مصير "داعش" يقترب من الحسم بعد إجلاء آخر المدنيين اليوم

21 فبراير 2019
إجلاء آخر المدنيين من قرية الباغوز (عبود حمام/العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أنّ عمليات إجلاء المدنيين من قرية الباغوز السورية، آخر جيب يسيطر عليه تنظيم "داعش" في شرقي الفرات، قد تنتهي، اليوم الخميس، وستتم بعدها مهاجمة مسلحي التنظيم المحاصرين في القرية والذين يرفضون الاستسلام.

وقال المسؤول الإعلامي في "قسد"، مصطفى بالي، إنّ "من المتوقع استكمال إجلاء المدنيين من آخر جيب للتنظيم في شرقي سورية، اليوم، وإن القوات ستشتبك بعدها مع من تبقى من مقاتلي التنظيم المختبئين هناك".

وتعد قرية الباغوز، الواقعة على الحدود العراقية، آخر بقعة تحت سيطرة "داعش" في منطقة وادي نهر الفرات.

وكان بالي قد قال، في وقتٍ سابق، إنّ "مقاتلي داعش المتحصنون بالداخل ما زالوا يراهنون على الحسم العسكري"، مضيفاً أن "قواتنا صرحت منذ البداية بأنهم أمام أحد خيارين: إما الاستسلام دون قيد أو شرط، أو أن تمضي المعركة إلى نهايتها".


يأتي ذلك بعدما غادرت، أمس الأربعاء، عشرات الحافلات التي تضم مئات الأشخاص من رجال ونساء وأطفال، قرية الباغوز، في خطوة تشير إلى أن مصير هذه المنطقة بات قريباً من الحسم.

وكانت "قسد" قد أرسلت عشرات الشاحنات إلى داخل الحي المحاصر في الباغوز لنقل العوائل منه، إلا أن بعض عناصر "داعش" خرجوا برفقتهم.

وقالت مصادر محلية إنّ قوات "قسد" تقوم بفرز الخارجين من القرية، وتفصل بين الأجانب والعرب والسوريين، حيث تضع كل واحد منهم على حدة، فيما نُشرت مقاطع مصورة لبعض عناصر "داعش" المستسلمين وهم داخل إحدى الحافلات، ملثمي الوجوه، مشيرة إلى أنه ليس بينهم أي شخصية قيادية في التنظيم.

كما تحدثت مصادر محلية عن خروج مزيد من الشاحنات، ليل أمس الأربعاء، من الباغوز باتجاه الأراضي العراقية دون معرفة حمولتها، كونها كانت مغطاة بالكامل، وسط توقعات بوجود "صفقة" غير معلنة بين التحالف الدولي وعناصر وقادة "داعش" بشأن شروط استسلامهم وضمان سلامتهم، أو خضوعهم لمحاكمات عادلة، مقابل الموافقة على الاستسلام، وتسليم الرهائن الأجانب الذين بحوزتهم.

في غضون ذلك، نفّذت قوات التحالف الدولي، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، إنزالاً جوياً بالقرب من بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي.

وذكرت شبكة "فرات بوست" أنّ "عملية الإنزال التي تمت باستخدام مروحيتين على أطراف مدينة الشحيل من جهة الحوايج، استهدفت اعتقال هيثم، الملقب بـ"الكيص"، الذي يبلغ من العمر 37 عاماً، وهو أحد أمنيي تنظيم "داعش"، برفقة ثلاثة آخرين.


ولفتت إلى أنّ "الإنزال الجوي استهدف منزل حسين الرجب أبو معاذ، في حي الخياسة بمدينة الشحيل، الذين يقيم فيه الكيص ورفاقه، وهم جميعاً من الجنسية العراقية، حيث تم اعتقالهم بعد إصابة أحدهم".

وبحسب الشبكة، فإن الكيص كان أحد المحاصرين في بلدة الباغوز واستطاع الهرب منها منذ قرابة شهرين، بينما توجد عائلته في مخيم الهول.

وتابعت أنّ "الكيص مسؤول عن اعتقال عشرات الشباب خلال سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور".

وكان التحالف الدولي قد نفذ عملية إنزال جوي في منطقة طيب الفال بريف دير الزور، أدت العملية إلى مقتل شخص. وتقوم قوات التحالف في الآونة الأخيرة بعمليات إنزال تطاول خلايا لتنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي.

من جهة أخرى، شيعت "قسد"، أمس، ثلاثة من عناصرها في مدينة الحسكة قتلوا خلال المعارك ضد تنظيم "داعش" في ريف دير الزور الشرقي.