ومجموع الذين تم إنقاذهم خلال 24 ساعة هو واحد من أعلى الأرقام التي سجلت في السنوات الأخيرة، لكن خفر السواحل الذين ينسقون عمليات إغاثة المهاجرين بطريقة غير مشروعة لم يتمكنوا من تأكيد ما إذا كان ذلك عدداً قياسياً.
وحتى الآن سجلت أكبر الأعداد يوم الثاني عشر من أبريل/ نيسان، حيث تم إنقاذ 3791 مهاجراً، ويوم الثاني من مايو/ أيار حيث بلغ عدد الذين تمت إغاثتهم 3690 شخصاً.
وقال الناطق باسم المنظمة الدولية للهجرة في إيطاليا فلافيو دي جاكومو، لوكالة فرانس برس، إن "الأمر يجري بموجات. قد تمر أيام من دون إنقاذ مهاجرين ثم يسجل وصول أعداد كبيرة منهم".
وصدرت نداءات الاستغاثة من 22 مركباً، خصوصاً قبالة سواحل ليبيا وكذلك جنوب السواحل الإيطالية.
وعثر على الجثث في ثلاثة زوارق مطاطية، كانت تقل أيضاً أكثر من 300 مهاجر على قيد الحياة، وفق ما أفادت البحرية الإيطالية على حسابها على موقع تويتر.
وفي اتصال هاتفي أجرته فرانس برس، لم يتمكن المكتب الإعلامي للبحرية من تحديد سبب وفاة المهاجرين.
ويشير خفر السواحل بانتظام إلى الظروف الصعبة التي يعاني منها المهاجرون، خصوصاً الجفاف وتقلب درجات الحرارة وتعرضهم لأعمال عنف قبل إبحارهم أو خلال الرحلة.
كذلك يموت عدد كبير من المهاجرين اختناقاً جراء تنشقهم انبعاثات المحركات، عندما يختبئون داخل سفن صيد السمك، لكن هذا لا يحدث على الزوارق المطاطية.
وشاركت في عمليات الإنقاذ الجمعة، أربع سفن للبحرية العسكرية الإيطالية وزوارق لخفر السواحل وشرطة الجمارك الإيطالية، إضافة إلى سفن حربية أيرلندية وألمانية وسفن أجنبية تساهم في عملية تريتون الأوروبية وسفن شحن أوقفها خفر السواحل.
ويمكن أن تستغرق كل عملية ساعات عدة، وهو الوقت اللازم لنقل المهاجرين من مراكبهم الهشة إلى سفن الإنقاذ.
وحتى عندما يكون البحر هادئاً، تنطوي هذه العملية على بعض الخطورة، خصوصاً في بداية التدخل، إذ إن أي حركة على المركب المحمل قد تؤدي إلى انقلابه بأكمله.
اقرأ أيضاً دراسة: كثير من المهاجرين يلقون حتفهم بالمتوسط دون أثر
وتم الخميس إنقاذ أكثر من 700 مهاجر في البحر المتوسط، نصفهم من قبل حاملة مروحيات بريطانية.
ومنذ بداية العام وصل أكثر من أربعين ألف مهاجر إلى إيطاليا، في حين قضى نحو 1770 آخرين من رجال ونساء وأطفال أو فقدوا عند محاولة عبور البحر إلى أوروبا، بحسب آخر حصيلة للمنظمة الدولية للهجرة لا تشمل الأرقام التي أعلنت الجمعة.
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة للاجئين، فإنها تبقى عند مستوى العام الماضي في إيطاليا حيث سجل وصول 41 ألفاً و243 بين الأول من يناير/ كانون الثاني و31 مايو/ أيار 2014.
لكن الفارق واضح في اليونان حيث وصل 37 ألف مهاجر منذ بداية 2015، أي ما يزيد بثلاثة آلاف عن إجمالي المهاجرين الذين حلوا باليونان في 2014، كما قال جاكومو.
تقاسم المهاجرين
وطلبت المفوضية الأوروبية الأربعاء من الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي التكفل بأربعين ألف طالب لجوء، يتحدرون من سورية وإريتريا، وصلوا إلى إيطاليا واليونان وذلك تضامنا مع روما وأثينا. لكن هذا الطلب يثير تحفظات كبيرة، خصوصاً في فرنسا.
وترفض الدول الأعضاء في أوروبا الوسطى الطابع الإلزامي للتكفل بطالبي اللجوء واللاجئين، والذي اقترحته المفوضية الأوروبية معتبرة أنه "قمعي".
أما فرنسا فتدعم روح المبادرة لكن لا النهج ولا الاقتراح، ووضعت بعض الشروط. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف في بيان إن "أساس التوزيع يجب أن يأخذ في الاعتبار بشكل أفضل الجهود التي قامت بها الدول الأعضاء في إطار الحماية الدولية". وتؤيد أسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ هذا الاقتراح.
وهناك ثلاث دول هي بريطانيا وأيرلندا والدنمارك، غير معنية بهذا الإلزام ولن تشارك في التصويت.
اقرأ أيضاً: المفوضية الأوروبية تخطط لتقاسم المهاجرين غير الشرعيين