مصر: "السويدي" تهدد بمعاقبة العمال المقاطعين للانتخابات

27 مايو 2014
تراجع الإقبال على الانتخابات يزعج رجال أعمال مبارك (Getty/AFP)
+ الخط -

تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، صوراً تكشف محاولة أصحاب شركة "السويدي إليكتريك"،إجبار العاملين فيها على الذهاب للإدلاء بأصواتهم.
وشركة "السويدي إليكتريك"، واحدة من أكبر شركات الإنتاج الكهربائي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ولديها استثمارات فى العديد من دول العالم تقدر بمئات الملايين من الدولارات. 

وتوضح الصور، التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، بريداً إلكترونياً مُذيلاً بتوقيع الرئيس التنفيذى للشركة، أحمد السويدي، المعروف بعلاقته الوثيقة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ودعمه للمرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات الرئاسة عام 2012، أحمد شفيق، يهدد فيها العاملين بعدم صرف حوافزهم حال مقاطعتهم للانتخابات.

وقال السويدي في رسالته:"غداً الموافق 27 مايو/ أيّار من العام 2014 يوم عمل عادي في المصانع والمكاتب، لكنّنا في الوقت ذاته نؤكد على حتمية أنّ نؤدي واجبنا تجاه الوطن بالذهاب إلى لجان الانتخابات؛ علما بأنّني ذهبت للانتخاب بمجرد وصولي من الخارج وقبل الذهاب للمكتب".

وتابع السويدي: "سنعيد النظر في تقدير حوافز من لم يذهب للانتخابات، ولن نقبل أيّ تهاونٍ في هذا الموضوع، نرجو من الجميع الذهاب فأصواتنا ستشكل مستقبل مصر في الفترة المقبلة وندعو الله أنّ تكون فترة نماء ورخاء لمصر ولنا جميعا".

ولم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على ردٍ من رئيس شركة السويدي بشأن صحة الرسالة الإلكترونية، لكن عمالاً بالشركة أكدوا صحة الواقعة.
وأصدرت الحكومة المصرية المؤقتة قراراً أمس، بأنّ يكون اليوم الثاني والأخير للتصويت، اليوم الثلاثاء، عطلة رسمية في محاولة أخيرة منها لحث المواطنين على المشاركة في أوّل انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ الانقلاب العسكري.
وقال محمد كمال عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل"، جبهة أحمد ماهر، إنّ إعلان حكومة إبراهيم محلب والبنك المركزي أنّ اليوم الثلاثاء عطلة رسمية ومحاولة شركات القطاع الخاص إجبار العاملين على المشاركة هي الورقة الأخيرة التي يلجأ إليها النظام الحاكم بعد حالة العزوف غير المسبوقة عن التصويت التي أصابتهم بصدمة كبيرة أمس.

وتوقع كمال، بحسب تصريحاته لمراسل "العربي الجديد"، أنّ" تستدعي السلطة الحاكمة كل آليات الماضي في التزوير وحشد المواطنين لمحاولة إضفاء أيّ شرعية على هذه المسرحية الهزلية".

وأكمل "نتوقع أن يبذل رجال الأعمال من الحزب الوطني المنحل قصارى جهدهم اليوم لإجبار المواطنين على المشاركة بأي وسيلة."

وكان ممثلون عن عمال مصر من مختلف القطاعات قد نظموا ندوة الأربعاء الماضي، تحت عنوان "عمال ضد مشروع السيسي للإفقار والاستبداد والغلاء"، للتعبير عن رفضهم لانتخاب المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، وتنديداً بحقوق العمال الضائعة.

وتقول قيادات عمالية في مصر، إن ثمة معطيات تؤكد تسلط النظام الجديد على مقدرات الدولة وعمالها مثل تراجع الحكومة عن تطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور وصدور قانون التظاهر الذي يقيّد التظاهرات والاعتصامات وقانون "حماية الفساد" المعروف بمنع الطعن على عقود الخصخصة، ورفض عودة الشركات التي تم خصخصتها وتسوية القضايا مع كبار رجال أعمال عصر "مبارك".

وقال كمال "المصريون وجّهوا أمس، صفعة قوية للنظام بمقاطعتهم الانتخابات وأكدوا أن أي رئيسٍ قادم سيأتي بلا شعبية حتى بعد الملايين التي أنفقتها السلطة لحشدهم وتعبئتهم، تلك الجهود التي مُنيت بفشل ذريع"، على حد تعبيره.

 

المساهمون