ونقل المحامي، أحمد الحمادي، ابن الرقة، عن مصادر من مدينته، أن "أهالي عدد من القرى في ناحية الجرنية، نزحوا من قراهم إلى مخيمات بدائية في العراء، في ظل برد قارس وندرة للمواد الغذائية".
وقال الحمادي، لـ"العربي الجديد"، إن هناك قرى أخرى أهلها مهددون بالنزوح بسبب توسع رقعة المعارك في المنطقة، "حالياً يتمركز غالبية النازحين في قرية المحمودلي وقرية هداج والقرى المجاورة، والتي توشك على أن تشهد عمليات نزوح جماعي بسبب المعارك، وأبرزها قرية السويدية".
ويناشد ناشطون المنظمات الإنسانية القيام بواجباتها تجاه عشرات آلاف المدنيين الهاربين من ويلات الحرب، في وقت تعتبر فيه مناطق سيطرة داعش مستثناة من العمل الإنساني محليا ودوليا.
من جهتها، قالت عضو المكتب الإعلامي في "وحدات حماية المرأة"، نيروز كوباني، لـ"العربي الجديد"، إنه "جراء المعارك ضد التنظيم الذي يتمترس في البلدات، دائما ما يكون هناك نزوح من القرى التي تتحرر، وفور تأمينها من قبل قوات (قسد) يتم السماح بعودة الأهالي إلى منازلهم".
ولفتت إلى أن "النازحين باتجاه مناطق قوات قسد، يتم تأمين مساعدات إنسانية لهم عبر بعض المنظمات، لكن الاحتياجات كبيرة، وهناك غياب لكثير من المنظمات الإنسانية عن دورها".
ورأت أن "بعض الناشطين يهولون الأخبار لأسباب سياسية. هناك نزوح للأهالي إلى الخطوط الخلفية من قرية الحمودلي، وهي خط اشتباك حاليا وليس من الأمان إرجاع الأهالي إليها، عندما تصبح القرية خطاً خلفياً سوف يعود جميع الأهالي".
ونفت كوباني عدم سماح "قسد" بإعادة النازحين إلى قراهم، قائلة "هذه الاتهامات غير صحيحة، ولو كانت صحيحة لانتشرت هذه الأخبار، وسبق أن وجهت الكثير من التهم عند سيطرة القوات على تل أبيض، والآن الأهالي متواجدون بها".
في المقابل، أكد المواطن، سعيد الرجب، من إحدى قرى ريف الرقة الشمالي، أن قوات قسد لا تسمح لمن يغادر منطقته بالعودة إليها، مبينا أن هناك حججاً واتهامات جاهزة لتهجير الناس من قراهم، وأولها تهمة العلاقة مع داعش، أو دعم الإرهابيين، وغيرها من التهم التي تتهم بها تلك القوات سكان المناطق الذين يلجؤون إلى السكن في مخيمات قريبة من قراهم وسط ظروف سيئة كي لا يخسروا بيوتهم.