تهرّب عدد من أعضاء البرلمان المصري من الوجود في دوائرهم، خلال عطلة عيد الفطر، تحديداً المصوّتين لمصلحة اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، خوفاً من مواجهة ناخبيهم، على خلفية "قوائم العار" التي انتشرت بأسمائهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وذلك في وقت رأى فيه 11 في المائة فقط من المصريين أن الجزيرتين سعوديتان، وفق استطلاع أجراه مركز "بصيرة"، المحسوب على النظام الحاكم.
أحد أشد المدافعين عن سعودية الجزيرتين، رئيس حزب الحرية، صلاح حسب الله، آثر عدم مواجهة ناخبيه بدائرة شبرا الخيمة (محافظة القليوبية)، ولم يصلّ العيد، كما اعتاد، بساحة مساكن الضباط، بحسب محمد عبد الحكيم، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إن "حسب الله لم تطأ قدماه الدائرة منذ الإعلان عن بدء مناقشات اتفاقية تيران وصنافير في البرلمان".
وأوضح عبد الحكيم، الموظف بشركة الكهرباء، أن "حسب الله غير مُقيم في الدائرة، ولا يكاد يظهر إلا في المناسبات والأعياد، على الرغم من تمثيله الدائرة منذ مجلس الشعب السابق (دورة 2012)"، مؤكداً أن "دفاعه العلني عن سعودية تيران وصنافير في القنوات الفضائية، أثار استياء كثيرين من أهالي الدائرة، الذين يرون أن الجزيرتين مصريتان بحكم التاريخ".
حسب الله، كان أحد أعضاء اللجنة التشريعية الذين وافقوا على دستورية الاتفاقية، رغم الأحكام القضائية النهائية ببطلانها، ووصف المدافعين عن مصرية الجزيرتين، بـ"بقايا مرتزقة نكسة 25 يناير"، في إشارة إلى الثورة المصرية. كما اتهم نواب تكتل (25 ـ 30)، الرافضين للاتفاقية، بـ"ممارسة الإرهاب" خلال جلسات تمريرها.
وما أن انتهى عضو ائتلاف الغالبية (دعم مصر)، محمد الحسيني، من صلاة العيد في ساحة أبناء عامر ببولاق الدكرور (محافظة الجيزة)، حتى سارع متوجهاً لتهنئة محافظ الجيزة، لواء الشرطة السابق، كمال الدالي، ومدير أمن المحافظة، اللواء هشام العراقي، من دون أن يكترث بلقاء المواطنين الذين وصل إلى مجلس النواب من خلال أصواتهم.
أحمد إبراهيم، العامل في تجارة المواد الغذائية في المنطقة، قال إن "الحسيني موجود بشكل كبير بين أهالي الدائرة، إلا أنه لا ينجح في تخليص مصالحهم، بدعوى أن الوزراء يعطون النواب تأشيرات مضروبة"، مشيراً إلى أنه "لا يخجل من الدفاع عن سعودية الجزيرتين أمام الأهالي، استناداً إلى وثائق تؤكد تبعية تيران وصنافير للمملكة".
وأضاف إبراهيم لـ"العربي الجديد" أن "غالبية أهالي الدائرة من الحرفيين، والعمال، وتنحصر كل آمالهم في العيش الكريم، في ظل موجة الغلاء التي تضرب البلاد، لذا لا يولون أهمية كبرى لقضية الجزيرتين"، متابعاً "سمعت الحسيني يقول إن هناك نفعاً كبيراً سيعود على مصر بإقرار الاتفاقية، من خلال إنشاء الجسر البري مع السعودية".
الحسيني، هاجم محرري البرلمان، خلال إحدى جلسات مناقشة الاتفاقية، واتهمهم بـ"الانتقائية في تسجيل وتصوير المتحدثين"، بقوله لهم "لماذا لا تصورون النائب السيد فليفل، الذي يقول إن الجزيرتين سعوديتان، لماذا تتجاهلونه؟ أنتم تسجلون فقط من يأتي على هواكم، بهدف تلميع المعارضين، وعدم إبراز المؤيدين للاتفاقية".
أحد أبناء الدائرة، المهندس أشرف الدسوقي، قال إنه، أو أحد من أفراد عائلته، لم ينتخبوا بخيت، إلا أنهم فوجئوا بفوزه، ومعه لواء الاستخبارات السابق، تامر الشهاوي، رغم عدم وجود أي دعاية لهما، في حين سقط جميع المرشحين المحتملين في مدينة نصر، في معركة انتخابية شرسة، ما ترك علامات استفهام عدة لدى أهالي الدائرة عن مدى نزاهة انتخابات عام 2015.
وأفاد الدسوقي بأن "مواقف بخيت معروفة للجميع، ولم يكن مستهجناً موقفه من سعودية الجزيرتين، فهو أحد رجال السلطة الحاكمة، التي صدرته على شاشات الفضائيات بوصفه خبيراً استراتيجياً، لنشر المعلومات المغلوطة، دعماً للنظام"، معتبراً أن "البرلمان القائم لا يمثل أحداً من المصريين، وقد سجل التاريخ تفريط نوابه في أرض الوطن".