وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن المواطنين أغلقوا ميدان العتلاوي وأشعلوا إطارات السيارات في عدة شوارع محيطة، وذلك بعد حادثة اختطاف رجل أعمال من منزله، أمس الخميس. وأوضحت المصادر ذاتها أن حالة الغضب لدى المواطنين ناجمة عن استغرابهم من دخول المسلحين إلى قلب المدينة والخروج منها دون أي تحرك من قبل قوات الأمن المنتشرة ضمن حواجز ثابتة ومتحركة.
وقال أحد أبناء قبيلة الفواخرية المشاركين في الاحتجاجات لـ"العربي الجديد": "المسلحون يدخلون المدينة ويقتلون من يريدون ويختطفون ويحرقون المنازل والسيارات، والأمن نائم، منعرفش هو الأمن ده بيشتغل لصالح مين؟".
وأضاف أن مسلحين اختطفوا، أمس، رجل الأعمال المشهور هناك محمد سهمود القصلي، من داخل منزله وسط المدينة، مشيرا إلى أنه تمت ملاحقة الخاطفين إلى أن وصلوا لمنطقة شمال العريش، حيث أطلق المسلحون الرصاص صوب المطاردين لهم، ما اضطرهم للانسحاب.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يحتج فيها المواطنون على انعدام الأمن في مدينة العريش التي تدهورت فيها الحالة الأمنية منذ عام ونصف. وكانت مدينة العريش قد شهدت احتجاجات ضخمة على تصفية 10 شبان كانوا معتقلين لدى الأمن المصري في يناير/ كانون الثاني الماضي، ما استدعى تدخلات من المحافظة وقيادات أمنية لتهدئة الشارع آنذاك.
ودخلت قوات الجيش والشرطة في صدام مع أهالي سيناء منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، مع تزايد وطأة الانتهاكات التي تطاول الأهالي العزّل، بما يعرقل أية محاولة للتقارب مع القبائل لمواجهة تنظيم "ولاية سيناء" التابع لما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ولم يتمكن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع في شمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات التنظيم المسلح النوعية، التي تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة، مع توسع عملياته إلى مدينة العريش.