10 سبتمبر 2020
+ الخط -

في أول تعليق من الجيش المصري على واقعة اختلاف أحد مجنديه مع رئيس قطار (كمساري)، قالت القيادة العامة للقوات المسلحة إن "جميع أفرادها يتحلون بالانضباط، الذي هو من التقاليد الأصيلة للمؤسسة العسكرية"، معتبرة أن "جنودها هم عصب الجيش على مر العصور، وحُماة الوطن الذي نعيش فيه؛ نذروا أنفسهم فداءً لوطنهم، وشعب مصر العظيم".

وشددت القوات المسلحة المصرية على "احترامها لكافة مؤسسات الدولة، وتقديرها الإجراءات المتخذة من وزارة النقل بفتح التحقيق مع رئيس القطار والمحصل المتهمين بإهانة المجند، بسبب عدم امتلاكه ثمن تذكرة الركوب"، مدعية أن "الواقعة لا تنم إلا عن سلوك فردي خاطئ لأحد العاملين في الوزارة".

كما توجهت القيادة العامة للجيش بـ"خالص الشكر والتقدير للسيدة المصرية العظيمة التي شهدت الواقعة في القطار، وتمسكت بدفع ثمن تذكرة الركوب"، مؤكدة أن ما فعلته هو "تعبير عن أصالة المرأة المصرية، التي تحمل في قلبها الكثير من العطاء، والإنسانية، والأمومة".

من جهتها، قالت وزارة النقل في بيان، تعليقاً على الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة القطار رقم 948 المتجه من المنصورة إلى القاهرة، أمس الأربعاء، إن "وزير النقل، وجميع العاملين في الوزارة، يعتذرون عن تجاوز أحد المحصلين في حق أحد ركاب القطار".

وشددت الوزارة على احترامها، وكافة العاملين في هيئة السكك الحديدية، لجمهور الركاب بوجه عام، وكل أفراد القوات المسلحة والشرطة على وجه أخص، مشيرة إلى أن "التوجيهات الصادرة لجميع العاملين الذين يتعاملون مع جمهور الركاب، تنص على الاحترام التام لهم، والعمل على خدمتهم، وتيسير تنقلهم على الخطوط المختلفة".

وأضافت أن "كافة المواقف التي تحدث بين أطقم تشغيل السكك الحديدية والراكب، يجب أن تكون في إطار القانون، واحترام الراكب، حيث إنه لا تهاون مع أي مخطئ في حق أي راكب"، مستطردة بأن "الوزارة ستستمر في خدمة جمهور الركاب في ظل الطفرة التي تشهدها منظومة السكك الحديدية في كافة قطاعاتها، والتحسن في مستوى الخدمة المقدمة".

وأشارت الوزارة في بيانها، إلى إيقاف مرتكبي الواقعة عن العمل وإحالتهما إلى التحقيق الفوري، مع إعلان نتائج التحقيق معهما فور الانتهاء منه.

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا مقطعاً مصوراً لأحد المجندين وهو يتعرض للإهانة من رئيس قطار ومحصل، أثناء مشاجرتهما معه لعدم دفعه ثمن تذكرة الركوب، والبالغ 22 جنيهاً، وتمسكهما بإنزاله من القطار، فضلاً عن محاولتهما إجباره على خلع الكمامة الطبية، في مخالفة لتعليمات مجلس الوزراء.

واتهم ناشطون مصريون رئيس القطار بإهانة بدلة المجند العسكري، بقوله له: "حوش النجوم اللى بتقع منك"، و"ماتخليش الأفيونة تطلع عليك"، و"هما ضاحكين عليك في المعسكر"، بينما ظهرت في المقطع حالة التعاطف من الركاب مع المجند، ودفعت إحدى السيدات ثمن التذكرة نيابة عنه، قائلة: "اقعد يا ابني أنا عندي 3 صبيان (أولاد) مثلك".

وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، لقي البائع الجائل محمد عيد مصرعه تحت عجلات القطار رقم 934 المتجه من محافظة الإسكندرية للأقصر، بعدما أجبره مسؤولو القطار على القفز منه أثناء سيره، لعدم قدرته على دفع قيمة تذكرة القطار المقدرة بسبعين جنيهاً.

وأخيراً، أعلن وزير النقل المصري كامل الوزير، رفع أسعار تذاكر القطارات قبل الاحتفال بعيد الأضحى بيوم واحد، بنسب زيادة تراوح بين 25 في المئة و40 في المئة، وذلك بدعوى تخفيف حجم الديون على مرفق السكك الحديد البالغة 111 مليار جنيه، منها جزء كبير للبنك المركزي، وبنك الاستثمارات، وبعض الوزارات الأخرى.

وعلق علي الجمل: "‏المجند وقائد القطار اثنان مغلوب على أمرهما، مجند لا يملك ثمن تذكرة القطار والثاني يبنفذ الأوامر والتعليمات، ويأمر المجند بالنزول من القطار لتسليمه للشرطة، وتأتي سيدة مصرية أصيلة تفض الاشتباك، وتدفع ثمن التذكرة ويعود المجند لمقعده معززاً مكرماً، السيدة الفاضلة أجدع منك يا حكومة".
وتساءلت مرفت: ‏"هو إزاي الكمسري يهين المجند كده؟ وإيه حكاية نشيل النجوم دي؟ بجد لازم المحاسبة على الكلام ده، وشكراً للسيدة المصرية اللي دافعت عنه وسط صمت رجالة كتير #حق_المجند". 
 فأجاب محمود: ‏"هو ليه فيه ناس بتقول ست أرجل من اللي واقفين؟ فيه ناس شقيانه ومش معاها تدفع 22 جنيه مثلاً في تذكرة قطر، لدرجة إنهم بيقفوا كده عشان يوفروا لولادهم فلوس المواصلات. الست ممكن تكون معاها فلوس زياده وحاسه بيه، لإنه زي ولادها واتضايقت من المعامله بس. بلاش سطحية وارتقوا شوية". 
وشارك حساب باسم "ده العادي يعني" تجربته: "‏أنا مجند، يعني باركب المواصلات العامة ببلاش أو بنص التذكرة، بس أنا هي مرة واحدة بس اللي ركبت بنص تذكرة، وباقي المرات بادفع التذكرة كاملة مترو أو قطر حتى بعد الزيادة، باقول أنا معايا فلوس الحمد لله وماجتش على الفرق البسيط ده للدولة تاخده، بس فعلاً في مجندين بيستلفوا والله عشان يروحوا". 
ومذكراً بحادث سابق كتب تامر:"نفس الغباء والتعنت اللي حصل مع المجند، هو نفس الي حصل مع الشابين اللي رموا نفسهم من القطار، ومع الأسف واحد فيهم مات بسبب التذكرة وبرضو المنظومة فاشلة في التعامل مع المواطن مدني أو حتى مجند". 
وذهب البعض إلى عدم التصديق، كما عبر عمرو: "‏لما المتحدث العسكري يطلع بيان بخصوص خناقة كمسري مع مجند، لازم تتأكد إنه فيلم من إخراج الشؤون المعنوية، ولازم ما ياخدش معانا أكبر من حجمه في حاجات تانية أهم. إردم". 
 واتفق معه سلامة وأضاف: "‏فيلم الكمسري بتاع القطار والمجند، اللي مش قادر يدفع التذكرة وانتشاره على الفيس، ليه الجيش لا يرفع مرتبات العساكر المجندة أو يعمل لهم اشتراكات بعدد محدد من السفريات؟ المجند يعمل إيه وخصوصا لو كان بيشرب سجاير؟ إعملوا لهم اشتراكات يدفعها الجيش بعدد محدد من السفريات طوال فترة خدمته". 
وعبر عدة تغريدات كتب أحمد مقارناً بين موقفين من لجان النظام ومطبليه تجاه الواقعة: "‏الحكاية لما رئيس القطر شاف شغله ونفذ التعليمات الواضحة، إن كله يدفع يعني كله يدفع وده حق الدولة، لكن لما اتصور وطلع مجند فالموضوع راح في سكة شرف البدلة العسكرية  والأسد اللي حامينا والحاجات اللطيفة دي، بالك لو حصل مع بياع سريح كان وحوش الوطنية وقفوا مع الموظف اللي شايف شغله". 

وعن التمييز داخل المؤسسة نفسها تساءلت مسلمة: "هو المجند اللي بيشتغل للجيش تقريبا ببلاش مش معفي كمان من رسوم القطار؟! بس البشاوات اللي بيركبوا بنص أجرة؟".

المساهمون