مصر: رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى قبل ذكرى الثورة

18 يناير 2020
نظام السيسي يتوجس من خروج مظاهرات (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
رفعت وزارة الداخلية المصرية حالة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، قبل أسبوع من حلول الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، في مواجهة دعوات التظاهر التي أطلقها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، يوم السبت المقبل، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي من الحكم، على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد على نحو غير مسبوق.

وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، إن وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، عقد اجتماعاً موسعاً مع القيادات الأمنية في الوزارة خلال الساعات الأخيرة، شدد خلاله على ضرورة الحضور الأمني في الشوارع والميادين الرئيسية كافة، وفي محيط المنشآت الهامة والحيوية، اعتباراً من مساء اليوم السبت، في إطار ردع أي محاولات للتظاهر ضد النظام، سواء في العاصمة القاهرة أو في بقية المحافظات.
وأضاف المصدر أن تعليمات توفيق شملت نشر الدوريات الأمنية على الطرق والمحاور كافة، واستيقاف أي مشتبه به للكشف عن نشاطه السياسي بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني، مطالباً قيادات الوزارة بـ"توجيه الضربات الاستباقية لعناصر الجماعة الإرهابية (الإخوان)، والتعامل بمنتهى الحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المواطنين، أو التعرض إلى استقرار الوطن".
ويوم الثلاثاء الماضي، وافق مجلس النواب على قرار السيسي بمد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لثلاثة أشهر جديدة، اعتباراً من الساعة الواحدة من صباح يوم الاثنين الموافق 27 يناير/ كانون الثاني الجاري، وحتى الساعة الواحدة من صباح يوم 27 إبريل/ نيسان المقبل، وهو التمديد الثاني عشر لحالة الطوارئ المفروضة منذ 10 إبريل/ نيسان 2017، على إثر استهداف بعض الكنائس في محافظات القاهرة والإسكندرية والغربية.
وتشهد شوارع وسط القاهرة حالة من التشديد الأمني الواسع، والتي تشمل توقيف المارة لسؤالهم عن وجهتهم، وطلب الولوج إلى هواتفهم المحمولة لفحصها بالمخالفة للقانون، وذلك بالتزامن مع أعمال "التطوير" المتواصلة في ميدان التحرير منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت مزاعم تحويل الميدان إلى مزار أثري وسياحي، ضمن جهود الحكومة لتطوير القاهرة التاريخية.
في السياق ذاته، قررت إدارة المسابقات في الاتحاد المصري لكرة القدم تأجيل مباراة الزمالك مع المصري، المُحدد لها يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ومباراة الأهلي مع إنبي، المُحدد لها يوم 22 يناير، ضمن مسابقة الدوري الممتاز، إلى أجل غير مسمى، على أن يُحدد موعد المباراتين لاحقاً مع بداية الدور الثاني للمسابقة.
وادعى اتحاد كرة القدم أن القرار سببه "التعديلات التي أجراها الاتحاد الأفريقي مؤخراً، ومساهمتها في زيادة الضغط على الأندية المصرية المشاركة في البطولات الأفريقية"، فضلاً عن "دعم الأندية المصرية المشاركة في البطولات الخارجية، والتي تتسم مواقفها بالحساسية في تلك البطولات"، على حد بيان صادر عنه.
وخاطبت هيئة استاد القاهرة اتحاد الكرة بشكل رسمي، بشأن تأجيل مباراة الأهلي مع إنبي لما بعد يوم السبت المقبل، بحجة ارتباط الاستاد بالتزام طوال الفترة من 21 حتى 25 يناير الجاري، مع العلم أن هذه الفترة لن تشهد استضافة الاستاد لأي مباريات، بعد تأجيل مباراة الأهلي مع النجم الساحلي التونسي في بطولة دوري أبطال أفريقيا من 24 يناير إلى 26 يناير لـ"دواع أمنية".
من جهته، وجه السيسي رسالة "إعزاز" و"تقدير" إلى قيادات وأفراد القوات المسلحة كافة، قال فيها: "بالأصالة عن نفسي، وعن أبناء الشعب المصري، أتوجه لقادة وأفراد قواتنا المسلحة الباسلة بأسمى آيات الإعزاز والتقدير على المستوى المتميز لمؤسستنا العسكرية، التي ضرب أفرادها أروع أمثلة البطولة والفداء في أداء مهامهم القتالية والتنموية للوطن، في ظل ظروف بالغة التعقيد سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً ومعنوياً، مرت بها مصر في السنوات الأخيرة".


وأضاف السيسي، في تدوينة نشرتها الصفحة الرسمية لمؤسسة الرئاسة على "فيسبوك"، مساء اليوم: "وإذ يشرفني أن أعرب عن اعتزازي وفخري بما شهدته من أداء راق خلال افتتاح قاعدة (برنيس) العسكرية، وهو الافتتاح الذي عكس القدرات الاحترافية العالية لقواتنا المسلحة، وما تتمتع به من كفاءة واستعداد قتالي متقدم"، بحسب تعبيره.
وطالب مؤسسة الجيش بـ"بذل المزيد من الجهد والعرق والتفاني في التدريبات للحفاظ على هذا المستوى الرفيع، وصولاً إلى أقصى درجات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ المهام الموكلة إليها"، مستطرداً "لقد لمسنا جميعاً حجم الفخر والتقدير الذي أبداه الشعب المصري العظيم، وهو يتابع الأداء الراقي لأبنائه من رجال القوات المسلحة خلال المناورة (قادر 2020)، والتي تمت بأحدث الأسلحة والمعدات، وهو ما يزيد من رفعة جيشه لديه، الذي يسطر كل يوم البطولات والتضحيات للحفاظ على مقدرات وأمن واستقرار وطنهم، في ظل التحديات المتعددة التي تحيط ببلدنا وتعصف بمنطقتنا".


وختم السيسي، قائلاً: "لكم مني، ومن أبناء الوطن أجمع، خالص التقدير وعميق العرفان والامتنان، وإنني على ثقة وحق يقين من أن قواتنا المسلحة العريقة ستظل على عهدنا بها، مثالاً يُحتذى به في الانضباط والتفاني والعمل وإنكار الذات، وأوصيكم أن تبذلوا أقصى الجهد لتطوير قدراتكم واستعدادكم القتالي العالي، دفاعاً عن سلامة واستقرار هذا الوطن".

المساهمون