وتخوض أربع قوائم الانتخابات في الصعيد، وهي: "نداء مصر"، و"كتلة الصحوة الوطنية المستقلة"، و"الجبهة المصرية"، و"في حب مصر". وتضمّ القائمة الأخيرة وزراء ومحافظين سابقين ورجال أعمال وفلولاً من رجال الحزب الوطني ورجالاً سابقين من الجيش والشرطة وإعلاميين. واللافت أن معظم مرشحي تلك القائمة ليسوا من أبناء المحافظات المرُشحين على مقاعدها، ومعظمهم ينتمي إلى محافظات أخرى، ولا دراية لهم بمشاكل المحافظات المرشحين فيها.
وقابل عدد من الناخبين، أساليب الدعاية الانتخابية سواء بالمساجد أو المنشآت الحكومية، تحديداً المدارس التي استخدمها مرشحو "قائمة في حب مصر"، بالرفض، خصوصاً بعد رصد عدد من الشعارات في محيط المساجد علناً وأمام مسؤولي مديري الأوقاف في المحافظات. كما وصل الأمر لاستخدام الأطفال في توزيع برامج الناخبين على المصلّين، عقب كل صلاة في القرى والمدن، الأمر الذي أثار غضب البعض من تلك التصرفات غير المسبوقة من قبل.
في محافظة الوادي الجديد، إحدى المحافظات التي ستُجرى فيها الانتخابات، تواجد مؤيدو المرشحين في "قائمة في حب مصر" وعدد من المستقلين بعدد كبير من مساجد المحافظة. وحرصوا على توزيع الملصقات الدعائية على أبواب المساجد عقب الصلاة.
اقرأ أيضاً مصر: حملة اعتقالات وتلفيق تهم للمعارضين تسبق الانتخابات
في محافظة الإسكندرية، تقدّم عدد من الأشخاص ببلاغات عدة إلى اللجنة العليا للانتخابات لاتهام قائمة "في حب مصر" بـ"تعليق لافتات انتخابية على عدد من دوائر المحافظة". واتهم عدد من الناخبين، ومن بينهم المرشح المستقل محمد مصطفى كمال، بـ"عدم أخذ فرصتهم في الدعاية، بسبب سيطرة القائمة، وعدد من المستقلين التابعين لها، على كل دوائر المحافظة برعاية حكومية وأمنية معاً".
واتهم كمال قائمة "في حب مصر" بـ"استخدام المساجد ودور العبادة في الدعاية الانتخابية لهم في الإسكندرية، عبر تعليق لافتات عليها، وهو ما يُعتبر مخالفاً للقانون والدستور، بجانب استغلال الجمعيات الأهلية والمستشفيات في الدعاية". كما يتهم الناخبون رفع القائمة شعار "في حب مصر"، وكأن "قوائم الآخرين ليست وطنية ولا تحب مصر" وفقاً لهؤلاء.
في محافظة الأقصر، إحدى محافظات الصعيد، ومن المحافظات التي ستُجرى فيها الانتخابات خلال الجولة الأولى، قام مرشح "فلول الحزب الوطني"، يدّعي دعم الحكومة، محمد عبد العليم الضبعاوي، بطبع صورته على جزء من القرآن ولصقها على عدد من المساجد وتوزيعها كدعاية انتخابية، وتم إبلاغ اللجنة العليا للانتخابات لاتخاذ اللازم لكونه مخالفاً لقواعد الدعاية الانتخابية، لكن اللجنة لم تتحرّك.
في بني سويف، علّق مرشح ينتمي للحزب "الوطني" المنحلّ صوره على مساجد المحافظة، وقدّم رشوة عن طريق توزيع أدوات مدرسية على أبواب المساجد، ما أثار حالة من الاستياء من قبل الأهالي، الذي انعكس على صفحات التواصل الاجتماعي.
في محافظة سوهاج، يقوم عدد من المرشحين بتكليف بعض أنصارهم، لتوزيع ملصقات دعائية أمام المساجد، كما يعلّق مؤيدوهم لافتات أمام عدد من الأندية والمدارس، في ظلّ تسيير العربات التي تحمل مكبرات الصوت، المنادية باسم المرشح التابع لها، مما يسبب إزعاجاً شديداً للمواطنين.
وفي هذا الصدد، يقول الموظف محمد سيد، إن "الحكومة تكيل بمكيالين، فتهاجم بعض المرشحين والقوائم، وتمنعهم من ممارسة حقهم في الدعاية، في مقابل سماحها بذلك لقائمة في حب مصر، وبعض المقرّبين من الحكومة. الأمر الذي أثار غضب الجميع". ويشير سيد إلى أن "تلك الظاهرة منتشرة في القرى أكثر من المدينة".
من جهته، يعتبر المواطن عبد الفتاح محمود، في تصريحاتٍ لـ"العربي الجديد"، أنه "حرام ما يفعله بعض المرشحين في المساجد". ويضيف "إحنا مش حنروح ننتخب لأن دي مصالح شخصية، والله كل دول بيجروا على أهداف معينة بعيدة عن مصالح الشعب والدولة". ويعلّق المهندس محمد مصطفى، على ذلك بالقول "بدل ما يصرفوا المصاريف دي كلها على الدعاية، يبنوا مستشفى أو مدرسة في القرى". ويكشف الموظف سعيد محمود، لـ"العربي الجديد"، أنه "احنا بنقول للمرشحين وفّروا فلوسكم إحنا كده كده مش هننتخب حد إحنا انتخبنا كتير وأصواتنا تترمي في الزبالة، ننتخب تاني ليه!".
ويضيف زميله، محمود علي، أنه "عملنا ثورة يناير علشان نشيل رموز الحزب الوطني ودلوقتي اللي نازلين الانتخابات كلهم تبع الحزب الوطني، وبالتالي مش هنروح ننتخب، فيا ريت المرشحين يريّحوا نفسهم كده ويهدأوا".
اقرأ أيضاً: عمّال مصر لا يرون بصيص أمل في انتخابات البرلمان