أكد مسؤول حزب سياسي معارض في الجزائر أن موجة هروب الشباب والكفاءات من البلاد، وحملة التطهير في الجيش، دلائل كافية لوضع تقييم سلبي واضح على إخفاق سياسات الحكومة في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال السنوات العشرين الماضية.
وقال رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، في مخيم الشباب التقدمي الخاص بالكوادر الشبابية للحزب إن هروب الطلبة والكفاءات الجزائرية للدراسة في الخارج يزداد، مشيرا إلى ما نشرته السلطات الفرنسية من أن "عدد الطلبة الجزائريين الذين يذهبون لمتابعة دراستهم الجامعية في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى، إذ بلغ عدد الطلبة الجزائريين في فرنسا 30529 طالبًا عام 2018، مقابل 26116 طالبًا في عام 2017، ما يعادل نحو 10 في المائة من إجمالي عدد الطلبة الأجانب".
ولفت المسؤول السياسي الجزائري إلى أن" البلاد تستمر في استنزاف أدمغتها فيما تعيد السلطة اجترار أرقامها الخيالية حول إنجازات الحكومة، ومع ذلك يعيش الباقون في البلد بطالة بنسبة 30 في المائة وفقاً للإحصائيات الرسمية".
وأكد بلعباس أن الشباب في الجزائر بلغ مرحلة من اليأس ويمر بمشكلات بالغة الخطورة، وأشار إلى ما يرد في الصحافة الإسبانية من أن حرس السواحل في شبه الجزيرة الإيبيرية أصبحوا عاجزين عن مواجهة تدفق المهاجرين الجزائريين شبه اليومي والجماعي عبر قوارب ترسو على شواطئ مورسيا الإسبانية، بينها نحو خمسين رحلة بالمراكب خلال النصف الأول من هذا الشهر(أكتوبر الجاري)، عدا عن تلك التي اعترضتها وحدات الجيش الجزائري في البحر".
واعتبر رئيس التجمع أن "حصيلة السنوات العشرين الأخيرة كافية لتوضح لنا الحقيقة والمآلات، وتدل على فشل وعجز نظام بوتفليقة طوال تلك السنوات من الحكم على تحويل منظومة التكوين الجزائرية لجعله جذابًا للشباب، وإعداد الإطارات لتولي زمام الأمور في المستقبل".
وبحسب بلعباس إن الفشل انسحب أيضاً على إفلاس المنظومة الصحية الظاهر للجميع، لأنه لم يُنجز مستشفى واحد جدير باسم مستشفى على مدى السنوات العشرين الماضية، إضافة إلى إخفاق المنظومة القضائية بسبب عدم استقلالية القضاء وفي الفلاحة والمالية". ورأى أن "حالة الإفلاس لم تدفع باتجاه التغيير في النهج، ولا حتى للتفكير في رؤية جديدة للخروج من هذا الوضع".
ورأى المسؤول السياسي أن "التساؤل عن مدى قدرة السلطة على تنفيذ مشروع الولاية الرئاسية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليس هو الموضوع، وإنما السؤال الوحيد الجدير بطرحه هو هل ستكون لدينا معارضة شجاعة للتحرك وحشد الإمكانيات والقوى بشكل جماعي قبل أن يفوت الأوان".
وأعرب محسن بلعباس عن اعتقاده أن النظام السياسي بادر إلى "استخدام المزيد من التسلط وإجراء تعديلات في إدارة الشؤون العامة لمحاولة الخروج من حالة انسداد قاتلة. وتشير عمليات التطهير في قيادات الجيش والشرطة، وإعادة تشكيل الصورة البشرية على رأس بعض المؤسسات الحساسة مثل البرلمان، إلى أن هناك استعدادًا، أو ربما سيناريو لتهيئة الظروف المناسبة لاسترداد زمام الأمور قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في مطلع عام 2019.
وسبق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن أجرى سلسلة تغييرات مست كبار قادة الجيش والمناطق العسكرية والأجهزة الأمنية.