مصر: الوصية الأخيرة لأسماء البلتاجي كانت عن أخيها

14 اغسطس 2020
نظام السيسي يعاقب البلتاجي وأسرته (أحمد رمضان/ الأناضول)
+ الخط -

روى شهود عيان أن "أنس" كانت ضمن آخر الكلمات التي تلفظت بها أسماء البلتاجي، ابنة القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي، قبل أن تفارق الحياة إثر تلقيها طلقات رصاص حي، أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في ميدان رابعة العدوية، في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات.

أنس هو الشقيق الأكبر لأسماء البلتاجي، شغل بالها وقلبها بينما كانت على حافة الموت، ولم تكن تدري أنه سيعتقل بعد المذبحة بثلاثة أشهر فقط وينسى في السجن، أو لعلها كانت تشعر بذلك.

ألقت قوات الأمن المصرية، القبض على أنس محمد محمد إبراهيم البلتاجي وهو من مواليد 26 فبراير/ شباط 1993، من شقة أحد أصدقائه بمدينة نصر بالقاهرة أثناء استعداداتهم للامتحانات في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013 دون إذن من النيابة العامة. واقتادوهم إلى مبنى الأمن الوطني بمدينة نصر، وهناك تعرض لأبشع أنواع التعذيب من تعليق وصعق بالكهرباء وركل ولكم بحسب ما رواه لاحقًا، بالإضافة إلى التعذيب النفسي وإجباره على الوجود في غرف يعذَّب بها معتقلون آخرون وهو معصوب العينين، وذلك بعد أن رفض التصوير أمام أحراز وأجهزة بث ومبالغ مالية ضخمة، وأن يقر ومن معه في محضر أنهم ممولون لجماعة الإخوان المسلمين ويعملون لصالح قناة "الجزيرة" القطرية.

اليوم، وقد أصبح عمره 26 عامًا، قضى سبع سنوات باتهامات ليس عليها أي دليل، يحال للنيابة، فيبرأ، ثم يحبس ثانية، فيخلى سبيله، ثم يستوحش النظام في الانتقام منه ووالده، فيسجن ثالثة، فقط لكي لا يخرج من السجن.

أنس البلتاجي، حصل على ثلاثة أحكام بالبراءة من محاكم الجنايات والجنح، كما حصل على قرار محكمة جنايات القاهرة الدائرة الثانية إرهاب بإخلاء سبيله، بعد سبعة أعوام قضاها في السجن من القبض عليه وحتى فبراير/ شباط 2020، عندما فوجئ بالتحقيق معه في قضية جديدة بتهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية".

وكانت إدارة السجن تخبر أسرته صراحة أنه كونه ابن البلتاجي، فإن هذا يعطيه امتيازاً سليباً عن بقية المعتقلين الآخرين، ونتيجة لذلك، تم احتجازه في زنزانة انفرادية، يتعرض بداخلها للتنكيل والحرمان من التريض والطعام والشراب حتى ساءت حالته الصحية بصورة كبيرة، دون توفير أي رعاية طبية له، بحسب بيان سابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا.

وعلى الرغم من تبرئة أنس من قضيتين كانتا لفقتا له، وهما قضية الاعتداء على أحد الموظفين بسجن العقرب أثناء زيارة والده، والتي وقعت أحداثها قبل اعتقاله بعدة أيام، والثانية هي القضية المعروفة إعلامياً بقضية "خلية الماريوت"، إلا أنه حكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية ثالثة اتهم فيها بحيازة سلاح، دون تقديم أي دليل على ذلك، سوى المقطع المصور الذي أجبر هو وشقيقه على تصويره أثناء التحقيق معه في النيابة.

جدير بالذكر، أن أنس حرم من استكمال دراسته وقد رفضت كافة الطلبات التي تقدمت بها أسرته ومحاميه، لدخول الامتحانات، حيث إنه طالب بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس، كما أن إدارات السجون التي تنقّل بينها لم تسمح له بإدخال كتبه الدراسية أو أية كتب أخرى، بالإضافة إلى انتهاك حقه وحق أبيه في أن يحتجزا معاً وفقاً لما ينص عليه قانون لمّ الشمل.

ويعد محمد البلتاجي، من أبرز المعارضين المصريين، وإثر ذلك تعرض للاعتقال بتاريخ 29 أغسطس/آب 2013، ووجهت له عشرات الاتهامات وحكم عليه ثلاثة أحكام بالإعدام والسجن لأكثر من 170 عاماً وتعرض منذ تاريخ اعتقاله لشتى أنواع التعذيب البدني والنفسي، ومن جملة التعذيب التنكيل الجماعي بأسرته خاصة بعد إصراره على اتهام قيادات النظام المصري بقتل ابنته أسماء في مذبحة رابعة العدوية.

المساهمون