مصر: تحالف جديد لـ"الباحثين عن دور"

21 يوليو 2014
يبحثون عن دور في عهد السيسي (الأناضول/Getty)
+ الخط -

دعت شخصيات سياسية مصرية، معظمها محسوبة على التيار الناصري، إلى تشكيل تحالف انتخابي وسياسي جديد، تحت اسم "25 يناير/ 30 يونيو"، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحّدة.

وبحسب منسقي التحالف، فإنه سيضم عدداً من المستقلّين من أنصار ثورة 25 يناير و30 يونيو، ممّن لم يجدوا مكاناً لهم في الأحزاب الحالية لتحقيق أهداف الثورتين، على حد وصفهم.

ويضم التحالف الجديد شخصيات مثيرة للجدل، في مقدمتها النائبين السابقين في البرلمان مصطفى الجندي وجمال زهران، إضافة إلى المهندس الاستشاري، ممدوح حمزة، ونجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عبد الناصر.

"البحث عن دور"، هي السمة المشتركة لقيادات التحالف الجديد. وقال البرلماني السابق، مصطفى الجندي، إن التحالف هو الظهير السياسي للشعب المصري، وليس ظهيراً لأي حزب أو رئيس، مشيراً إلى أن مَن يتحدث عن أهداف ثورة 25 يناير وحدها، من دون ذكر ما سمّاها "ثورة 30 يونيو"، هم جماعة "الإخوان المسلمين"، وأنصارها، وأن مَن يفعل العكس هم "فلول نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك".

جاء ذلك في المؤتمر الذي عقده التحالف لإعلان تدشينه، أمس الأحد، في نقابة الصحافيين وسط القاهرة، تحت شعار: "مستقبل مصر... من الثورة إلى الدولة"، استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

الجندي هو في الأساس رجل أعمال ونائب سابق في برلماني 2005 و2012، ومن أكثر الشخصيات السياسية التي تنقلت بين الأحزاب والكيانات السياسية، إذ ارتدى ثوب المستقل قبيل ثورة 25 يناير 2011، إلا أن هذا لم يمنعه من الإشادة مراراً وتكراراً برموز الحزب الوطني الحاكم إبّان عهد مبارك.

وكانت علاقة الجندي الوثيقة بكل من رئيس مجلس الشعب الأسبق، فتحي سرور، وأمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل، أحمد عز، تثير تساؤلات عدة حول ما يُظهره كنائب معارض، وخاصة مع اختياره لعضوية "البرلمان الأفريقي"، وهو أحد المناصب التي كان يحظى بها فقط نواب "الوطني".

وبعد ثورة يناير، انضم الجندي إلى حزبي الوفد والدستور، على التوالي، وكان قيادياً في جبهة الإنقاذ الوطني (التي ساهمت في إسقاط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي)، إلا أن اعتصام شباب حزب "الدستور" رفضاً لعدد من رموز الحزب، وعلى رأسهم الجندي، كان عاملاً أساسياً في استقالته من الحزب.

حاول الجندي أن يظهر كسياسي ثوري منتمٍ لشباب الثورة، ودخل البرلمان على قوائم ائتلاف "الثورة مستمرة"، وهو الائتلاف الذي كان يضم عدداً من شباب الثورة، وكان الجندي من المدافعين عن شباب الثورة، والمهاجمين لوزارة الداخلية والمجلس العسكري بشكل دائم.

وعلى الرغم من انسحابه أمام الكاميرات من مجلس الشعب المنحل، اعتراضاً على وصف النائب (المسجون حالياً)، محمد العمدة، للذين أحرقوا مبنى الضرائب بـ"البلطجية"، خلال التظاهرات ضد وزارة الداخلية، إلا أنه كان من أهم الممولين والمحركين لاعتصام ميدان التحرير خلال فترة 30 يونيو/ حزيران.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، جمال زهران، فهو كان نائباً معارضاً في برلمان 2005، ومن أقرب النواب علاقة بالكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان"، الذين كانوا عادة يخلون دائرته (شبرا الخيمة) من المنافسين لكي يفوز بها.

إلا أن تلك العلاقة الوثيقة التي استمرت 5 سنوات (برلمان 2005 ـ 2010)، سرعان ما انقلبت إلى هجوم دائم وغير مسبوق من زهران على "الإخوان"، الذين وصفهم بـ"الإرهابيين والخونة"، بعد انقلاب الثالث من يوليو/ تموز العام الماضي.

ومنذ ثورة يناير، يحاول زهران البحث عن دور، فاتخذ موقفاً معاكساً للجميع بمقاطعة انتخابات برلمان 2012.

وبعدما كان من أشد المهاجمين ضراوة لأداء المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية الأولى، أصبح الآن في موقف المدافع الأول عن كل جرائم العسكر منذ الانقلاب.

وتخلى زهران عن رفيقه الناصري، حمدين صباحي، في الانتخابات الرئاسية الماضية، ليعلن تأييده للرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، الذي وصفه بـ"المرشح القومي".

وكان هذا الموقف مشابهاً لموقف زميله في التحالف الجديد، عبد الحكيم عبد الناصر، الذي كان من أبرز الداعمين لصباحي في انتخابات 2012، وتخلّى عنه أيضاً لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أما الاستشاري، ممدوح حمزة، فيُعتبر من أكثر الشخصيات التي تناقضت مواقفها منذ ثورة يناير؛ فعلى الرغم من أنه كان أحد الممولين الرئيسيين لاعتصام التحرير لإسقاط حكم مبارك، وما أعقبها من اعتصامات ضد المجلس العسكري، إلا أن علاقته بالأخير كانت وطيدة، وكان يحضر معظم الاجتماعات التي يدعو إليها المجلس آنذاك.

وكان حمزة قد شكل، عقب الثورة، ما سمّاه بـ"المجلس الوطني"، وتولى رئاسته، وقد طرح من خلال "المجلس" مسودة مشروع دستور نص فيه صراحة على حماية المجلس العسكري للدولة المدنية.

وحاول حمزة، أكثر من مرة، من خلال الاعتصامات التي كان يمولها في ميدان التحرير، إنشاء مجلس رئاسي مدني يحمل عضويته، ولكن محاولاته باءت بالفشل.

وبعدما كان من أكثر الداعمين معنوياً ومادياً لعدد من الحركات الثورية، وعلى رأسها حركة شباب "6 إبريل"، التي خصص لها إحدى فيلاته لتكون مقراً لها، انقلب عليها جميعاً، ووصف تلك الحركات، بعد الانقلاب، بـ"الخونة وعملاء الخارج".

المساهمون