أطلقت أمانة الصحة النفسية وعلاج الإدمان في وزارة الصحّة المصرية، أمس الأحد، حملة تحت عنوان "حياتك تستاهل تتعاش" في مواجهة تزايد حالات الانتحار بمترو أنفاق القاهرة، وذلك بداية من محطة سراي القبة في الخط الأول للمترو، على أن تشمل الحملة 27 محطة في مترو القاهرة، وتستمر حتى 22 يوليو/ تموز المقبل.
وحسب رئيسة الأمانة منى عبد المقصود، فإن الحملة تهدف إلى مجابهة الأفكار الانتحارية لدى مختلف الفئات، خصوصاً بعد رصد 23 حالة انتحار خلال 4 أشهر فقط في مترو الأنفاق الذي يرتاده أكثر من 3 ملايين راكب يومياً، مبينة أنه تم اختيار محطات المترو التي شهدت انتشاراً لحالات الانتحار، بالإضافة إلى المحطات الأكثر كثافة، والمحطات التبادلية، وتلك القريبة من الجامعات.
وأشارت عبد المقصود إلى أن الحملة تستهدف جميع الفئات العمرية والاجتماعية، ويشارك فيها 15 فرداً من أطباء وأخصائيين نفسيين وتمريض، بالإضافة إلى متطوعين تم تدريبهم من أساتذة الطب النفسي، وعددهم 280 متطوعاً، مضيفة أن الأمانة خصصت خطاً ساخناً للأمانة استقبل 200 مكالمة، بينها 40 مكالمة متعلقة بالانتحار خلال الشهرين الماضيين.
وأفادت بافتتاح عيادة متخصصة في مستشفى العباسية للصحة النفسية لاستقبال حالات الاكتئاب الشديد والإدمان، والمقبلين على الانتحار، لتقديم الخدمات العلاجية لهم، وتعمل أيام السبت والإثنين والأربعاء، معتبرة أن "الأفكار الانتحارية موجودة بشدة بين الشباب، والحملة تهدف إلى التواصل المباشر معهم".
من جهتها، قالت منسقة حملات التوعية بالأمانة داليا السيد، إن إجمالي من ترددوا على الحملة حتى منتصف اليوم الأول بلغ 300 حالة، لافتة إلى توزيع استبيان على المواطنين لقياس الحالة الاكتئابية لروّاد المترو والأفكار الانتحارية لديهم، وكذا منشورات توعوية عن الأمراض النفسية، واستهداف المحطات العالية الكثافة على مدار يومين متتاليين.
وسبق للمتحدث باسم شركة مترو الأنفاق أحمد عبد الهادي، أن ناشد الراغبين في الانتحار والمرضى النفسيين، التوقف عن محاولات الانتحار تحت عجلات المترو، على خلفية تزايد تلك الظاهرة خلال الأشهر الأخيرة، وتسبب وقائع الانتحار المتكررة في تعطل أحد أكثر المرافق حيوية في البلاد.
ويتزامن ارتفاع وتيرة وقائع الانتحار في مصر مع الضغوط التي يتعرض لها المواطنون، من جراء الزيادات المتوالية في أسعار السلع والخدمات بعد قرار تعويم الجنيه المصري، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، الذي تسبب في ارتفاع نسبة الفقراء في مصر إلى 27 في المائة، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.