تصاعدت الدعوات الرافضة للتحالف الرباعي بين روسيا وإيران وسورية والعراق، بمطالبة برلماني عراقي بالكشف عن الاجتماعات السرية، التي عقدها وفد أمني عراقي في موسكو دون علم البرلمان، بينما أكد وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أن بلاده لم تطالب بتشكيل التحالف، الذي أعلنت عنه روسيا مؤخراً.
ودعا عضو البرلمان العراقي، كاظم الشمري، للكشف عن سلسلة الاجتماعات السرية التي عقدها وفد أمني عراقي، برئاسة مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في روسيا، وقبلها في إيران والعراق، مبينا أن هذه الاجتماعات تمت دون إطلاع البرلمان أو الشركاء السياسيين على تفاصيلها.
وأوضح الشمري أن الغموض الذي يلف التحالف الرباعي بين روسيا وإيران وسورية والعراق، يشير إلى أن ما يدور في الغرف المغلقة هو عكس ما يعلن للرأي العام في وسائل الإعلام، مطالباً رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وقيادات التحالف الوطني، بكشف حقيقة هذا التحالف، الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام، وخلق حاجزاً بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأضاف: "لقد طالبنا في أكثر من مناسبة بإطلاع البرلمان والقيادات السياسية الممثلة للمكونات الأخرى على طبيعة الاتفاق الرباعي وماهيته"، مبيّناً أن رئيس الوزراء وقادة التحالف الوطني "اكتفوا بالحديث عن غرفة للتنسيق الاستخباري، وطروحات عمومية، دون توضيح حقيقة ما يجري في الكواليس، كأن العراق أصبح لمكون سياسي واحد".
وحمّل الشمري، النائب عن ائتلاف الوطنية، الذي يتزعمه إياد علاوي، رئيس البرلمان، جزءاً من المسؤولية بسبب تغاضيه عن طرح هذا الملف الهام على جدول الأعمال، أو محاولة استضافة القائد العام للقوات المسلحة، لافتا إلى أن هذا الغموض يشير إلى وجود محاولة لانتهاك السيادة العراقية أو زج البلاد في حرب إقليمية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إن بلاده لم تطالب بتشكيل التحالف الرباعي، الذي أعلنت عنه روسيا مؤخرا، رافضا جعل العراق ساحة لتقاطع الإرادات بين الدول.
وأوضح الجعفري أنه لا يمتلك أية معلومات حول قيام روسيا بتوجيه ضربات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق، مؤكدا خلال مقابلة متلفزة وجود تنسيق أمني مع موسكو.
كما أشار إلى وجود تعاون مع التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب، لافتا إلى أن قوات التحالف كانت تنفذ 1800 طلعة في اليوم الواحد خلال حرب الخليج الأخيرة، مقابل 5 أو 6 طلعات حالية ضد تنظيم "داعش".
وفي هذا السياق، انتقد المحلل السياسي، حسان العيداني، التخبط الواضح في السياسة الخارجية العراقية، مبينا أن عضو البرلمان العراقي، كاظم الشمري، تحدث عن وفد رفيع المستوى ذهب إلى روسيا، وعقد اجتماعات سرية لترتيب تفاهمات أمنية، في حين نفى وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، علمه بأية ضربات روسية في العراق، أو طلب العراق تشكيل التحالف الرباعي.
وأوضح العيدان،ي في حديثه مع "العربي الجديد"، أن العراق دخل للتحالف مرغما بسبب تبعيته لإيران الحليفة الوثيقة لروسيا، لافتا إلى أن دخوله في التحالف الروسي الإيراني السوري أوقعه في حرج كبير مع الولايات المتحدة الأميركية، التي تقود التحالف الدولي ضد "داعش" منذ أكثر من عام.
اقرأ أيضاً العراق: تحصين السفارة الروسية أمنيّاً بعد تهديدات من "داعش"