مصر: قيادات الإخوان بـ"العقرب" تضرب عن الطعام بسبب التعذيب

20 فبراير 2016
قيادات الإخوان تضرب عن الطعام رفضا للإهمال (الأناضول)
+ الخط -

أعلن عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، المعتقلين بسجن العقرب شديد الحراسة، عن دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على التعذيب الممارس ضدهم، والاعتداء على أهاليهم أثناء الزيارات، ومنع دخول الأدوية، والإهمال الطبي المستشري في السجن، وعدم تعرض المعتقلين للشمس.

وقالت مصادر مقربة إن العناصر القيادية هي من ستبدأ الإضراب، من العنبر "H2"، تحت شعار: "أنا إنسان.. كرامة إنسانية.. سلامة بدنية"، اعتراضا على عدم دخول الأغذية والأدوية، والإهمال الطبي المتعمد، وعدم التعرض للشمس، مما أدى إلى انهيار الجهاز العصبي، وضعف البصر، وهشاشة العظام، والضعف العام، وفقدان أكثر من نصف الوزن، ما نتج عنه وفاة عدد كبير من المعتقلين، منهم الشيخ نبيل المغربي، والشيخ مرجان، وعصام دربالة، وفريد إسماعيل. وحذر المعتقلون من أن الموت يتهدد "كثيرين ينتظرون نفس المصير".

وطالب معتقلو الإخوان، كذلك، بألا يضطر ذووهم للمبيت ليلة كاملة تسبق موعد الزيارة على أرصفة السجن، وتعرضهم للإهانة البالغة من القائمين عليه.

اقرأ أيضا: مصر: استكمال محاكمة أربعة معتقلين لتظاهرهم في ذكرى الانقلاب

ومن القيادات المشاركة في الإضراب خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، ومحمد وهدان، وصفوت حجازي، ومحمد علي بشر، وعصام سلطان، وأسامة ياسين، وعصام الحداد، وأحمد عارف، وجهاد الحداد، وعبدالرحمن البر، وأحمد عبد العاطي، وعصام العريان.

ومات العشرات في سجن العقرب، آخرهم كان محمد السعيد، المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، الذي قضى في زنزانته في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي نتيجة للإهمال الطبي. وسبقه القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة، عصام دربالة، والقياديان السابقان بجماعة الجهاد الإسلامي مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن.

وأشارت تقارير حقوقية مصرية إلى نقل عدد من السجناء في العقرب إلى مستشفى السجن خلال الأشهر القليلة الماضية، أغلبهم في أوضاع صحية حرجة، كحالة نائب رئيس محكمة النقض الأسبق، محمود الخضيري، والقياديين بحزب الاستقلال، مجدي قرقر ومجدي حسين، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، رشاد بيومي.

أما المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، وهو منظمة حكومية، فقد نظم زيارة لسجن العقرب في أغسطس/آب الماضي، وخرج بتقرير وفيديو مصور، ظهر فيه أعضاء وفد المجلس يتناولون وجبات غذاء فندقية، وأعلنوا خلو السجن من التعذيب، ووجود ساحات رياضية، وتمتع المعتقلين بكافة الخدمات الاجتماعية والصحية والعلاجية، وهو التقرير الذي انسحب على إثره بعض أعضاء المجلس من حضور جلساته اللاحقة، اعتراضا عليه، لتتوالى بشأنه ردود أفعال محلية ودولية غاضبة، بحيث صدرت ضده عشرات التقارير التي تكذب ما ورد به.

اقرأ أيضا: مصر: استكمال محاكمة 16 رافضا للانقلاب بقضية خلية "إمبابة"

ويقع سجن العقرب، الذي يعرف بـ"غونتنامو مصر"، ضمن مجموعة سجون طرة جنوب القاهرة، على بعد 2 كيلومتر من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية جنوبي القاهرة، محاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.

واقترح فكرة سلسلة السجون شديدة الحراسة مجموعة من ضباط الشرطة المصريين، عقب عودتهم من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة الأميركية، وهي الفكرة التي اعتبرتها وزارة الداخلية المصرية، حينها، خلاقة وكافية لسد ما اعتبرته "عجزا في سياستها مع الجماعات المسلحة بشكل خاص". وفي عام 1991 بدأ وزير الداخلية المصري الأسبق، حسن الألفي، ومجموعة من مساعديه، في تنفيذ المشروع، بحيث اعتبر كأولوية للتنفيذ الفوري؛ فكانت البداية في نفس العام، واستغرق بناؤه عامين، ليتم الانتهاء منه في 30 مايو/أيار 1993.


اقرأ أيضا: قلب القاهرة يستعيد أجواء الغضب ونظام السيسي يستشعر الموقف