مصر: الشباب الذين يعِد السيسي بتمكينهم يقبعون داخل سجونه

29 سبتمبر 2014
لم يعين السيسي الشباب في مناصب تنفيذية (الأناضول)
+ الخط -
لاقى إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، خلال لقائه بعض الطلاب في جامعة القاهرة، تخصيص ما لا يقل عن 50 في المائة من المجالس المتخصصة، التابعة للرئاسة لمصلحة الشباب، ترحيباً من قبل القوى السياسية الموالية للنظام الحالي.

وعود السيسي في هذا المجال، ليست جديدة، فقد بدأت منذ بيان 3 يوليو/تموز 2013، والذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ووعد فيه بتنفيذ خارطة طريق، وكان من أهم بنودها "تمكين الشباب".

وبعد مرور نحو عام وأربعة أشهر، لم يفِ الرئيس بوعده، ولم يُعيّن أحداً من الشباب في أي من المناصب التنفيذية، على الرغم من تشكيل ثلاث حكومات، وتغير الكثير من المحافظين، إذ سيطر على المناصب، جيل ما فوق سن الستين والسبعين، من عجائز الدولة.

ويُلخص مشهد الانتخابات الرئاسية الماضية، التي فاز بها السيسي بأغلبية كاسحة، العلاقة بين الشباب والسيسي، وسط اتهامات بالتزوير، حيث خلت اللجان الانتخابية من أي وجود للشباب إلا فيما ندر، وقبلها الاستفتاء على الدستور، الذي شهد نفس المقاطعة من قبل الشباب، ومشاركة كبار السن بكثافة للتصويت.

وفي هذا السياق، طالب الناشط السياسي أحمد نجيب، الرئيس المصري بـ"الإفراج أولاً عن آلاف الشباب من المعتقلين السياسيين جراء التعبير عن آرائهم، ليثبت حسن النية في تعامله مع الشباب". وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "الأهم من تعيين الشباب في المجالس المتخصصة هو خروجهم بداية من المعتقلات".

وأضاف "المجالس المتخصصة معروفة منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بأنها جهات ديكورية لا تملك أي سلطة، ولا يهتم بها أحد، وتعيين الشباب بها لا يتعدى وجودهم في الديكور الديمقراطي للانقلاب، وإذا كانوا يريدون تمكين الشباب فلماذا لم يتم اختيارهم وزراء أو محافظين أو في أي مناصب تنفيذية".

من جهته، قال البرلماني السابق، والقيادي في حزب "التيار المصري"  (أحد الأحزاب التي شرع في تأسيسها شباب الثورة)، عبدالرحمن هريدي إن "السيسي لم يفِ بأي وعد من وعوده السابقة، وخاصة المتعلقة بالشباب، كما لم يتم تنفيذ خارطة الطريق التي وعد بها في 3 يوليو، سواء بإجراء الانتخابات البرلمانية أو تمكين الشباب، وبدلاً من ذلك وجدنا البلد تدار من قبل العجائز، ولا مكان للشباب إلا في السجون".

وأضاف هريدي لـ "العربي الجديد"، إن "الشباب الذي قام بالثورة يحاكم الآن، ويتم تعذيبه في السجون، والعجائز الذين ضيعوا البلاد على مدار أكثر من ثلاثين عاماً في عهد مبارك هم من عادوا للحكم مجدداً".

وزاد "إذا كان السيسي جاداً في الحديث عن الشباب، فعليه أن يفرج عنهم، وأن يلغي قانون التظاهر الذي يحبس ويحاكم الشباب على خلفيته".

المساهمون