مصر: 5 قتلى بإطلاق الأمن الرصاص عشوائياً لتفريق تظاهرات

06 يونيو 2014
ندّدت التظاهرات بانتخاب السيسي (أبو مازن المصري)
+ الخط -
سقط، مساء اليوم الجمعة، خمسة قتلى على الأقل، في مصر، جراء استخدام قوات الأمن الرصاص العشوائي لتفريق تظاهرات معارضة خرجت استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" إلى التظاهر، تحت شعار: "العسكر فاكرينها تكيّة"، وذلك قبيل تنصيب وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، رئيساً للجمهورية المقرر الأحد.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر في التحالف تأكيدها مقتل طفل جراء هجوم شنه مجهولون على مسيرة لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، شرقي القاهرة.

وفي قرية العطف في محافظة الجيزة، أطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي بشكل عشوائي، بهدف تفريق مسيرة معارضة، ما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى داخل منازلهم.

كذلك، هاجمت قوات الشرطة المتظاهرين في مركز العياط في محافظة الجيزة، وأطلقت وابلاً من طلقات الخرطوش وقنابل الغاز والرصاص الحي، ما تسبب في مقتل علي مجدي سالم (18 سنة)، أحد مؤيدي السيسي بعد إصابته بمقذوف ناري في البطن والرأس أثناء وقوفه على شرفة منزله.
كما أصيب العشرات من المتظاهرين، من بينهم اثنان إصاباتهما خطرة، حسب ما نقله شهود عيان لـ"العربي الجديد".

وفي مدينة الحوامدية في الجيزة، شنت قوات الأمن حملة أمنية مدعومة بالعديد من المدرعات والعربات المصفحة على تظاهرة للمعارضة، ما تسبب في إصابة العشرات من المتظاهرين بحالات اختناق وجروح بعضها خطير جراء طلقات الخرطوش.

وفي قرية الشوبك، انطلق الآلاف من المتظاهرين، مساء الجمعة، في مسيرة حاشدة رددوا خلالها الهتافات الرافضة للانتخابات الرئاسية، واصفين إياها بـ"الباطلة".

وكان مؤيدو الرئيس المعزول خرجوا في تظاهرات احتجاجية في عدة مدن، الجمعة، قبل أداء السيسي، اليمين الدستورية.
وأصيب عدد من طلاب المدينة الجامعية للأزهر في القاهرة، خلال مواجهات مع قوات الأمن، التي أطلقت الغاز المسيّل للدموع والخرطوش لتفريق تظاهرات طلابية منددة بالإعلان رسمياً عن فوز السيسي.
وذكر المتحدث الرسمي باسم "طلاب ضد الانقلاب"، في جامعة الأزهر، محمود الأزهري، لـ"العربي الجديد"، أن "عدداً كبيراً من الطلاب أصيبوا بطلقات الخرطوش". وأوضح أن "قوّات الأمن تصدّت للمتظاهرين فور بدء التظاهرات، عقب صلاة الجمعة مباشرة، ومنعتهم من العبور إلى شارع مصطفى النحاس، الموازي للمدينة الجامعية وأطلقت وابلاً من الغاز المسيل للدموع، واعتقلت الطلاب بشكل عشوائي".
كذلك خرج الآلاف من أهالي محافظة الفيوم (جنوب غربي مصر)، في تظاهرات عدة للتنديد بالانتخابات الرئاسية وتنصيب السيسي رئيساً للجمهورية. وأكدوا استمرار الحراك الثوري في الشوارع والميادين حتى استعادة كافة مستحقات ثورة 25 يناير.
وقال شاهد عيان، لـ"العربي الجديد": إن مجهولين أشعلوا النيران في إطارات السيارات على طريق القاهرة ـ الفيوم ضمن الفعاليات الاحتجاجية التي تشهدها المحافظة. وأعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في الفيوم عن تواصل الفعاليات الليلية وتنظيم نحو 15 مسيرة مسائية داخل أنحاء متفرقة من محافظة الفيوم.
وفي محافظة الشرقية، نظّم المعارضون في مدينتي منيا القمح وأولاد صقر مسيرات منددة بـ"حكم العسكر"، وبتنصيب السيسي رئيساً للجمهورية، مؤكدين على مواصلة حراكهم السلمي حتى إسقاطه. كذلك اصطفّوا على جانبي الطريق المؤدي إلى مدينة بلبيس، في المحافظة في سلسلة بشرية، حاملين صور قتلاهم وطالبوا بالاقتصاص مَن قَتَلَتهم.
وفي قرية أجهور الكبرى في محافظة القليوبية، انطلقت مسيرة لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، أكدوا خلالها على عدم اعترافهم بما يسمى "مسرحية الانتخابات"، التي وصفوها بـ"المزوّرة".
وقال أحد المشاركين في المسيرة: "ادّعى العسكر أن أكثر من 25 مليون مواطن شاركوا في الانتخابات، وهذا هو التزوير الفج بعينه. فجميعنا شاهد لجان الاقتراع خالية طوال ثلاثة أيام كاملة، فمن أين جاؤوا بهذه الملايين؟".
وفي كفر الشيخ، نظّم المعارضون مسيرة صباحية، رفعوا خلالها شارات رابعة العدوية للتنديد بمذبحة فض الاعتصام التي شهدها الميدان في 14 أغسطس/ آب من العام الماضي.
وفي الدقهلية، نظّم المعارضون سلسلتين بشريتين، في وقت مبكر من صباح الجمعة، على طريق أجا ـ القاهرة، وفي قرية المعصرة، طالبوا خلالهما بإطلاق سراح 41 ألف معتقل في السجون العسكرية، بحسب تقارير منظمات حقوقية مصرية.

كذلك اعتدت مجموعة من البلطجية على وقفة أولتراس ربعاوي وأنصار الرئيس المعزول أمام مسجد مريم بحي العرب في بورسعيد، عقب صلاة الجمعة. واستخدم البلطجية الأسلحة البيضاء والزجاجات الفارغة. وتصدى المتظاهرون للبلطجية وردوهم عن محيط الوقفة مستخدمين الألعاب النارية. وتوجهت قوات الأمن لوقف الاعتداء والاشتباكات بين الطرفين، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز على وقفة أنصار مرسي.

وفي الاسماعيلية، نظّم أنصار مرسي سلسلة بشرية، صباح الجمعة. وردد المشاركون في السلسلة البشرية هتافات منددة بما وصفوه بـ"الانتخابات الهزلية"، منها: "الرئاسية باطل"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، كما نددوا بممارسات وزارة الداخلية مرددين: "الداخلية بلطجية".

أما في الإسكندرية، فأصيب العشرات من المتظاهرين عندما هاجمت قوات من الجيش والشرطة مسيرة معارضة في شرقي وغربي الإسكندرية، بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص وطلقات الخرطوش.
وقال شهود عيان إن قوات من الشرطة والجيش، بمعاونة عشرات المجهولين ممّن يوصفون بـ"البلطجية"، اعتدوا على المشاركين في المسيرات التي انطلقت في منطقتي سيدي بشر والهانوفيل، باستخدام قنابل الغاز والخرطوش والأسلحة البيضاء ومطاردتهم في الشوارع الجانبية، ما تسبب في إصابة العشرات في صفوف المتظاهرين، بينها حالات خطرة. كما جرى اعتقال عدد منهم.

وذكرت مصادر في مديرية أمن الإسكندرية أن قوات الأمن ألقت القبض على 12 معارضاً "أثناء تظاهرهم وتعطيل المرور بالمخالفة للقانون". وكانت الإسكندرية قد شهدت، يوم الجمعة، تظاهرات عدة استجابة لدعوة  التحالف الوطني.

اعتقالات متعاقبة لأعضاء الجماعة الإسلامية

 إلى ذلك، داهمت قوات الأمن المصرية أحد مقرات الجماعة الإسلامية في محافظة المنيا، منتصف ليل أمس الخميس، وألقت القبض على أحد القيادات ويدعى خالد إمام.

وقال المستشار القانوني للجماعة الإسلامية، عادل معوض، إن قوات الأمن بدأت في شن حملة على أعضاء الجماعة في عدة محافظات، مشيراً إلى أنه لا يعرف مكان اعتقال إمام حتى الآن ولا التهم الموجهة إليه.
وشنت قوات الأمن حملات اعتقالات متعاقبة لقيادات في الجماعة الإسلامية، منذ عزل مرسي في محافظات عدة، وآخرها محافظة السويس، وتم تحويل ثلاثة من أعضاء الجماعة إلى المحاكمات العسكرية.
وأضاف معوض، لـ"العربي الجديد"، أن أعضاء الجماعة لم يشتركوا في أي أحداث عنف منذ الإطاحة بمرسي، وكل التهم التي توجه إليهم تتلخص في التظاهر بغير تصريح والتحريض على العنف، ولكن من غير أدلة.

من جهته، قال طه الشريف، القيادي في حزب البناء والتنمية، المنبثق عن الجماعة، إن هناك حالة من الاستهداف المتعمد تجاه أعضاء الجماعة والحزب أخيراً، وهو ما يعكس تحولات قد تطرأ على المشهد.

وأضاف الشريف، لـ"العربي الجديد"، أن الأمن المصري لم يلق القبض على عدد كبير من أعضاء الجماعة، الذين يصل عددهم إلى 500 فرد تقريباً منذ عزل مرسي، متوقعاً ارتفاع وتيرة استهداف أعضاء الجماعة.