مطالب بحظر التجمعات وفرض الكمامات منعاً لتفشي كورونا شمال غربي سورية

14 سبتمبر 2020
مخاوف من فقدان السيطرة على الفيروس (Getty)
+ الخط -

حذرت منظمات إنسانية مدنية في سورية مما وصفته بالانفجار في الإصابات بكورونا، مجددة دعواتها للتحرك الفوري ووضع خطط طوارئ لمواجهة "مرحلة خطرة"، خاصة بعد تسجيل أعلى حصيلة إصابات أمس في مناطق شمال غربي سورية، ليصل العدد الإجمالي في المنطقة إلى 265.

منسق الشبكة في منطقة درع الفرات الطبيب محمد الصالح قال لـ"العربي الجديد": "لا وسيلة أبدا في الوقت الحالي لمنع تفشي الوباء، نحن بحاجة لقرار سلطة محلية بإيقاف التجمعات غير الضرورية، وعلى رأسها الحفلات ومراسم التعازي والمقاهي والملاهي والحدائق، وكذا إلى وعي مجتمعي بأهمية النظافة الشخصية والكمامة، وخاصة في الأسواق التي يجب إيقافها في الوقت الحالي، فضلا عن ضرورة المحافظة على مسافات التباعد الاجتماعي".

بدوره، حذر مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد حلاج، من أوضاع أسوأ، وقال لـ"العربي الجديد": "يوم أمس سجلت أعلى نسبة إصابات في المناطق المحررة، والمشكلة التي نقع فيها هي مقارنة عدد التحاليل المجراة بعدد الإصابات، فأول من أمس كانت نسبة الإصابات 24 بالمائة، وأمس كانت النسبة أعلى وبلغت 27 بالمائة، اليوم هناك خوف من تحول بعض المناطق لبؤر تفشي الوباء، وهي مدينة الباب والبلدات في محيطها، والمخيمات، إضافة لمدينة إدلب".

وعن الخطوات الواجب اتباعها لمواجهة الفيروس، أوضح حلاج أن الشيء المطلوب هو تضافر كافة الجهود من الجهات الصحية وغيرها، حتى يتم تطبيق إجراءات صارمة في ما يتعلق بانتشار الفيروس، وهذا يتطلب حظر تجول في المناطق التي تشهد ارتفاعا متزايدا بالإصابات بالفيروس، أيضا إلزام الأهالي بارتداء الكمامات، إضافة لزيادة فعالية المنظمات التي تقدم مواد التعقيم للأهالي، خاصة في المخيمات كونها قد تتحول لمراكز تفشي للوباء.

وأضاف "طبعا لا نقول إن هذه الإجراءات كافية، على العكس، نحن بحاجة لوقت للتغلب على هذا الأمر، والحل الوحيد هو الحجر الصحي لبعض المناطق، وعلى السلطات الصحية في الوقت الحالي العمل على تحديد المخالطين بشكل أسرع وعزلهم، حتى لا يكون لدينا تطور في عدد الإصابات، وندخل في دوامة عشوائية من الإصابات". 

ويوم أمس الأحد، أعلنت إدارة مشفى الأمل التخصصي في بلدة الغندورة بريف منطقة جرابلس، شرقي محافظة حلب، عن إغلاق المشفى بعد إصابة أحد العاملين فيه بفيروس كورونا، وجاء قرار الإغلاق بالتنسيق بين إدارة المشفى والمجلس المحلي، وهذا ينذر بارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في المنطقة، نتيجة العدد الكبير من المراجعين الذين يقصدون المشفى المعروف بأنه أكبر مشافي النسائية والأطفال في المنطقة.

ويرى أسامة عبد الكريم، المقيم في مدينة الباب، أن الوضع أصبح خطيرا مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في المدينة، وعبرّ عن مخاوفه لـ"العربي الجديد" حيث قال: "بالنسبة لي قد لا أخاف على نفسي في الدرجة الأولى، لكن والديّ كبيران في السن وأخشى أن أكون سببا في نقل العدوى لهما، أتمنى أن تكون هناك جهة قادرة على ضبط الأسواق وأماكن الاختلاط، وفرض إجراءات الوقاية من الفيروس على الجميع من دون تمييز، فلا طاقة لنا لمقاومة وباء أعجز دولا كبرى لديها من الإمكانيات الصحية الكثير".

وكان وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الطبيب مرام الشيخ، قد أكد أن وزارة الصحة غير قادرة على تطبيق حظر للتجول من دون التعاون مع السلطات التنفيذية، مشيرا في تصريحات صحافية إلى عدم استجابة المواطنين لإجراءات الوقاية التي تدعو إليها الوزارة، ولا يزال النظام الصحي في المنطقة يستوعب عدد المصابين حتى الوقت الحالي، حيث لم يبلغ عدد الإصابات الذروة، مطالبا منظمة الصحة العالمية والجهات الشريكة لها باستكمال إجراءاتها.

وتوزعت الإصابات، التي سجلت أمس في الشمال السوري، على 8 في مدينة الباب و7  في مدينة أعزاز و6 في مدينة عفرين و6 إصابات في جبل سمعات، بينما سجلت 25 إصابة في عموم المنطقة المحررة من محافظة إدلب، وإصابة في بلدة إحسم، و7 في مدينة إدلب، وإصابة في بلدة معرة مصرين، و6 إصابات في بلدة قرقونيا، و3 إصابات في مدينة الدانا، و4 في مدينة أريحا و3 في بلدة أرمناز.

المساهمون