مصر: اكتشاف قلعة أثرية من عهد بسماتيك الأول

14 مايو 2019
تمثال يُعتقد أنه يعود للملك بسماتيك الأول(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت وزارة الآثار المصرية، أمس الإثنين، عن اكتشاف بقايا قلعة أثرية في منطقة تل الكدوة، شمال سيناء، تعود للعصر الصاوي (الأسرة الـ26)، وتحديداً إلى عهد الملك بسماتيك الأول (664 – 610 ق.م).

وكانت هذه القلعة العسكرية تمثل بوابة مصر الشرقية، والحصن الوحيد المتحكم في عملية الدخول إلى مصر والخروج منها خلال العصر الصاوي الذي امتد لأكثر من مائة عام بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، وكان من أهم عصور النهضة المصرية.

وكشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة في منطقة آثار تل الكدوة عن بقايا الأبراج الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية لقلعة عسكرية من الطوب اللبن، بالإضافة إلى امتداد السور الجنوبي للقلعة جهة الشرق لمسافة 85 متراً. وجار استكمال أعمال الحفر لاكتشاف بقايا المنشآت المعمارية داخل القلعة.

وتعد هذه هي القلعة الأقدم تاريخياً في الموقع، لكن هناك قلعة أحدث بنيت على أنقاضها. ويرجَّح أن القلعة الأقدم أكبر مساحة من الحديثة.

وأوضح بيان وزارة الآثار أن القلعة القديمة شيدت أسوارها بطريقة مغايرة لأسوار القلعة الأحدث. إذ إن عرض أسوارها يبلغ حوالي 7 أمتار، بينما بلغ عرض أسوار القلعة الأحدث حوالي 11 متراً، ويصل العرض إلى 17 متراً في الأبراج المدعمة للأسوار. وتحتوي القلعة الأحدث على 16 برجاً، أما القلعة القديمة فتحتوي على 4 أبراج في أركانها، كما توجد دعامات داخلية وخارجية لتقوية الأسوار.


أما عن تصميم القلعة الأحدث وأساساتها، فقد شيدت غرف مملوءة بالرمال وكسر الفخار والرديم داخل جسم الأسوار، الذي يبلع عرضه 11 متراً، على مسافات منتظمة، ربما يكون الهدف من ذلك هو تخفيف الضغط على الجسم، وربما كانت تلك الغرف تستخدم كمصارف لمياه الأمطار.

كما أدّت الحفائر في الجزء الشمالي الشرقي من بقايا السور إلى الكشف عن مدخل القلعة الذي يمثل بوابة جانبية، إذ كان يتم الخروج من البوابة إلى طريق منحدر، وعلى يمين المدخل كُشف عن بقايا أساسات غرفة يُعتقد أنها غرفة الحراسة الخاصة بحماية البوابة وتنظيم عملية الدخول والخروج من القلعة.

وكشفت أعمال الحفائر أيضاً عن بقايا منازل شيدت في الجانب الغربي داخل القلعة، وعثر داخل إحدى الغرف على جزء من تميمة من الفاينس (نوع من السيراميك كان يصنعه قدماء المصريين) تحمل اسم الملك بسماتيك الأول. ويبدو أن القلعة المكتشفة قد تعرضت لهجوم شديد دمرت على أثره وهدمت جدرانها.

يذكر أن تل الكدوة يقع على مسافة 23 كلم شرقي قناة السويس، واسم الكدوة أطلقه بدو سيناء على المنطقة، وتعني المكان المرتفع قليلاً.

دلالات
المساهمون