مصر: محاكمة موظفي آثار هرّبوا تمثالاً فرعونياً

23 ابريل 2016
من أعمال التنقيب في مصر (GETTY)
+ الخط -
أحال رئيس هيئة النيابة الإدارية المصرية، المستشار سامح كمال، اليوم السبت، مفتش آثار إضافة إلى اثنين من مندوبي الأمن ومراقب أمن بمنطقة آثار ميت رهينة التابعة لوزارة الآثار، للمحاكمة العاجلة على خلفية اتهامهم بسرقة الآثار وتهريبها للخارج.

واتهمت النيابة مفتش الآثار بالاستيلاء دون وجه حق على التمثال الأثري، الذي تم اكتشافه أثناء عمل البعثة الأثرية الأميركية بمنطقة ميت رهينة عام 2011 والمسلم إليه بتاريخ 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، ضمن الصندوق المحتوي على خمس قطع أثرية، فاستبدل التمثال المذكور بآخر مقلد وغير أثري، وباع التمثال الأثري الأصلي وهرّبه خارج البلاد بالاشتراك مع بقية المخالفين.

واتُّهم الثلاثة الباقون بالاشتراك عن طريق الاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول بالاستيلاء دون وجه حق على التمثال الأثري الأصلي محل التحقيق، واستبداله بآخر مقلد وغير أثري وبيعه وتهريب التمثال الأصلي خارج البلاد.

وكانت النيابة قد تلقت بلاغ نيابة الأموال العامة العليا بشأن ما أبلغت به أنا نفارتس، عضوة البعثة الأميركية بمنطقة ميت رهينة عام 2011 من أن نجوان بهاء فايز، مفتش الآثار المرافق  للبعثة المذكورة أرسل إليها رسالة عن طريق البريد الإلكتروني فحواها أنه أثناء تواجدها بالمملكة المتحدة للمشاركة في مؤتمر علمي عن الآثار المصرية بالدولة الوسطى، وعرضها للمكتشفات الأثرية التي اشتركت في اكتشافها مع أعضاء البعثة، أفادها أحد الحاضرين للمؤتمر ويُدعى مارسيك ماري، وهو مساعد بالمتحف البريطاني أنه شاهد التمثال الذي تم عرض صوره بالمحاضرة بحوزة أحد تجار الآثار بدولة بلجيكا، وهو تمثال مزدوج لرجل وسيدة جالسين من الحجر الجيري لأحد كبار الدولة الوسطى وزوجته وعليه بعض الكتابات بالهيروغليفية.

وأضافت أنه عقب اكتشاف البعثة للتمثال، جرى تصويره وتسجيله بسجل آثار البعثة، ووضع بصندوق مع أربع قطع أثرية أخرى تم اكتشافها بمعرفة البعثة، وأغلق الصندوق وسُلّم بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، لمفتش الآثار الذي كان مرافقاً للبعثة.


ولفتت إلى أنها أبلغت شرطة الآثار للتحقق من وجود التمثال المذكور بداخل الصندوق المشار، وحتى تتخذ الإجراءات المقررة قانونياً، إذا ما تبين تهريب ذلك التمثال للخارج.

وباشر المستشار الدكتور محمد فكري، عضو المكتب الفني لرئيس الهيئة التحقيقات في البلاغ، بإشراف المستشار عصام المنشاوي وكيل المكتب، وأمرت النيابة بتشكيل لجنة لجرد مخزن البعثة الأميركية بمنطقة ميت رهينة الأثرية الموجود به صندوق البعثة برفقة المبلغة لجرد محتويات الصندوق للتحقق من وجود القطع الأثرية المشار إليها من عدمه.

وتبين للجنة أن الصندوق كان مغلقاً، وبفحص محتوياته تبين أنه يحتوي على خمس قطع أثرية، منها أربع قطع أثرية تحمل ذات الأوصاف والأبعاد ومطابقة لما هو ثابت بسجل الآثار الخاص بالبعثة الأميركية، أما القطعة الخامسة وهي عبارة عن تمثال مزدوج من الحجر الجيري لرجل وسيدة جالسين، فإنها غير أثرية وغير مطابقة لما هو ثابت بالسجلات.

بعد إنهاء لجنة الجرد أعمالها، أفادت المبلغة بأن التمثال محل البلاغ السابق غير موجود بالصندوق، وبأن التمثال الموجود بالصندوق غير أثري ولكنه مشابه للتمثال الأصلي ومقلد.