عقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الخميس، اجتماعاً مع وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، ووزير الإسكان والمرافق عاصم الجزار، ووزير الزراعة السيد القصير، لاستعراض سبل الاستفادة من الموارد المائية المتاحة، وترشيد استهلاك المياه، تحقيقاً لاستغلالها بالشكل الأمثل، بما يلبي كافة الاحتياجات والمتطلبات المتعلقة بالتوسع العمراني، والزيادة السكانية المستمرة.
وشدد مدبولي على أهمية العمل على استصلاح مجموعة من الأراضي في شبه جزيرة سيناء، على أثر تنفيذ وزارة الزراعة حصراً استكشافياً للأراضي الصالحة للزراعة هناك، وإجراء الدراسات والمعاينة الميدانية لجميع الأراضي القابلة للزراعة في مناطق شمال ووسط سيناء.
وكلف مدبولي بالعمل على سرعة الانتهاء من إعداد التصميمات الخاصة بالخطوط الناقلة للمياه، والروافع التي ستروي هذه الأراضي، وكذا الترع، موجهاً بضرورة إقامة مجتمعات عمرانية لمن سيسكنون في هذه المناطق التي تتوافر بها الأراضي الصالحة للزراعة، سعياً لجذب وتوطين العاملين في هذه المشروعات الزراعية.
وشدد على ضرورة ترشيد استهلاك المياه من جانب المصريين، على ضوء حجم التحديات التي تواجه مصر في قطاع المياه مع تعثر مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، مستطرداً بأن "هذه التحديات تفرض على الحكومة ضرورة العمل على تحقيق وفر حقيقي في كميات المياه المستهلكة، فضلاً عن التوسع في إنشاء محطات التحلية بالمحافظات الساحلية".
ووجه رئيس الوزراء بضرورة التوسع في إقامة محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي، واستخدامها في الأغراض المخصصة لذلك، إلى جانب التوسع في استخدام القطع الموفرة للمياه، وتركيبها في كل الوحدات السكنية الجديدة، محذراً من العمل على تغليظ العقوبات على الإسراف في استخدام المياه، وكذا الوصلات الخلسة، "بما يحقق أهداف الدولة في الاستفادة من كل قطرة مياه"، على حد تعبيره.
جه رئيس الوزراء بضرورة التوسع في إقامة محطات المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي، واستخدامها في الأغراض المخصصة لذلك
وأشار خلال الاجتماع إلى أن وزارة التخطيط "اعتمدت أربعة مليارات جنيه بصفة مبدئية لمشروع تبطين الترع، الذي سيسهم في توفير كميات من المياه، بهدف زيادة الرقعة الزراعية، بما سينعكس على توفير المزيد من فرص العمل"، منبهاً إلى اهتمام الحكومة البالغ بهذا المشروع، لما سيكون له من مردود إيجابي كبير.
وكان وزير خارجية إثيوبيا، جيدو أندارجاشيو، قد هنأ بلاده بمناسبة البدء في ملء خزان سد النهضة، وهو ما سيسمح بتجريب توربينات توليد الكهرباء المقامة على السد، قائلاً في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "نهنئكم، كان نهر النيل، وأصبح النهر بحيرة ستحصل منه إثيوبيا على التنمية التي تريدها. في الواقع النيل لنا".
وتعتبر إثيوبيا هذا المشروع، الذي يستهدف إنتاج الطاقة الكهربائية من حركة المياه، ضرورياً لنموها الاقتصادي ومصدراً أساسياً للطاقة، غير أن هناك مخاوف لدى مصر والسودان حيال تراجع حصتهما من مياه النيل بسبب السد العملاق، لا سيما أن هدف الملء للسنة الأولى يتطلب 4.9 مليارات متر مكعب من المياه.