توفي عضو مجلس النواب المصري عن محافظة شمال سيناء، حسام رفاعي، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 60 عاماً، وهو أحد المعارضين القلائل تحت قبة البرلمان، ولطالما تصدى لقرارات تمديد فرض حالة الطوارئ في البلاد، والإجراءات العقابية التي يتعرض لها أهالي سيناء، خاصة منذ بدء العملية العسكرية في التاسع من فبراير/شباط الماضي.
وشابت ملابسات وفاة رفاعي بسيناء ظروف غامضة، لم تكشف بعد السلطات المختصة الستار عنها، إذ لم يكن يعاني من أي أمراض خلال الفترة الأخيرة، وداوم على حضور جميع جلسات البرلمان، على خلاف قطاع عريض من النواب، ممن دأبوا على عدم حضور الجلسات، وتعد وفاته هي الثامنة بين أعضاء البرلمان، منذ انعقاده في العاشر من يناير/كانون الثاني 2016.
ويتمتع رفاعي بشعبية كبيرة في مناطق مدينة العريش، خاصة بين الشباب، الذين اعتمد على دعمهم له في الفوز بمقعده النيابي مستقلاً، ورفض بعدها الانضمام إلى ائتلاف الغالبية المشكل بمعرفة الاستخبارات العامة تحت اسم "دعم مصر"، أو غيره من الأحزاب الموالية للسلطة الحاكمة، منتقداً في تصريحات علنية تدخل الأجهزة الأمنية في إدارة المشهد السياسي والحزبي في البلاد.
وكان رفاعي صديقاً مقرباً من رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، محمد أنور السادات، الذي أسقط البرلمان عضويته في فبراير/شباط 2017، على خلفية اتهامه بإرسال بيانات إلى منظمات وجهات دولية، تتناول الأوضاع الحقوقية في الداخل، وفضحه واقعة شراء رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، ثلاث سيارات جديدة لحراسته بقيمة 18 مليون جنيه من موازنة الدولة.
وفي جلسة إسقاط عضوية السادات، طرد عبد العال رفاعي لتسجيله موقفاً رافضاً لقرار الأغلبية، برفض التصويت على قرار إسقاط عضوية السادات، بعدما قال آنذاك: "حفاظاً على كرامة مصر وهيبتها، والبرلمان وهيبته، وإيماناً مني بأن الشعب المصري الحر لا يمكن أن يختار نائباً خائناً للوطن، فأنا أرفض إسقاط عضوية النائب الزميل محمد أنور السادات".
واشتعل عبد العال حينها غضباً، قائلاً: "أرجو ألا تُسجل مواقف باعتبارك وطنياً أكثر من النواب، ولا أقبل الحديث منك، ولدي الكثير عنك، وسأقوله في الوقت المناسب"، متابعاً "الجميع يعلم جيداً موقفك الرافض لقانون الطوارئ، وممارساتك، ومواقفك في بعض المشكلات المتعلقة بسيناء... وعلى نواب سيناء الشرفاء اتخاذ موقف حاسم ضدك!".
وفي تصريحات سابقة، قال رفاعي إن "شكاوى الأهالي مريرة في سيناء بسبب استمرار الطوارئ، وتردي الوضع الاقتصادي من جرائها، على وقع ترك المواطنين أعمالهم خوفاً من وقوع أحدهم تحت دائرة الحظر، واتهامه بالإرهاب، أو تصفيته جسدياً"، معتبراً أن "تطبيق حظر التجوال على عمومه يضر بأهالي سيناء، ولا يؤثر على الإرهابيين، الذين يمتلكون دروباً بعيدة عن أجهزة الأمن".