مظاهرات ضد العنصرية في بريطانيا: إسقاط تمثال تاجر الرقيق

07 يونيو 2020
تجمع الآلاف أمام السفارة الأميركية في لندن (الأناضول)
+ الخط -
يتظاهر الآلاف بعدة مدن في بريطانيا تأييداً للاحتجاجات المناهضة للعنصرية بعد مقتل الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة، لكن مظاهرات بريطانيا التي بدأت سلمية في العاصمة لندن انتهت إلى أعمال شغب وعنف أدّت إلى اشتباكات مع الشرطة، وازدادت حدّتها يوم الأحد مع إسقاط تمثال لتاجر الرقيق إدوارد كولستون في مدينة بريستول.


وعلى الرّغم من دعوة مفوضة شرطة العاصمة، كريسيدا ديك، المتظاهرين إلى إيجاد طريقة أخرى لإيصال أصواتهم، احتشد الآلاف من المتظاهرين، لليوم الثاني خارج السفارة الأميركية في لندن، وتوسعت الاحتجاجات في مدن مانشستر ولفرهامبتون ونوتنغهام وغلاسكو وإدنبره.

وفي مدينة بريستول استخدم المتظاهرون الحبال لسحب تمثال تاجر الرقيق، الذي كان مصدر جدل في المدينة لسنوات عديدة. وكان كولستون عضواً في الشركة الملكية الأفريقية، التي يعتقد أنها نقلت حوالى 80 ألف رجل وامرأة وطفل من أفريقيا إلى الأميركيتين.

وفي هذا الشأن قال مدير شرطة آفون وشرطة سومرست، آندي بينيت، إن المتورطين "ارتكبوا فعلاً إجرامياً" وإنّ الشرطة المحلية بدأت التحقيق لمعرفة المسؤولين عن إسقاط التمثال.
بدوره، قال المؤرخ والبروفيسور ديفيد أولوسوغا، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه كان يجب إزالة التمثال قبل فترة طويلة.

أمّا تمثال نيلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا السابق، الموجود في ساحة البرلمان البريطاني، فعلّق عليه المتظاهرون، لافتة كُتب عليها، "حياة السود مهمّة". بينما ألحقوا الضرر بتمثال ونستون تشرشل، الموجود أيضاً في ساحة البرلمان، وكتبوا على قاعدته أنّه كان عنصرياً.

ووصفت وزيرة الداخلية، بريتي باتل، الاحتجاجات بأنها "غير قانونية" و"ليست في صالح الصحة العامة". وقالت إنّها تخالف القواعد التي وضعتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث من غير القانوني تجمّع ستّة أشخاص أو أكثر في الخارج، في الهواء الطلق. ودعت الناس إلى التوقف عن التظاهر والالتزام بالتعليمات لحماية خدمات الصحة الوطنية وإنقاذ الأرواح.

وفي ما يتعلّق بأعمال العنف التي حدثت أمام مكتب رئيس الوزراء يوم السبت، قالت الوزيرة إنّها متأكّدة أن البريطانيين يوافقونها على أن ما حدث كان خطأً فادحاً، وأنّ هذه الاحتجاجات يجب أن تتوقف، وأضافت أنّ لا عذر للسلوكيات العنيفة.

في المقابل، دعمت ليزا ناندي، وزيرة خارجية الظل من حزب العمال، المظاهرات وقالت إنّه لا يمكن للناس أن تصمت في مواجهة العنصرية. مضيفة أنّهم "على حق في رفع أصواتهم"، لكنها حثت المتظاهرين على اتخاذ الاحتياطات والمسافة الاجتماعية المطلوبة، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التجمعات إلى ارتفاع آخر في حالات الإصابة بفيروس كورونا.

ويوجّه المتظاهرون، مجموعة متنوعة من الرسائل المناهضة للعنصرية، عن طريق رفع لافتات خارج السفارة الأميركية في لندن، منها: "اللون ليس جريمة" و"لماذا العنصرية موضوع نقاش". واعتقلت الشرطة تسعة وعشرين شخصاً على صلة بأعمال العنف التي وقعت خلال احتجاجات في لندن.

ويأتي ذلك بعد أن قالت شرطة سكوتلاند يارد إن 14 شرطياً أصيبوا بجروح وبعضهم بجروح خطيرة، خلال التظاهرات في محيط منطقة وايتهول في لندن مساء السبت بما في ذلك، سقوط شرطية عن حصانها بعد اصطدامها بإشارة ضوئية. حيث قالت القوة إنها نُقلت إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية، وهي في حالة مستقرة.

وأضافت جو إدواردز، المتحدثة باسم الشرطة أن "المشاهد العنيفة والعدائية التي واجهتها الشرطة أمس كانت غير مقبولة على الإطلاق. ومن المذهل أن عددًا تعرض للهجوم والإصابة". وحذّرت أنّ الشرطة لن تتساهل مع أي أعمال عنف بحقّها. ولفتت إلى أهمية تذكير الناس، أن مخاطر فيروس كورونا لم تختف.