تتجه أصابع اتهام الشرطة المصرية نحو تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي، أو خلاياه اللامركزية في وادي النيل، بالمسؤولية عن ارتكاب العملية الإرهابية الأخيرة، التي وقعت يوم الجمعة الماضي على الطريق الواصل بين الجيزة والواحات البحرية، في عمق الصحراء الغربية، جنوب غرب العاصمة القاهرة.
وعلى الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي من "ولاية سيناء"، أو تنظيم "جنود الخلافة"، الذي ظهر لأول مرة نهاية العام الماضي ونفذ عدة عمليات ضد الجيش والشرطة، يعلن مسؤولية أي منهما عن الحادث، فإن مصدراً أمنياً قال لـ"العربي الجديد" إن العملية تحمل "بصمات داعشية" لا سيما الأسلحة المستخدمة، والتي عرفت طبيعتها من فوارغ الطلقات الموجودة في مكان الاشتباك، والإصابات الواضحة في أجساد القتلى والمصابين من ضباط وأفراد الشرطة.
وأضاف المصدر أنه ثبت لمصلحة الأدلة الجنائية استخدام الإرهابيين أسلحة مماثلة للتي استخدمها "جنود الخلافة" في يناير/كانون الثاني الماضي، في عملية قريبة جغرافياً في كمين النقب بمحافظة الوادي الجديد، وهي قذائف "آر بي جي" ورشاشات "بي كيه" و"غرينوف" سوفييتية الصنع، تم تثبيتها على ظهر سيارات نصف نقل، وأن شهادات بعض الأهالي في مناطق مختلفة بالواحات البحرية ومحافظة الفيوم، كشفت تحرك مثل هذه السيارات على مسافة تتراوح بين 50 و20 كيلومتراً من منطقة الاشتباك قبل العملية بعدة أيام.
كما أمرت نيابة أمن الدولة العليا بمطابقة فوارغ الطلقات، بالأسلحة والفوارغ التي وجدتها قوات الجيش لدى اقتحامها معسكراً صغيراً تابعاً لتنظيم "داعش" في منطقة الواحات البحرية، مطلع يونيو/حزيران الماضي، للوقوف على مدى التشابه بينها، فضلاً عن مطابقتها بمخلفات الهجوم الذي شنه "جنود الخلافة" على كمين النقب.
وأشار المصدر إلى أن التحقيقات الجارية في القضية تجرى بالتنسيق بين الداخلية من جهة، والمخابرات الحربية والشرطة العسكرية من جهة أخرى، وأن هناك احتمالاً قائماً بأن تكون هذه العملية باكورة الممارسات الإرهابية لخلية لامركزية تابعة فكرياً ولوجستياً لتنظيم "داعش"، لكنها لا تدار بواسطة قيادات تنظيم "جنود الخلافة"، نظراً لتلقي الأجهزة الأمنية معلومات تؤكد أن قيادات هذا الأخير تسللوا عبر الحدود الغربية إلى ليبيا منذ يوليو/تموز الماضي، ولم يعودوا إلى مصر حتى الآن، على خلفية عمليات تمشيط واسعة قام بها الجيش المصري في الصحراء الغربية، وأسفرت عن مقتل عدد من أفراد حركة "حسم"، التي تقول أجهزة أمنية إن معظم عناصرها كانوا ينتمون في السابق إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، قبل الانشقاق عنها، ولا يتفقون فكرياً أو عقائدياً مع "داعش" أو "القاعدة".
يذكر أن الإعلام المصري ركز اتهاماته خلال الأيام الماضية على ضابط الجيش السابق، هشام علي عشماوي، قائد تنظيم "المرابطين" المنتمي لفكر"القاعدة"، والذي يمارس نشاطاً مسلحاً في ليبيا منذ انشقاقه عن تنظيم "أنصار بيت المقدس"، بعدما قرر الأخير مبايعة "داعش" وتغيير اسمه إلى "ولاية سيناء".