لا تزال الأزمة السياسية في أرمينيا مستمرة، فرغم تقديم رئيس الوزراء سيرج سركسيان استقالته من منصبه على وقع الاحتجاجات في الشارع، ألغى "الحزب الجمهوري" الحاكم، محادثات مع زعيم المعارضة نيكول باشينيان، ما حدا الأخير على الدعوة لمسيرة جديدة، اليوم الأربعاء.
وأفادت "رويترز"، نقلاً عن شهود عيان، بأنّ الشرطة في أرمينيا بدأت الاحتشاد في وسط العاصمة يريفان، اليوم الأربعاء، بعد بدء الاحتجاج.
واستقال سركسيان، الذي كان رئيساً للبلاد لعشر سنوات، يوم الإثنين، بعد قرابة أسبوعين من احتجاجات في الشوارع، أطلقت شرارتها اتهامات له بالتلاعب بالدستور كي يتشبث بالسلطة.
وقال النائب المعارض نيكول باشينيان، في مناشدة مصورة على صفحته على "فيسبوك"، بعدما قاد الآلاف في مسيرة، أمس الثلاثاء، إنّ "الحزب الجمهوري يفكّر في استغلال استقالة سيركسيان ويريد الاحتفاظ بالسلطة... لا يمكن أن نوافق على تعيين ممثل لهذا الحزب رئيساً للوزراء ولا يمكننا السماح لهذا النظام الفاسد بأن يستمر في الوجود (على الساحة السياسية)".
ولعب باشينيان دوراً رئيسياً في الإطاحة بسركسيان، إذ نظم العديد من الاحتجاجات، ودعا إلى رحيل رئيس الوزراء، قبل أن تزج به السلطات في السجن لتطلق سراحه بعد ذلك.
وقال باشينيان إنّه مستعد لتولي رئاسة الوزراء، وإنّه سيواصل الضغط على النخبة الحاكمة حتى توافق على "تغيير حقيقي".
وكان من المقرر أن يبدأ محادثات مع الحزب الحاكم، اليوم، لكن الحزب ألغاها في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء.
وسركسيان، حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتتابع موسكو عن كثب الأحداث في الجمهورية السوفييتية السابقة، التي تحتفظ فيها بقاعدتين عسكريتين. وقال الكرملين، أمس الثلاثاء، إنّه "سعيد" باستقرار الوضع على ما يبدو في الوقت الحالي.
واليوم الأربعاء، اقترح القائم بأعمال رئيس الوزراء كارين كارابتيان، وهو حليف لسركسيان، إجراء انتخابات برلمانية جديدة لإنهاء الأزمة السياسية التي تحيق بالبلاد منذ نحو أسبوعين.
وجاء اقتراح كارابتيان، بعد دعوته، أمس الثلاثاء، الرئيس إلى تنظيم اجتماع جديد تشارك فيه جميع القوى السياسية.
وأضاف، في بيان، وفق ما أوردت "رويترز"، أنّه "انطلاقاً من قلقي إزاء الوضع الراهن... أدعو الرئيس إلى تنظيم الاجتماع... بمشاركة القوى السياسية البرلمانية وغير البرلمانية".
وأدى الرئيس الأرميني أرمين سركسيان، وهو حليف آخر لرئيس الوزراء المستقيل، اليمين الدستورية هذا الشهر بعدما انتخبه البرلمان.
وكان البرلمان قد انتخب سيرج سركسيان، رئيساً للوزراء، الأسبوع الماضي.
وبموجب تعديل في الدستور، أصبح رئيس وزراء يملك معظم السلطات في البلد الصغير، بينما تحوّلت الرئاسة إلى منصب شرفي إلى حد بعيد.
وزادت الضغوط على سركسيان البالغ من العمر 63 عاماً بشدة، يوم الإثنين، عندما انضم جنود عزل في العاصمة يريفان، إلى احتجاجات مناهضة للحكومة اندلعت، في 13 أبريل/نيسان.
وقال سركسيان، في بيان أصدره مكتبه، "كانت تقديراتي خاطئة... في الوضع الراهن توجد عدة حلول. لكنني لن أختار أياً منها. هذا ليس أسلوبي. سأستقيل من قيادة البلاد ومنصب رئيس وزراء أرمينيا".
واشنطن تدعو لانتقال سلمي
وفي ردود الفعل الدولية، دعت الولايات المتحدة، جميع الأطراف السياسية الأرمينية إلى العمل على "انتقال سلمي للسلطة" في البلاد.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، مساء الثلاثاء، بحسب ما أوردت "الأناضول"، إنّ "الأيام المقبلة تمثّل لحظة تاريخية لشعب أرمينيا وزعمائها المنتخبين، وهم يشرعون في عملية تشكيل حكومة جديدة".
وحثّت المسؤولة الأميركية، جميع الأطراف على "المشاركة بشكل بناء إطار الدستور الأرميني، من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة يخضع لسلطة القانون".
— Heather Nauert (@statedeptspox) April 24, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Heather Nauert (@statedeptspox) April 24, 2018
|
وأضافت "نتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع حكومة جديدة، حول العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة وأرمينيا".
وتابعت أنّ الولايات المتحدة كشريك لأرمينيا، "تدعو الشعب الأرميني للمشاركة في حوار لصياغة مستقبله السيادي من خلال الوسائل الديمقراطية والسلمية".
وكان مجلس الوزراء الأرميني قد أعلن، الإثنين، أنّ كارن كارابتيان النائب الأول لرئيس الوزراء المستقيل سيرج سركسيان، سيتولى منصب رئيس الوزراء مؤقتاً في الوقت الحالي.
(العربي الجديد)