مصر: استكمال محاكمة بديع وآخرين بـ"أحداث الإسماعيلية"

29 فبراير 2016
بديع في قفص منفرد أثناء محاكمته (العربي الجديد)
+ الخط -
تستكمل محكمة جنايات الإسماعيلية المصرية، اليوم الإثنين، محاكمة المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، محمد بديع، و104 معتقلين آخرين من رافضي الانقلاب العسكري، ومعارضي النظام، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث الإسماعيلية".

وشهدت الجلسة الماضية تصاعد صوت مرشد الإخوان محمد بديع، من داخل القفص الزجاجي الصغير بعدما وضع فيه منفرداً، قائلاً: "إحنا قاعدين هنا لوحدنا ليه؟" ليرد القاضي: "حاضر هقعدك في وسط الناس، حمد الله على سلامتك الأول من العملية اللي كنت بتعملها"، فرد بديع قائلاً: "شكراً جزيلاً".

وبعدها استمعت المحكمة إلى عدد من شهود الإثبات في القضية، التي جاءت لتؤكد وجود تظاهرات وقت الأحداث دون التعرف على أي من المعتقلين في القضية.

وقاد مرشد الإخوان الهتافات بالجلسات الماضية، مردداً "يسقط حكم العسكر... يسقط حكم الخائن... يسقط حكم السيسي"، مُوجّهاً "رسالة جديدة إلى الثوار لحثّهم على الاستمرار في ثورتهم"، ومشدداً على "زوال الانقلاب في القريب العاجل بإرادة الله ثم إرادة الثوار"، وقد تفاعل معه باقي المعتقلين ورددوا الهتافات خلفه.

وشهدت الجلسات الماضية أيضاً، توجيه بديع رسالة إلى الشعب المصري، مضمونها "حثه على الاستمرار في النهج الثوري السلمي لاسترداد ثورة 25 يناير، وتوحيد الصف الثوري والحفاظ على مكتسبات الثورة، والحفاظ على الشرعية".

وشدّد المرشد خلال رسالته على أن "جماعة الإخوان المسلمين، طالما انتهجت الخط السلمي في حلمها وهدفها نحو إصلاح الأمة، وأنها مستمرة في النهج السلمي حتى تحقيق أهداف الثورة". وحثّ "الثوار على الاستمرار والثبات في ثورتهم حتى زوال الانقلاب العسكري واسترداد الثورة، وأنهم ثابتون على مواقفهم تجاه الانقلاب العسكري".

كذلك، شهدت الجلسات الماضية إخراج المحكمة بديع من قفص الاتهام الزجاجي العازل للصوت لمشاهدة مقاطع الفيديو التي ضمتها أحراز القضية.

وباستعراض الفيديوهات المحرزة، ظهر خلالها مرشد الجماعة يخطب في مؤيدي الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، باعتصام رابعة العدوية، حيث تمحور ذلك الخطاب حول "المحافظة على الثورة والشرعية".

كما برز خلالها مقطع لمرشد الجماعة يظهر به وسط المعتصمين في ميدان رابعة، قائلاً إن "الاعتصام سيتسمر إلى حين عودة الرئيس مرسي مرة أخرى، والتراجع عن الآثار المترتبة فيما بعد الثلاثين من يونيو"، معقباً بقوله: "ثوار أحرار هنكمل المشوار".

ووجّه بديع هجوماً على قيادات الجيش في ذلك التوقيت، وفي "مقدمتهم قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري الحالي، واللواء محمد العصار، متهماً إياهم بأنهم خدعوا مرسي".

وأرسل المرشد رسالة إلى الجيش، في خضم خطابه، قائلاً: "إن الجيش ينبغي أن يعود إلى شعب مصر وألا ينغمس بالمعركة السياسية القائمة".

وتحدث، بديع إلى هيئة المحكمة بعد ذلك قائلاً، إنه يشغل منصبه كمرشد للجماعة بالانتخاب منذ يناير/كانون الثاني 2010، واصفاً دوره بالجماعة بأنه يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر الخير.

وسألت المحكمة بديع بشأن ما نُسب له من مقاطع وفيديوهات يظهر خلالها مخاطباً معتصمي رابعة العدوية، فأجاب بأنه كان على رأس المشاركين بالاعتصام وأنه لا ينكر ذلك على الإطلاق، في الوقت الذي أشار خلاله إلى عدم تذكره لتاريخ ذلك الخطاب على وجه التحديد.

ووجه القاضي سؤالاً إلى بديع عما إذا كان لجماعة "الإخوان" هيكل تنظيمي، ليجيب موضحاً أن الجماعة تنقسم أدوارها إلى شعبة ومنطقة، مروراً عقب ذلك إلى مجلس شورى الجماعة ومكتب الإرشاد، ليستطرد: "كل الأفراد الذين انضموا لجماعة الإخوان يلتزمون بقواعدها وقيمها التربوية، التي تنصبّ على نشر تعاليم الإسلام والقيم والأخلاقيات بالموعظة الحسنة، وليس صحيحاً أن الجماعة تتبنى العنف بل أعلنت سابقاً أن السلمية أقوى من الرصاص".

وترجع وقائع القضية لأحداث 5 يوليو/تموز 2013 عندما وقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأجهزة الأمن، أمام مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية لفض اعتصام أنصار مرسي، وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى والعشرات من المصابين، ومعظمهم من رافضي الانقلاب.

إلا أن النيابة العامة أحالت المتهمين، المجني عليهم، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي إلى محكمة الجنايات، وادعت قيامهم "من الأول وحتى الرابع والثلاثين بتدبير التجمهر أمام ديوان عام محافظة الإسماعيلية وتعريض السلم العام للخطر، وأن الغرض من التجمع كان لارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص والممتلكات العامة، والقتل والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم بالقوة والعنف، وقيام المتهمين من الخامس والثلاثين وحتى الأخير بتنفيذ ذلك"، حسب ادعاء النيابة.


اقرأ أيضاً: النقض تقضي بإلغاء أحكام الإعدام والمؤبد لـ"مرشد الإخوان" وآخرين