مصر: التنسيق الاستخباراتي بدل التدخل العسكري في ليبيا

09 مارس 2015
يُتابع الحوار الليبي هذا الأسبوع (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -
علمت "العربي الجديد"، من مصادر رسمية مصرية، أن القاهرة "تتابع جلسات الحوار بين الأفرقاء الليبيين"، مؤكدة أن "النظام متخوف من إمكانية إغفال المتحاورين ملف الجماعات المسلحة، في أي تسوية سياسية أو اتفاق على حكومة وحدة وطنية".

وأضافت المصادر أن "مصر أعربت عن قلقها للجزائر في شأن الملف الليبي"، وذلك في الاجتماع الذي عُقد في مقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، في حضور رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري الوزير خالد فوزي، ومدير الاستخبارات العامة الجزائري الوزير محمد بوزيت.

وفي وقتٍ ترفض فيه دول الجوار الليبي، التدخل العسكري في الشأن الداخلي، باستثناء مصر، بدأ النظام المصري السعي لتأمين التنسيق الاستخباراتي مع بعض دول جوار ليبيا. ويبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسعى إلى محاولة الالتفاف على قرار مجلس الأمن، الذي رفض التدخل العسكري في ليبيا، عبر طرح فكرة "التعاون الاستخباراتي" بين دول الجوار الليبي، لتوطيد الأمور لحكومة طبرق وللواء خليفة حفتر".
وينطلق السيسي من فكرة التنسيق مع دول الجوار الليبي، للتدخل لمصلحة أطراف بعينها، و"تشديد رفض مصر الحوار بين المليشيات"، وفقاً لدبلوماسي مصري.

وعلى الرغم من التنسيق المستمر بين البلدين بشأن الملف الليبي، والتأكيد الجزائري على أهمية دور مصر وتأثيرها في حلّ الأزمة الليبية، فإن هناك تبايناً واضحاً في موقف البلدين، فيما يتعلق بالتدخل العسكري لهما في الأراضي الليبية.

إقرأ أيضاً: عبدالله الثني لـ"العربي الجديد": لم يحصل تفاوض حول المصريين

وسبق لوزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن أبدى حرصه "بصفتنا جيران ليبيا على أن نكون جزءاً من الحلّ، لا المشكلة"، مشيراً إلى "أهمية الدور الكبير الذي يمكن أن يضطلع به البلدان المجاوران لليبيا في تسوية الأزمة".

وذكر لعمامرة أن "هدف المفاوضات هو السماح لليبيا بتشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت ممكن". وأبدى تأييده لحلّ سياسي، معتبراً أن "عامل الوقت بالغ الأهمية، ومن الضروري أن يبذل كل الأطراف الليبيين جهودهم، وأن يساعدهم كل ذوي الإرادات الحسنة على بلوغ الهدف".

من جهته، يقول مصدر دبلوماسي مصري، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "السيسي يسعى إلى فرض حالة من الأمر الواقع، في محاولته إقناع دول الجوار الليبي بتبنّي وجهة نظر القاهرة". ويضيف الدبلوماسي، أن "السيسي يريد بأي شكل من الأشكال، التدخل في ليبيا، حتى لو لم يكن بشكل عسكري، من خلال التنسيق الاستخباراتي مع دول الجوار الليبي، لصالح حفتر وقواته".

ويلفت المصدر الدبلوماسي إلى أن "الوضع في ليبيا يؤرق السيسي، على اعتبار أن التيارات المسيطرة على أرض الواقع، هي إما حركات مسلحة أو تيارات إسلامية". ويرى أن "الرئيس المصري لن يتمكن من إحداث تغيير على الأوضاع في ليبيا لصالح حفتر، وكل ما يقوم به لن يُجدي نفعاً، لأن المجتمع الدولي لا يقبل إلا الحلّ السياسي، ويكثف الحوارات الليبية ـ الليبية". وأكد أن "الاجتماعات التنسيقية الدبلوماسية لا تؤثر على مجريات الأوضاع، بل تصبّ في إطار التعاون المستمر، وتنسيق الجهود فقط بين الطرفين المصري والجزائري، ودول الجوار الليبي".

إقرأ أيضاً: حوار "الفرصة الأخيرة" لليبيين في المغرب: 3 معطيات للتفاؤل 
المساهمون