دفعته العزلة بين جدران السجن إلى كتابة رسالة طويلة لأبيه الذي سلمه بيده إلى قوات الأمن المصرية لأنه معارض للانقلاب.
أطلق سؤاله "لماذا يا أبي"، وطلب من الجميع تداول الرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، عسى أن تصل والده. وانتشرت الرسالة كالنار في الهشيم في غضون ساعات.
خالد عبد الحميد، طالب مصري، داوم على المشاركة في الفعاليات المناهضة للانقلاب، قبل أن يطرده والده من البيت ويتفق مع قوات الشرطة للقبض عليه من أمام مدرسته أثناء توجهه لكتابة "استمارة" شهادة الثانوية العامة.
أما والدته؛ فتقف بجواره قلباً وقالباً وتطمئنه أنها معه أينما كان، وتوصيه باستكمال السير في الطريق الذي ارتضاه لنفسه ولكرامته ولوطنه.
وكتب خالد في رسالته التي كتبها من داخل زنزانته بسجن ميت غمر بالدقهلية في 9 أبريل/نيسان الجاري، أن السجن بالنسبة له كان بمثابة اعتكاف. تعلم فيه أشياء كثيرة دينية ودنيوية، وقابل مختلف أنواع البشر، مؤكداً في رسالته أنه لا يقصد الانتقام من والده، ولكنه فقط يريده أن يفكر في سؤاله جيداً "لماذا يا أبي".
وقال خالد في رسالته: "السلام عليكم معتقلي الحرية في سجون الطغاة. السلام عليكم أيتها الحرائر، فراشات الوطن الأسير. السلام عليكم أيها المناضلون الثابتون في الميادين وفي كل بقعة من بقاع النضال".
وأضاف "أوصيكم من محبسي بنشر الهاشتاج (الوسم) قدر الإمكان #لماذا_يا_أبي عسى أن تصل هذه الرسالة ويصل له السؤال. مع أني أعلم أن الجواب عليه صعب، ولكن يكفيني أن يسأل نفسه، وأتمنى أن يسأل نفسه: هل يصح أن ألقي بابني في يد هؤلاء المجرمين الظالمين؟ ماذا فعل في دنياه ليعيش مطارداً في فترة شبابه ثم يكملها في السجن؟ هل أجرم؟ هل أذنب؟ هل قتل؟ هل؟ هل؟ هل".
الرسالة شهدت رواجاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم اكتفى بترديد السؤال ذاته، والبعض الآخر حث على استمرار تداول الرسالة إلى أن تصل للوالد، وهناك من انتقد الوالد بكلمات قاسية ومهينة في بعض الأحيان.
Posted by Abdelrhman Akila on Saturday, 18 April 2015