مصر.. قصة إضراب معتقلي "العقرب" عن الطعام

29 فبراير 2016
(تويتر)
+ الخط -
يواصل المعتقلون بسجن العقرب– شديد الحراسة- في مصر، إضرابهم عن الطعام، احتجاجا على ما وصفوه بـ"التصفية بدون رصاص" التي يتعرضون لها يوميا؛ بينما تسعى وزارة الداخلية المصرية من خلال قياداتها داخل السجن، إلى ترهيب المعتقلين، في محاولة لإثنائهم عن الإضراب.

وعلمت "العربي الجديد" من أسر بعض معتقلي سجن العقرب، أن "اللواء حسن السوهاجي، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، اجتمع بمعتقلي سجن العقرب والمضربين عن الطعام ووجه لهم رسالة قصيرة مفادها، أنه أخذ الإذن (كارت بلانش) على حد تعبيره، للتعامل مع الإضراب بداية من تكدير الأهالي ومرورا بمنع الزيارات، وصولا إلى التصفية إن لم يتم فض الإضراب، وهو الأمر الذي واجهه المعتقلون بالرفض".

وسردت أسر المعتقلين ما يحدث داخل السجن في عدة نقاط منها: "منعت الزيارة من يوم 24 يناير/كانون الثاني بشكل تام. أُغلقت (نظارات) زنازين الحبس الانفرادي، وبالتالي انقطع التواصل مع العالم بشكل تام لأن تلك النظارات (وهي فتحة صغيرة في الأبواب) كانت وسيلة التواصل الوحيدة مع الزنازين المحيطة".

وتابع الأهالي "أتيحت الزيارة ثانية في 10 فبراير/شباط، لكن بحد أقصى 20 زيارة في اليوم، ثم ارتقت لثلاثين زيارة في اليوم"، ونتيجة لهذا الإجراء، اضطر الأهالي للبيات على أسوار السجن من الليلة التي تسبق موعد الزيارة لكي يتمكنوا من الدخول وفقا لأولوية الانتظار، وكان بعضهم يبيت الليلة أمام أسوار السجن، ثم يُمنع من الزيارة"، حيث أن سجن العقرب به ما يقرب من ألف معتقل.



ويضيف الأهالي "يوم 14 فبراير/شباط، اعتدى ظابط على الفتاة يمنى خيري وضربها بالقلب لأنها وأختها اعترضتا على منعهما من الزيارة، وفي 15 من نفس الشهر، تقدم الأهالي بشكاوى فردية وجماعية في المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري (حكومي)، بأرقام 949 بتاريخ 15 فبراير/شباط 2016 و1003 بتاريخ 16 فبراير 2016".

ونتيجة لتلك الإهانات والاعتداءات المتكررة على أسر المعتقلين، قرر المعتقلون الاحتجاج، وهددوا بالإضراب عن العمل إلى أن تتحسن الأوضاع؛ وبالفعل سهَّلت إدارة السجن إجراءات الزيارات لمدة أربعة أيام عقب التهديد، وسمحت بدخول حوالي 100 زيارة في اليوم الواحد، ثم عاد الوضع القديم من انتهاكات واعتداءات مجددا، بحسب الأهالي.

ويوم 24 فبراير/شباط الجاري، أعلن معتقلو العقرب، وعلى رأسهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام. بدأه جهاد الحداد ومحمود البربري وعصام سلطان إضرابهم المفتوح عن الطعام، وردت عليه إدارة السجن بمنع 60 أسرة من الزيارة يومها، وفي اليوم التالي، انضم لهم أحمد عبد العاطي.



وفي اليوم التالي 27 فبراير/شباط الجاري، نُقل الصحافي المصري المعتقل بسجن العقرب، هشام جعفر، إلى المستشفى، فانضم للإضراب باقي الصحافيين، وهم: مجدي حسين، وهاني صلاح الدين، وأحمد سبيع، وحسن قباني، ووليد شلبي، وأحمد صالح، ومحمد نوارج، وحسام السيد.

وانضم للإضراب أيضا كل من خالد سحلوب، وسامح الشربيني، وعبد الله نادر، وعبد الله كرم داوود، ومحمد الظواهري، وإسماعيل عبد القادر إبراهيم، ونبيل عبد المنعم الشحات.

ورفع الجميع مطالب "استقلال مصلحة السجون وعدم انحيازها لصف السلطة وخرقها للقانون بلا خوف من مساءلة على حساب المعتقلين المعارضين، وإنهاء حالة القتل البطيء بالحصار الطبي للمعتقلين ومنع العلاج والأدوية والتريض، وهي حقوق يكفلها لهم القانون، وإزالة الحاجز الزجاجي في الزيارة وإطالة مدة الزيارة إلى ساعة (بموجب القانون)، والسماح بإدخال لوازم الحياة الضرورية إليهم، وانتهاء سياسة التجويع بمنع دخول أي أطعمة من الخارج وإجبار المعتقلين على شراء طعام السجن غير الصحي، والفاسد أحيانا، ومساواة سجن العقرب بباقي السجون، وألا يكون التعامل فيه مع المعتقلين وأسرهم خارج إطار القانون.




اقرأ أيضا:مصر: "العقرب" يهدد بنقل السجناء إلى "الوادي الجديد"