خرج الطالب في جامعة 6 أكتوبر المصرية الخاصة، حسام منصور، من السجن، هو الذي سجن احتياطياً لخمسة أشهر، ليفاجأ بأنه مفصول من جامعته من دون إخطاره أو التحقيق معه. مشكلة منصور هذه تكررت مع عشرات الطلاب في الجامعات الخاصة، بعدما أبلغهم مدير أمن الجامعة بالبحث عن جامعات أخرى للدراسة فيها. ومع اقتراب موعد بدء العام الدراسي، الذي أقره مجلس الجامعات الخاصة، التابع لوزارة التعليم العالي في 20 سبتمبر/أيلول، فإن أبواب الجامعات أغلقت في وجه منصور بسبب اكتمال عدد الطلاب.
منصور طالب في كلية حاسبات ومعلومات الفرقة الثانية. كانت له أنشطة مناهضة لحكم العسكر، ويعرف وسط أصدقائه بالمنسق العام لحركة "مكملين". اعتقل من داخل سيارة صديقه أثناء عودتهما من الجامعة، في كمين شرطة، تحت ادعاء وجود "بوسترات" شعار رابعة العدوية، ويقول صديقه م. ن إن "منصور قُبض عليه خلال الفصل الدراسي الثاني، مما ضيع عليه محاضراته، واضطرت أسرته إلى عمل طلب تأجيل لامتحاناته بموافقة شؤون الطلبة ورئيس الجامعة ونائبه".
خرج منصور بكفالة قيمتها 5000 جنيه في أغسطس/آب الماضي. تخلّص من ظلم الدولة لينتقل إلى ظلم الجامعة. يضيف صديقه أن "منصور حاول تسجيل مواد الفصل الدراسي الثاني، التي فاتته بسبب الحبس، ليكتشف أن هناك تحذيراً على اسمه، وعليه مراجعة مكتب شؤون الطلبة. فتم إخطاره بضرورة التوجّه إلى مكتب مدير أمن الجامعة، الذي قال له: "أنت مفصول، ويجب أن تسحب ورقك، وغير مسموح لك أن تدخل امتحانات أو تدفع مصاريفاً".
يوضح منصور أنه حاول أن يقابل رئيس الجامعة فسمع الكلام نفسه، مما يعني ضياع سنة إضافية من مستقبله، بالإضافة إلى مواد الفصل الدراسي الثاني الذي فاته، وخصوصاً أن معظم الجامعات الخاصة امتلأت، وقرار تحويله جاء متأخراً.
بعض الصفحات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي دشنت حملة تحت هاشتاج "من الحرية لحسام منصور إلى تضامنوا مع حسام" ليجد مكاناً داخل أية جامعة لاستكمال تعليمه. يقول إن "حسام تحمّل التهم الملفّقة، ولما خرج تم التعامل معه كأنه عدو خطير محاصر، تتم محاربته من كل الجهات، مضيفاً أن "منصور ليس الوحيد الذي تم التعامل معه بهذا التعنت، ولكن هناك نحو 21 طالباً تم فصلهم بسبب آرائهم ونشاطهم المناهض للانقلاب داخل الجامعة".
"الخاصة" تعمل بأمر الأمن
أوضح ن. م أن "جامعة 6 أكتوبر أعلنت أنها غير ملتزمة بقرارات مجلس الجامعات الخاصة. وقررت تأجيل الدراسة حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول لتتماشى مع الجامعات الحكومية، التي تم تأجيل الدراسة فيها بقرار من مجلس الوزراء، وبتوصية من الجهات الأمنية". أضاف: "المفروض أنّ الوضع مختلف في الجامعات الخاصة، ولا نفهم مبررات التأجيل، وخصوصاً أن الطالب يدفع تكلفة تعليمه بالكامل، وعلى الجامعة أن توفر له الوقت الكافي للدراسة ولممارسة الأنشطة في ظل عدم وجود أعمال شغب في الجامعة".
وكان طلاب جامعة 6 أكتوبر قد شاركوا خلال العام الدراسي المنتهي في تظاهرات كبيرة خرجت إلى الشارع، منددة بالحكم العسكري، ورافضة ااعتقال زملائهم. ولا تزال صفحات طلاب ضد الانقلاب تحذر من غضب الطلاب في الجامعة بسبب استمرار اعتقال زميلين لهما، هما الطالب في كلية الطب، أسامة طلبة، والطالب في كلية الاقتصاد وإدارة الاعمال، عمر ياسين.
أسامة طالب معتقل منذ أكثر من 200 يوم، وهو مسجون حاليا في سجن العقرب، وحُرم من الزيارة طوال شهر رمضان. صدر له قرارات إخلاء سبيل عدة، لكن النيابة كانت قد طعنت بها. أما عمر ياسين، فمعتقل منذ أكثر من 4 أشهر، وتداول أصدقاؤه أنه تعرض للتعذيب ليعترف بحرق سيارة شرطة وسيارة مملوكة لضابط شرطة، ويتم التجديد له كل فترة، ويقضي فترة الحبس في سجن شبين الكوم في المنوفية، وسط دلتا مصر.