مصر: الحرية للطفل آسر... ضحية التعذيب والاختفاء القسري

05 أكتوبر 2016
اختفى آسر قسرياً لمدة 33 يوماً (العربي الجديد)
+ الخط -
ينتظر طفل مصري معتقل منذ 10 أشهر، السبت القادم، حكماً قضائيا يصدره القاضي المصري الملقب بـ"قاضي الإعدامات"، ناجي شحاتة.
وألقت قوات الأمن المصرية القبض على الطفل آسر عبد الوارث (15 سنة)، في الثاني عشر من يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن اقتحمت منزله فجرا، وقبضت عليه من سريره، وهو الذي كان ينتظر أن يحضر امتحان مادة اللغة الإنكليزية في الصباح.

وبحسب محامي عبد الوارث: "سألته قوات الأمن عن بطاقته- الرقم القومي- فأجابهم أنه ما زال تحت السن القانوني ولم يستصدر بطاقة بعد، لكنهم أصروا على التفتيش عليها في كامل غرفته".

ويوضح محاموه أن "والد آسر حاول الذهاب معهم للاطمئنان على ابنه، لكنهم رفضوا بزعم أنه سيوجهون إليه بعض الأسئلة ثم يعيدونه، لكنه اختفى قسريا لمدة 33 يوماً، حتى ظهر في جهاز الأمن الوطني".

ودشّن نشطاء موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حملة تضامن مع "الرجل الصغير الذي ينتظر حكماً من المحكمة السبت القادم، بردّ القاضي ناجي شحاتة، الذي يحاكم أمامه".


ووفقاً للمصادر ذاتها، "حكى لنا آسر أنه ظل واقفاً ما يقرب من 6 ساعات على أطراف أصابعه وتحت كعب رجله مسامير، وعلقوه لمدة يوم كامل من يديه، حتى انخلع كتفاه، وكهربوه في كل جسده حتى ظهرت نقاط بيضاء على جلده لا يزال لها أثر إلى الآن".

"هو طفل في نظر القانون، ولكنه رجل في نظرنا بعد كل ما تعرض له"، هكذا حكى عنه محاموه من خلال الوسم.

عُرض آسر على النيابة لمدة شهرين، حتى تمت إحالته للقضاء أمام القاضي المصري الملقب بـ"قاضي الإعدامات" ناجي شحاتة، فطلب محاموه ردّ المحكمة، وفي انتظار جلسة السبت القادم للفصل في طلبهم.

وقال المحامي الحقوقي مختار منير: "آسر مش مجرد موكل عندي.. آسر أخ صغير، الدولة قررت سجنه بدون أي اتهام حقيقي. تعرض للاختفاء القسري والتعذيب وهو في عمر الـ14 عاما".

وتابع منير: "هل يعقل هذا؟ من يريد أن يصنع جيلا لا يعرف الانتماء للوطن؟ ويظل بداخله ضغينة تجاه مؤسسات الدولة التي قامت بسجنه، هل من راشد حكيم داخل هذا النظام يحتوي تلك الأزمة؟ ويتوسط في خروج كافة الأطفال والشباب والمظاليم، ويعمل على دمجهم داخل المجتمع ويحتوي نقدهم للنظام الحالي؟".