مصر مستعدة للمشاركة بقوات في سورية... بلا مهمات قتالية

25 ابريل 2018
اشترطت القاهرة ألا يكون دور القوات قتالياً (الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة أبلغت استعدادها المشاركة ضمن قوات عربية قد تدخل إلى سورية لحفظ الأمن في مناطق الشمال الشرقي المحررة من تنظيم "داعش"، وأوضحت أن الرياض كانت "جسّت نبض" عدد من الدول الحليفة عربياً وإسلامياً من المشاركين في "التحالف الإسلامي" للمشاركة بقوات قد تدخل إلى سورية، لافتة إلى أنّ الأمر حصل منذ أشهر عدة.

وأشارت المصادر إلى أنّ القاهرة اشترطت ألا يكون دور القوات التي ستدخل إلى سورية حال الاستقرار على ذلك القرار، قتالياً، وأن يكون دورها متوقّفاً على مهمات حفظ الأمن، وليس من ضمن أهدافها خوض معارك لمواجهة المعارضة المسلحة. وحول المتغيّرات التي دفعت السلطات في مصر للترحيب بمشاركة قوات مصرية، بخلاف الموقف من الدعوة السعودية السابقة لتواجد قوات مصرية ضمن "التحالف العربي" في اليمن الذي تقوده المملكة، أشارت المصادر إلى أنّ التقارب المصري السعودي الذي وصفته بـ"الأهم"، ساهم بشكل كبير في الموقف المصري، إضافة لكون الاتفاق هذه المرة لا يتضمّن قوات قتالية من مهامها الحرب بالوكالة عن أطراف أخرى، على حدّ تعبير المصادر.

ولمّحت المصادر إلى "امتيازات اقتصادية وسياسية ستحصل عليها القاهرة حال تمّ التوافق النهائي بشأن تلك الخطوة"، لافتةً إلى أنّ ذلك القرار المصري "ظلّ محلّ دراسة ونقاش موسع داخل دوائر صناعة القرار العسكرية والسياسية، لإيجاد صيغة لا تورّط الجيش المصري في المستنقع السوري، وكذلك لا تثير حفيظة الحلفاء والداعمين".

وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أعرب عن استعداد المملكة لإرسال قوات إلى سورية تحت مظلّة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إذا اتُخذ قرارٌ بتوسيعه. وأوضح الجبير في تصريحات سابقة خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن بلاده اقترحت تلك الفكرة من قبل على إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وقال: "ما زلنا نناقش مع الولايات المتحدة منذ بداية هذا العام هذا الاقتراح، وكنا قد قدمناه من قبل لإدارة الرئيس أوباما".


ولفت الجبير إلى أنّ المناقشات "لا تزال جارية في ما يتعلّق بنوعية القوات التي يجب أن توجد في شرق سورية، ومن أين ستأتي"، موضحاً أنّ الاقتراح ليس جديداً، وأن بلاده "قدّمت أيضاً مقترحات من بعض أعضاء دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، السنة الماضية، لإدارة أوباما. لكن الإدارة لم تتخذ إجراء إزاء الاقتراح". وأكد الجبير أن بلاده "تحافظ دائماً على الوفاء بحصتها من المساهمات المالية، وتتحمّل المسؤولية والعبء".

وكانت تقارير أميركية قد أفادت بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبت من حلفائها العرب إرسال قوات تحلّ محل القوات الأميركية في سورية، لتساعد في استقرار مناطق شمال شرقي البلاد بعد هزيمة تنظيم "داعش". وبحسب التقارير، فإنّ جون بولتون، مستشار ترامب الجديد للأمن القومي، طلب في الفترة الأخيرة من مسؤول مصري بحث إمكانية مشاركة مصر في هذه الاقتراح.

تجدر الإشارة إلى أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، تداول عدد من وسائل الإعلام الإيرانية والسورية، نقلاً عن مصادر مختلفة، أنباء عن وجود قوات من الجيش المصري على أرض سورية، من أجل مساعدة جيش النظام في محاربة تنظيم "داعش"، مؤكدةً وصول فرقة من الطيارين العسكريين المصريين لقاعدة في محافظة حماة السورية.

كذلك، نقلت وسائل إعلام عربية محسوبة على التحالف السوري - الإيراني وقتها، أنّ الثاني عشر من نوفمبر 2016، شهد وصول 18 طياراً حربياً مصرياً لقاعدة حماه الجوية. وقالت إنه ليس مؤكداً أن الطيارين المصريين قد بدأوا المشاركة أم لا في العمليات الجوية، لكن انضمامهم إلى عمليات قاعدة حماة، واختيار الطيارين من بين تشكيل الحوامات المصرية، يعكس قراراً مصرياً سورياً بتسريع دمج القوة المصرية، لأن الجيش المصري لا يزال يملك، برغم "أمركة" أسلحته الجوية الواسعة في الثمانينيات، أسراباً من 60 مروحية روسية من طراز "مي 8"، فيما لم يتبقَّ من الخمسين مروحية سورية من الطراز ذاته، بعد خمسة أعوام من القتال، إلا النصف تقريباً.