مصطفى محبوب مجاز.. شطحات صوفية

17 مايو 2019
(مصطفى محبوب محاز)
+ الخط -

يجمع الفنان الإيراني مصطفى محبوب مجاز بين كتابة الشعر حيث أصدر مجموعة بعنوان "شطح يشبه القصيدة"، والعزف على آلتي السيتور والطنبور وتعليمهما لحوالي عشرين عاماً، إلى جانب تدريسه للخط وتقديم أعمال حروفية.

تستند صلته بالموسيقى إلى أساس صوفي، وهو الذي يردّد على الدوام مقولته بأن "الفن هو أوّل مرحلة في العرفان لأنّه يعلّم كيف يوازن المرء بين روحه وجسده"، حيث نال درجة الماجستير من "جامعة طهران" عن أطروحة حول العرفان الذي يؤمن أن الموسيقى والفنون هي من تجلياته وإحدى الطرق للوصول إليه.

يقيم مجاز، عند التاسعة والنصف من مساء بعد غد الأحد، حفلاً في "فضاء خزنة للفن" في تونس العاصمة، ترافقه فرقة "إشراق" الإيرانية، يقدّم فيه قصائد وأغانيَ تنتمي إلى التصوف الفارسي.

تتكون الفرقة من جوما إسماعيل زادة الذي يعزف على "التومباك" (آلة إيقاعية تقليدية)، وعلى أغازادة على العود، وسمية مبارك على الدف، ويؤدي زكريا مشاتي لوحات راقصة.

يؤدي مجاز عدّة قصائد للشاعر سعدي الشيرازي (1219 - 1294) الذي ألّف "بوستان" في قرابة أربعة آلاف بيت شعر، و"كلستان" (أي الروضة أو الحديقة)، وهي مجموعة من الحكايات والمواعظ، يمزج فيها بين الشعر والنثر وكتبها بالفارسية والعربية، ومنها قوله "قال لي المحبوب لما زرته/ مَنْ ببابي قلت بالباب أنا/ قال لي أخطأت تعريف الهوى/ حينما فرَقت فيه بيننا/ ومضى عامٌ فلما جئته/ أطرق الباب عليه موهناً/ قال لي من أنت قلت انظر فما/ ثَم إلا أنت بالباب هنا/ قال لي أحسنت تعريف الهوى/ وعرفت الحبَّ فادخلْ يا أنا".

كما يقدّم أشعاراً لجلال الدين الرومي (1207 – 1273) التي لا تزال أحد أهم مصادر التصوّف في الثقافات العربية والتركية والفارسية، مثل "أنا وانت"، و"أغنية إلى نفسي"، و"ارجع"، و"لا تقل شيئاً"، و"كنت ميتاً فأصبحت حياً"، وغناها فنانون وفرق من مختلف أنحاء العالم.

يقول مجاز في تصريحات صحافية سابقة إن "الفنّان عندما يريد وصف حالة معينة، وأمام الحدود التي تضعها الكلمات يستعين بالموسيقى وبالشعر والرسم"، حيث يعتبر ذلك طريقته للبحث عن المعنى المطلق لهذا الوجود.

المساهمون