مصر: آثار من العصر البطلمي

29 مايو 2019
(قبر بتوزيريس بتونا الجبل يعود للعصر البطلمي، دي آغوستيني)
+ الخط -

رغم وجود آلاف المتخصّصين في علم الأركيولوجيا من المصريين الذين يعملون في وزارة الآثار، إلا أن نشاط البعثات الأجنبية يشكّل عشرات أضعاف ما تقوم به فرق التنقيب المحلية، ولطالما برزت شكاوى واعتراضات من حجم التسهيلات الممنوحة لتلك البعثات التي تورّط بعضها في عمليات تهريب تمّ الكشف عنها.

يرتبط المشهد بعاملين أساسين، يتمثل أولهما في ضعف الموارد الرسمية المخصّصة للآثار مقارنة بميزانيات ضخمة تنفقها حكومات غربية على بعثاتها التي تجوب العديد من بلدان العالم الثالث، وثانيهما عدم خضوع البعثات الأجنبية لرقابة حقيقة نظراً لغياب قرار سيادي في هذا الشأن.

أعلنت وزارة الآثار أمس الثلاثاء عن أن نتائج أعمال "مدرسة حفائر المركز العلمي للتدريب" في منطقة آثار تونا الجبل في محافظة المنيا (240 كلم جنوبي القاهرة)، أسفرت عن الكشف عن بقايا بيت أثري كان جزءاً من مجمع سكني من العصر البطلمي الذي حكم مصر بين القرن الرابع ونهاية القرن الأول قبل الميلاد.

وأشار جمال السمسطاوي مدير عام آثار المنطقة، إلى أن أعمال الحفائر شملت أيضاً التنظيف السطحي للطبقة الحديثة للموقع، وأثناء أعمال الحفر الأثري داخل ثلاث غرف من المنزل تبيّن أن المنزل صمّم على الطراز البرجي للمنازل، وهو الطراز الشائع خلال ذلك العصر.

وكانت البعثة الأثرية المشتركة بين وزارة الآثار و"مركز البحوث والدارسات الأثرية" في "جامعة المنيا" أعلنت أولى كشوفاتها في تونا الجيل مطلع العام الحالي.

وعثرت البعثة على بقايا امفورات من القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وبقايا عظام حيوانية لأحصنة وحمير، وأربعة أوستراكات مكتوب عليها نص باللغة اليونانية والخط الديموطيقي. وتم العثور أيضاً علي مجموعة من العملات الفضية كانت موجودة داخل صرة من الكتان موضوعة أسفل أحد أركان أرضية المنزل، وعند دراسة هذه العملات تبين أنها ترجع للفترة ما بين الملك بطليموس التاسع والملك بطليموس الحادي عشر.

وأشار أحمد حماد مدير موقع مدرسة الحفائر، إلى أنه تم تدريب الملتحقين بالمدرسة على أساليب الحفاظ على نتائج الحفائر من عظام حيوانية وتصنيفها من حيث عظام الثدييات والطيور والأسماك والزواحف، وأساليب التفرقة بينهم.

يُذكر أن هذه هي أول مدرسة حفائر تنظّمها وزارة الآثار في منطقة آثار تونا الجبل، بالتعاون مع المركز العلمي للتدريب في منطقة آثار مصر الوسطى، وذلك لتدريب خمسة عشر مفتش آثار من مختلف قطاعات الوزراة على استخدام أحدث أساليب الحفائر العلمية.

المساهمون