزب الإسلامي التركستاني" و"هيئة تحرير الشام"، وذلك بعد عدّة محاولات خسرت خلالها قوّات النظام العديد من الآليات والعناصر، فيما يستمر القصف الجوّي الروسي على قريتي أم ميال والرهجان. ويرى محللون عسكريون أن قوات النظام، والمليشيات المساندة لها، تحاولان تغيير الخريطة في ريفي حماة وحلب لصالحهما، على نحو ما فعلتا في المدن والمناطق السورية الأخرى، لكنهما تصطدمان بخطط عسكرية محكمة تتبعها فصائل المعارضة.
وإلى جانب محور ريف حماة الشمالي والشرقي، الذي تعمل عليه قوات النظام منذ أسابيع، فقد فتحت أخيراً محوراً جديداً في ريف حلب الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي على مناطق الرهجان، والحمدانية، والجنينة، وزغبر، الأمر الذي أجبر مئات عائلات المنطقة على النزوح إلى المناطق الأكثر أمناً في ريف إدلب. وحسب وسائل إعلام موالية، فقد سيطرت قوات النظام على مساحات واسعة في ريف حلب الجنوبي، منها قريتا عبيسان وعزيزة، مشيرة صراحة إلى أن الهدف هو السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري. غير أن فصائل المعارضة في المنطقة أكدت أنها استرجعت جميع النقاط التي خسرتها، والتي اعتبرتها غير مهمة وبعيدة عن خط الاشتباكات الأساسي. وقد انطلقت قوات النظام من الجهة الغربية لمنطقة خناصر، وسيطرت على كل من رشادية، والمشيرفة، وخربة ربيط، وهي تحاول التوغل في عمق المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف إدلب الشرقي، وصولاً إلى مطار أبو الظهور الذي يفصلها عنه اليوم نحو 28 كيلومتراً فقط، وسط توقعات بحدوث معارك قوية في الأيام المقبلة بين الطرفين، تشارك فيها "قوات العشائر" التي تشكلت في وقت سابق بدعم روسي، وذلك بعد أن تعرضت قوات النظام والمليشيات الموالية لها في الأيام الأخيرة لخسائر فادحة في العتاد والأرواح خلال استعادة المعارضة قرية خربة هويش بريف حلب الجنوبي.
اقــرأ أيضاً
ولا تنفصل المواجهات جنوبي حلب عن معارك ريف حماة الشرقي، إذ إن الهدف واحد، هو المطار العسكري، وإن كانت الجبهة في حماة تتميز بأن فصائل المعارضة تخوض معركتين في وقت واحد، الأولى ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها، والثانية ضد تنظيم "داعش" الذي يحاول التوغل أيضاً داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وتأتي محاولات النظام للوصول إلى مطار أبو الظهور، وسط ضبابية في مضمون الاتفاقيات الدولية بين الضامنين لتطبيق اتفاق "خفض التصعيد"، وحديث عن تقسيم إدلب إلى ثلاث مناطق، واحدة تحت الحماية الروسية تكون منزوعة السلاح، وأخرى تحت الحماية التركية، وثالثة ينحصر فيها الوجود المسلح لـ"هيئة تحرير الشام" والفصائل الأخرى. وكانت بعض المصادر أشارت إلى أن "هيئة تحرير الشام" أخلت مطار أبو الظهور أخيراً من الأسلحة والعتاد، مبقية مجموعات من الحرس على مدخل المطار، إما بهدف تجنب القصف الجوي للمطار، الذي تعرّض في 23 الشهر الماضي لغارات مكثفة دمرت قسماً كبيراً من أبنيته، وقتلت عدداً من قيادات "الهيئة"، أو أن ذلك جاء في إطار تفاهم مع تركيا ضمن اتفاق "خفض التصعيد".
ورأى بعض المتابعين أن هدف قوات النظام، ومن خلفها إيران وروسيا، من هذه العملية العسكرية هو حماية قواعدها في ريف حلب، وفتح الطريق باتجاه بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، وتأمين طريق خناصر أثريا ومعامل الدفاع في الراموسة، إضافة إلى فرض إيران نفسها كلاعب قوي في رسم أية سياسات مستقبلية حول سورية، مستبعدين أن تتمكن من الوصول إلى مطار أبو الظهور، خصوصاً في ظل ما يشاع عن تفاهمات دولية بين الأطراف الضامنة لأستانة، ودور تركيا المقبل بفرض سيطرتها على مطاري تفتناز وأبو الظهور. وتمثل المنطقة الصحراوية خط الإمداد الوحيد لقوات النظام من حماة باتجاه مدينة حلب، عبر طريق باتت تعرف بخط أثريا خناصر، وتعرضت لهجمات متكررة عدة مرات، غرباً من قبل المعارضة، وشرقاً من قبل تنظيم "داعش"، قبل أن يستعيد النظام السيطرة على مناطق "داعش" ويبعد التنظيم باتجاه البادية.
يأتي ذلك، في وقت تحدثت مصادر عن تقسيم محافظة إدلب إلى ثلاث مناطق نفوذ بموجب اتفاق "خفض التصعيد"، تدير إحداها روسيا بينما تسيطر تركيا على الثانية القريبة من حدودها، وتنحصر الفصائل المسلحة في المنطقة الثالثة. ووفق المصادر فإن المنطقة الأولى تقع إلى الشرق من سكة القطار، على خط حلب- دمشق، وستكون منزوعة السلاح وخالية من المسلحين والفصائل، وهي تحت الحماية الروسية، على أن تدار من طرف مجالس محلية، بينما تمتد المنطقة الثانية بين السكة والأوتوستراد وتتجمع فيها فصائل المعارضة. أما الثالثة فستخضع للنفوذ التركي. ولاحظ مراقبون الدور الفاعل للصواريخ الأميركية الموجهة "تاو" في صد محاولات تقدم قوات النظام في كلا الجبهتين، إذ اعتمدت عليها فصائل المعارضة السورية بشكل أساسي، وساعدتها طبيعة المنطقة الجغرافية التي تحاول قوات النظام التوغل من خلالها. وتسليح قوات المعارضة بصواريخ "تاو" يشير إلى التنافس المحتدم في المنطقة بين قوات النظام وإيران وروسيا من جهة، وقوات المعارضة وتركيا والولايات المتحدة من جهة أخرى، إذ يسعى كل طرف لمنع الطرف الآخر من تغيير خريطة السيطرة هناك لمصلحة الطرف الآخر، الأمر الذي من شأنه التأثير في معادلات التسوية السياسية التي قد تتمخض عن المسارات السياسية، سواء في جنيف أم أستانة أم سوتشي. وكان مطار أبو الظهور يعتبر ثاني أكبر قواعد النظام في الشمال السوري، وسيطرت عليه فصائل عدة مطلع 2015، وتسيطر عليه حالياً "هيئة تحرير الشام". أما مطار تفتناز، الواقع في ريف إدلب الجنوبي، فيعتبر من أكبر المطارات للمروحيات العسكرية في سورية، وذلك قبل السيطرة عليه من قبل المعارضة السورية في يناير/كانون الثاني 2013، وتسيطر عليه حالياً "حركة أحرار الشام".
اقــرأ أيضاً
ومنذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصلت تعزيزات من المليشيات الإيرانية إلى مناطق شرقي إدلب وشمالي حماة، بالإضافة إلى منطقة الحاضر وتلالين جنوبي حلب، فيما عينت وزارة دفاع النظام السوري، اللواء محمد خضور، بشكل مؤقت، لقيادة "معركة أبو الظهور". وتداولت وسائل إعلام موالية صوراً لخضور وهو يشرف على المعارك الرامية للسيطرة على بلدة الرملة جنوب حلب، حيث تسعى قوات النظام إلى تحقيق تقدّم على هذه المحاور، وسيطرت بالفعل على العديد من القرى، وسط مقاومة قوية من جانب الفصائل المسلحة الفاعلة هناك، وفي مقدمتها "هيئة تحرير الشام" و"الحزب التركستاني"، إضافة إلى فصائل الجيش الحر، مثل "جيش النصر" و"جيش العزة" و"جيش إدلب الحر".
وإلى جانب محور ريف حماة الشمالي والشرقي، الذي تعمل عليه قوات النظام منذ أسابيع، فقد فتحت أخيراً محوراً جديداً في ريف حلب الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة من الطيران الحربي الروسي على مناطق الرهجان، والحمدانية، والجنينة، وزغبر، الأمر الذي أجبر مئات عائلات المنطقة على النزوح إلى المناطق الأكثر أمناً في ريف إدلب. وحسب وسائل إعلام موالية، فقد سيطرت قوات النظام على مساحات واسعة في ريف حلب الجنوبي، منها قريتا عبيسان وعزيزة، مشيرة صراحة إلى أن الهدف هو السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري. غير أن فصائل المعارضة في المنطقة أكدت أنها استرجعت جميع النقاط التي خسرتها، والتي اعتبرتها غير مهمة وبعيدة عن خط الاشتباكات الأساسي. وقد انطلقت قوات النظام من الجهة الغربية لمنطقة خناصر، وسيطرت على كل من رشادية، والمشيرفة، وخربة ربيط، وهي تحاول التوغل في عمق المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في ريف إدلب الشرقي، وصولاً إلى مطار أبو الظهور الذي يفصلها عنه اليوم نحو 28 كيلومتراً فقط، وسط توقعات بحدوث معارك قوية في الأيام المقبلة بين الطرفين، تشارك فيها "قوات العشائر" التي تشكلت في وقت سابق بدعم روسي، وذلك بعد أن تعرضت قوات النظام والمليشيات الموالية لها في الأيام الأخيرة لخسائر فادحة في العتاد والأرواح خلال استعادة المعارضة قرية خربة هويش بريف حلب الجنوبي.
ولا تنفصل المواجهات جنوبي حلب عن معارك ريف حماة الشرقي، إذ إن الهدف واحد، هو المطار العسكري، وإن كانت الجبهة في حماة تتميز بأن فصائل المعارضة تخوض معركتين في وقت واحد، الأولى ضد قوات النظام والمليشيات المساندة لها، والثانية ضد تنظيم "داعش" الذي يحاول التوغل أيضاً داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وتأتي محاولات النظام للوصول إلى مطار أبو الظهور، وسط ضبابية في مضمون الاتفاقيات الدولية بين الضامنين لتطبيق اتفاق "خفض التصعيد"، وحديث عن تقسيم إدلب إلى ثلاث مناطق، واحدة تحت الحماية الروسية تكون منزوعة السلاح، وأخرى تحت الحماية التركية، وثالثة ينحصر فيها الوجود المسلح لـ"هيئة تحرير الشام" والفصائل الأخرى. وكانت بعض المصادر أشارت إلى أن "هيئة تحرير الشام" أخلت مطار أبو الظهور أخيراً من الأسلحة والعتاد، مبقية مجموعات من الحرس على مدخل المطار، إما بهدف تجنب القصف الجوي للمطار، الذي تعرّض في 23 الشهر الماضي لغارات مكثفة دمرت قسماً كبيراً من أبنيته، وقتلت عدداً من قيادات "الهيئة"، أو أن ذلك جاء في إطار تفاهم مع تركيا ضمن اتفاق "خفض التصعيد".
ورأى بعض المتابعين أن هدف قوات النظام، ومن خلفها إيران وروسيا، من هذه العملية العسكرية هو حماية قواعدها في ريف حلب، وفتح الطريق باتجاه بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، وتأمين طريق خناصر أثريا ومعامل الدفاع في الراموسة، إضافة إلى فرض إيران نفسها كلاعب قوي في رسم أية سياسات مستقبلية حول سورية، مستبعدين أن تتمكن من الوصول إلى مطار أبو الظهور، خصوصاً في ظل ما يشاع عن تفاهمات دولية بين الأطراف الضامنة لأستانة، ودور تركيا المقبل بفرض سيطرتها على مطاري تفتناز وأبو الظهور. وتمثل المنطقة الصحراوية خط الإمداد الوحيد لقوات النظام من حماة باتجاه مدينة حلب، عبر طريق باتت تعرف بخط أثريا خناصر، وتعرضت لهجمات متكررة عدة مرات، غرباً من قبل المعارضة، وشرقاً من قبل تنظيم "داعش"، قبل أن يستعيد النظام السيطرة على مناطق "داعش" ويبعد التنظيم باتجاه البادية.