أهدر منتخب مصر لكرة القدم فرصة التمسك بآمال التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، وخرج للمرة الثالثة على التوالي من التصفيات بخسارته أمام السنغال بهدف دون رد في اللقاء الذي جمعهما على ستاد القاهرة، في الجولة الخامسة من عمر منافسات المجموعة السابعة للتصفيات المؤهلة إلى البطولة الأشهر والأعرق في القارة السمراء المقررة، في مطلع العام المقبل 2015 المقبل، في غينيا الاستوائية، وأدار لقاء أمس الحكم الكاميروني إليوم نيانج.
وعجز منتخب مصر عن الثأر لهزيمته أمام نظيره السنغالي في داكار بهدفين دون رد في الجولة الأولى، وتجمد رصيده عند 6نقاط. فيما رفع المنتخب السنغالي رصيده إلى 10 نقاط، وتأهل رسميّاً بصحبة المنتخب التونسي لأمم أفريقيا.
وعن أحداث اللقاء تفوق المنتخب السنغالي على مضيفه المصري في الجانب التكتيكي في الشوط الأول، الذي غلب عليه الجانب الخططي، وشهد الشوط تفوق الفرنسي، آلان جيريس، على شوقي غريب، المدير الفني لمنتخب مصر الذي جاءت هجماته من محاولات فردية لوليد سليمان ومحمد صلاح إلى جانب ظهور محمد ناصر النني في الثلث الأخير من ملعب أسود تيرانجا في ظل غياب عصام متعب الذي استسلم لرقابة كرم بودجي وجيلو بودجي وشيخ كيوباتيه ثلاثي دفاع السنغال الذين تمركزوا بشكل جيد في مواجهة الكرات العرضية القليلة، التي لعبها صبري رحيل من الجهة اليسري وأحمد فتحي من الجانب الأيسر وأجادوا غلق الثغرات في التعامل مع محاولات الاختراق من العمق التي لم يعان منها كثيراً الحارس السنغالي.
وفي الدقيقة السابعة من أحداث الشوط الأول، يلعب شيخ إمبيونجو كرة عرضية عالية من الجهة اليسري لتجد رأس مامي بيرام الذي استغل طول قامته وارتقى فوق الجميع ووضع الكرة داخل مرمي أحمد الشناوي الذي فشل مع محمود حسن "تريزيجيه" في منعه من التسجيل.
وبعد الهدف طلب الشناوي الخروج ليدفع الجهاز الفني بمحمد صبحي الذي عاني في محاولاته لصد الهجمات السنغالية بعد أن اعتمد المنتخب الضيف على استدراج الفراعنة إلى الهجوم، ثم شن الهجمات المرتدة اعتماداً علي خلو المساحات في الخطوط الدفاعية للمصريين نتيجة اندفاع لاعبيه إلى الهجوم ومحاولات أصحاب الأرض التسجيل من فرص عشوائية، ويسجل ساديو ماني هدفاً ألغاه الحكم بعد أن اصطدمت الكرة بيده، وهو في طريقه إلى مرمى الشناوي، ووجد علي جبر ومحمد نجيب ثنائي قلب دفاع مصر صعوبة في التعامل مع الهجمات السنغالية التي قادها ستيفان بادجي ومامي وساديو ماني وبابا.
وتمثلت أبرز الفرص السنغالية في كرة بابا كول ديوب التي اكتفى صبحي بمشاهدتها، وهي ترتطم بالعارضة في الدقيقة الأخيرة التي أطلق بعدها الحكم صفارته بانتهاء الشوط والفريق السنغالي متقدماً بهدف.
وفي الشوط الثاني جاء سيناريو الأحداث متوقعاً هجوماً من منتخب مصر ودفاع متكتل شديد الإحكام من السنغاليين في مواجهة الكرات العرضية من رحيل وفتحي ومحاولات محمد صلاح لخلخلة الدفاع السنغالي. فيما استمر عماد متعب كما لو كان يشارك دوليّاً لأول مرة.
ويجري شوقي غريب تغييراً اضطراريّاً بالدفع بعرفة السيد، رأس الحربة على حساب محمد ناصر النني الذي خرج مصاباً ليتراجع محمود حسن "تريزيجيه" ملتزماً بمركز محور الارتكاز الدفاعي، ويتبع تعديل إجباري آخر هذا التغيير بسحب إبراهيم صلاح، لاعب الوسط المدافع، وإشراك حازم إمام الظهير الأيمن وانتقال أحمد فتحي للعب في وسط الميدان الدفاعي.
ويهدر وليد سليمان فرصة خطيرة للتسجيل في الدقيقة 25 بعد أن انطلق من قلب منطقة وسط الملعب، ووصل على حدود منطقة الجزاء السنغالية ويسدد الكرة فوق عارضة السنغال، وهو غير مراقب وفي وضعية جيدة للتسجيل.
ويجري ألان جيريس تغييراً لإهدار بعض الوقت بخروج بابا كولو ديوب ودخول الفريد ندوي.
ومع مرور الوقت يضرب التوتر أداء الفراعنة وترتفع درجة ثقة الأسود السنغالية ويتحرك ساديو ماني بحرية في وسط الملعب وإن كانت أبرز ملاحظات الشوط الثاني عدم وجود للسنغال في الثلث الأخير من ملعب أصحاب الأرض ويجري آلان جيريس تغييراً ثانياً بالدفع بجيافرا ساهو على حساب مامي بيرام ضيوف صاحب الهدف.
وأسهم طول قامة لاعبي السنغال في إفساد الكرات العرضية العالية المصرية داخل منطقة جزائهم.
ومع مرور الوقت يتسلل اليأس إلى لاعبي منتخب مصر الذي تحول إلى يأس. بينما زادت ثقة لاعبي السنغال في حسم المباراة لمصلحتهم، وانعكس ذلك على تمريراتهم الهادئة وأدائهم المنظم خصوصاً في الشق الدفاعي، واعتمد المصريون على طرق قديمة عقيمة مثل لعب الكرات الطولية الساقطة خلف دفاع السنغال ونصب مصيدة التسلل.
الأمر زاد سوءاً لمنتخب مصر بعد أن نال شوقي غريب، مديره الفني وابلاً من السباب، والشتائم بألفاظ نابية من الآلاف الذين احتشدوا في ستاد القاهرة لمساندة منتخبهم لتنهار معنويات لاعبي مصر تماماً، وكاد ساديو ماني أن يستغل هذه الأحوال المتردية ويسجل، ولكنه أهدر فرصة في الدقيقة الأخيرة وهو منفرد تماماً بمرمى محمد صبحي، ويرد عرفة السيد بإهدار فرصة تسجيل هدف التعادل وحفظ ماء الوجه.
ويلعب السنغاليون على الجوانب المعنوية للاعبي مصر من خلال استفزازهمن ويتوتر اللقاء بالفعل بعد أن كاد عماد متعب يشتبك مع مدافعي السنغال، ويطلق الحكم صفارة النهاية بفوز السنغال بهدف دون رد، وخروج مصر للمرة الثالثة على التوالي من تصفيات البطولة.