مصر: استمرار جريمة الاختفاء القسري ولا حياة لمن تنادي

16 يونيو 2015
تصاعد أعداد المختفين قسرياً كل شهر (مواقع التواصل)
+ الخط -

"اتطمن يا حاج.. ابنك في السجن الحمد لله".. قد تكون تلك هي رسالة الطمأنة الوحيدة التي يمكن أن ترفق بحال آباء وأمهات المختفين قسرياً، إذا ما ظهر أبناؤهم وبناتهم في أحد السجون، بعد فترات اختفاء قد تمتد من أيام لأشهر وسنوات. ففي هذه الحالة فقط، يكون السجن أهون من المصير المجهول.

وأصبح أمراً معتاداً في مصر السيسي، أن ينشر عدد من الناشطين أو المحامين والحقوقيين، أسماء أشخاص اختفوا قسرياً منذ فترات، مع نداء "من يعرف أحد من أهالي هؤلاء الشباب، يطمئنهم أن ابنهم في سجن كذا".

وأعلن ناشطون ومحامون، أمس، قائمة بأسماء عدد من الشباب ظهروا في سجن استقبال طرة، هم: صهيب سعد محمد، عبدالله كمال مهدي، وأحمد مصطفى أحمد، ومحمد فوزي عبدالجواد، وعمر مصطفى علي، ورضا معتمد فهمي، وعبدالله صبحي أبو القاسم، ومحمد محسن محمود، وعبدالبصير عبدالرؤوف، وهاشم محمد السعيد، وعبدالرحمن أحمد البيلي، ومحمود الشريف.

وأعلن ذوو هؤلاء الشباب، عن اختفائهم خلال الفترة الماضية، وسط غموض عن الجهة التي اختطفتهم والمكان الذي تم احتجازهم فيه.

واختطف صهيب سعد وعمر علي في بداية شهر يونيو/ حزيران من منطقة كورنيش المعادي، وكانت معهم الطالبة إسراء الطويل، التي مازالت قيد الإخفاء القسري، ولم يعلن عن مكانها حتى الآن، والتي تعاني من آثار إصابة بالغة برصاص الشرطة المصرية أثناء تصويرها لأحداث ذكرى الثورة يناير 2014.

اقرأ أيضاً: وقفة احتجاجية مفاجئة لناشطات مصريات أمام قصر الاتحادية

وكانت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، مبادرة مجتمع مدني مصرية، قد أصدرت تقريراً عن حالات الاختفاء القسري في شهر مايو/ أيار الماضي وحده، بعنوان "وراء الشمس"، بلغ عددها 393 حالة.



وقالت التنسيقية في التقرير الصادر عن الشهر الماضي "نعرب عن قلقنا الشديد من هذا الواقع المؤلم وتفاقم ظاهرة الاختفاء القسري في مصر بصورة غير معقولة، فقد وصلنا لاختفاء مئات المواطنين شهرياً من كافة محافظات الجمهورية بلا استثناء، من دون معرفة مصيرهم، الأمر الذي يصنف في القانون الدولي كجريمة ضد الإنسانية".


وأشارت التنسيقية، أنها رصدت خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي 228 حالة اختفاء قسري؛ ما يعني أن "العدد يزيد بشكل مخيف ليقترب من 393 في مايو/أيار التالي له"، وأوضحت أن العدد المعلن عنه، هو إجمالي ما تم رصده من حالات اختفاء قسري، وسط ظروف بالغة الصعوبة تكتنف عمليات الرصد والتوثيق والقائمين عليها من تهديدات وملاحقات أمنية لكل العاملين في الحقل الحقوقي في مصر، من أفراد ومنظمات مجتمع مدني".


اقرأ أيضاً مصر: 163 حالة اختفاء قسري منذ أبريل

وأعلنت التنسيقية، أن محافظات شمال ووسط الجمهورية هي أكثر المحافظات نصيباً من حالات الاختفاء القسري، حيث بلغت الحالات في محافظة الغربية وحدها 120 حالة، تلتها محافظة القاهرة بـ71 حالة، ثم الشرقية بـ35 حالة، ثم كفر الشيخ بـ31 حالة، ثم الجيزة بـ23 حالة، ثم البحيرة بـ18 حالة، ثم بني سويف بـ16 حالة، ثم القليوبية بـ15 حالة، ثم الدقهلية بـ13 حالة، ثم الإسكندرية بـ10 حالات، والمنوفية بـ9 حالات، ثم دمياط وسوهاج بـ6 حالات لكل منهما، وحالتين في كل من أسوان وأسيوط والإسماعيلية والأقصر والسويس وبورسعيد وقنا، وحالة واحدة في كل من الفيوم والمنيا وشمال سيناء.

كما لفتت المنظمة إلى أن الحالات التي ظهرت اختفت لمدد متفاوتة ما بين 48 ساعة إلى 30 يوماً، ولكن هناك 120 حالة لم تظهر حتى الآن، فضلاً عن 62 حالة لم تتوصل التنسيقية إلى معلومات حول ما إذا تم عرضهم على النيابة أم ما زالوا رهن الاختفاء القسري.

اقرأ أيضاً مصر: الأمن يختطف العشرات قسرياً