تواصلت الانتهاكات والاعتداءات الأمنية في مصر، وسط غضب يتصاعد إزاء إقدام قوات الأمن في سجن بورسعيد، شمال شرق مصر، بإجراء كشوف عذرية على فتيات دمياط الـ13 المعتقلات، بعدما تم نقلهن إلى سجن بورسعيد أخيرا.
وتمكنت أسر المعتقلين والمعتقلات من زيارة بناتهم في السجن، اليوم الثلاثاء، وتناقلوا نبأ الكشف على الفتيات، وسط تكتم شديد، حسبما علم "العربي الجديد".
وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت 13 فتاة، بعد الاعتداء بطلقات الخرطوش والغاز على تظاهرة شاركن فيها، وكانت قد خرجت من ميدان سرور في مدينة دمياط بتاريخ 5 مايو/أيار من الشهر الجاري.
وكان من بين الفتيات المعتقلات 5 فتيات من قرية البصارطة، التي حاصرتها قوات الأمن بعد خروج عدة تظاهرات شبابية غاضبة ومنددة باعتقال بناتها.
واقتحمت الشرطة القرية، يوم السبت الماضي، ما أدى إلى مقتل أربعة من المواطنين واعتقال العشرات.
كشف العذرية
يذكر أن فتيات تعرضن لكشوف العذرية إبان حكم المجلس العسكري في مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، في واقعة شهدت ردود فعل غاضبة. حيث أنكرتها القوات المسلحة، حتى اعترف بها اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية حينها، في حوار مع منظمة العفو الدولية.
واعتبر حكم لمحكمة القضاء الإداري المصرية، أن قيام عناصر تابعين للسلطة بإجراء كشوف العذرية، جريمة جنائية يعاقب عليها القانون، ويشكل انتهاكا لحرمة وجسد الإناث وعدوانا على كرامتهن وإنسانيتهن.
وألزمت المحكمة في حيثيات حكمها الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2011، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ"كشف العذرية"، القوات المسلحة بعدم إجراء كشف العذرية على الإناث اللاتي يتم احتجازهن أو التحفظ عليهن أو اعتقالهن بمعرفة القوات المسلحة عند فض المظاهرات.
وقالت المحكمة في الحكم الذي صدر ضد كل من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمدعي العام العسكري وقائد المنطقة المركزية العسكرية، إن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة اعترف رسميا بإجراء كشف العذرية للفتيات المحتجزات والمعتقلات بمعرفة القوات المسلحة، وذلك كما جاء على لسان اللواء عبدالفتاح السيسي عضو المجلس أثناء مناقشته مع أمين عام منظمة العفو الدولية مسألة فحوص العذرية، حيث ذكر أن تلك الفحوص أجريت للمعتقلات في شهر مارس من أجل حماية الجيش من مزاعم الاغتصاب. كما جاء بتقرير المنظمة أن رئيس المخابرات العسكرية وعد منظمة العفو الدولية أن الجيش سوف يتوقف عن إجراء تلك الفحوص، ولم تنكر جهة الإدارة هذه التصريحات".
وشددت المحكمة على أنه "لا يجوز للقوات المسلحة، في سبيل حماية أفرادها من ادعاء محتمل، أن تلجأ إلى أعمال مخالفة للدستور والقانون تنتهك به الحرمات وتفضح به الأعراض الواجب سترها".
اقرأ أيضا: مصر: معتقلات يتعرضن لكشف العذرية والتهديد بالاعتداء الجنسي
معتقلات بني سويف
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر مقربة من أسر الفتيات الثلاث المعتقلات ببني سويف، جنوب مصر؛ إسراء ومها وشيماء، تعرضهن للإهانة داخل قسم شرطة بني سويف، بعد رفضهن الإدلاء بشهادة زور على إحدى المحتجزات الجنائيات.
وروت نهى عزت، صديقة الفتيات، لـ"العربي الجديد" الواقعة، قائلة: قسم شرطة بني سويف الذي تم إيداع الفتيات الثلاث داخله، يوجد به معتقلة جنائية تدعى رشا، وبعد صدور قرار بإخلاء سبيلها تم استدعاؤها لتعود بعد نحو ساعة إلى غرفة الحجز وهي تنزف دما، بالإضافة إلى إصابتها بفتح قطعي في منطقة البطن وآثار تعذيب، وبعد دقائق دخل الضابط مصطفى عمارة، وطلب من الفتيات الثلاث أن يشهدن زورا، أن المحتجزة رشا، هي من فعلت هذا بنفسها، وهو ما رفضته الفتيات.
فما كان من الضابط إلا أن هددهن بتلفيق تهمة تعذيب رشا؛ بالإضافة إلى قيامه بسحب ملابس وأطعمة الفتيات حتى أحذيتهن.
ومن المقرر اليوم الثلاثاء، أن يتم عرض الفتيات الثلاث على النيابة، بعد تجديد حبسهن أكثر من 8 مرات. وتحاكم الفتيات في تهم ملفقة تتعلق بحرق نادي قضاة بني سويف وقطع الطريق وحرق محولات كهربائية والتحريض على قتل ضباط.
جدير بالذكر أن الطالبات الثلاث معتقلات منذ أكثر من 100 يوم، حيث تم اعتقالهن في يناير/كانون الثاني الماضي.
اقرأ أيضا: "يسقط حكم العسكر"... كلاكيت أوّل مرة