مصدرو القمح يبحثون عن فرص في المغرب

08 أكتوبر 2015
المغرب أحد أكبر المستوردين للحبوب في العالم (أرشيف/Getty)
+ الخط -


رغم تحقيق المغرب محصول حبوب قياسيّاً في الموسم الحالي، إلا أن المستوردين المحليين يتوقعون شراء المغرب حوالى 23 مليون قنطار من القمح اللين، في موسم 2015-2016.

تم الكشف عن ذلك خلال لقاء برعاية الحكومة المغربية، مساء أول أمس، بالدار البيضاء حول الحبوب، كان الغرض منه تعريف المستوردين بالفرص المتاحة في السوق الدولية، خاصة في أوروبا والبحر الأسود، حيث حضرت العديد من المؤسسات الدولية التي ترى في المغرب فرصا لتقديم عرضها من الحبوب.

ويعتبر المغرب أحد أكبر المستوردين للحبوب في العالم، إذ تضاعفت مشترياته في الخمسة أعوام الأخيرة، حيث انتقلت من 15 مليون قنطار (762 ألف طن) في عام 2009 إلى 31 مليون قنطار (1.575 مليون طن) في العام الماضي.

وقد أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري في يوليو/تموز الماضي عن المحصول النهائي من الحبوب، حيث قالت إنه بلغ 115 مليون قنطار، بعدما كانت قد توقعت بلوغ 110 ملايين قنطار في شهر أبريل/نيسان الماضي، مقابل 68 مليون قنطار في العام الماضي.

وأكدت أن محصول القمح اللين وصل إلى 56 مليون قنطار، حيث اعتبر ذلك المحصول قياسيا، على اعتبار أنه زاد 49 في المائة، مقارنة بالموسم الماضي، في الوقت نفسه بلغ محصول القمح الطلب 24 مليون قنطار، بزيادة بنسبة 21%، ومحصول الشعير 35 مليون قنطار بارتفاع بنسبة 30%.

وساهم ارتفاع المحصول من الحبوب واتخاذ إجراءات تحدُّ من الاستيراد، إلى حين تصريف المتوفر محليا، في خفض مشتريات المغرب من القمح بحدود 27.8% في الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتنتقل من 920 مليون دولار إلى 670 مليون دولار، مما ساهم في خفض عجز الميزان التجاري، علما بأن المغرب يعتبر أحد أكبر مستوردي الحبوب في العالم.

اقرأ أيضاً: المغرب يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد إلى 5%

وتأتّى للمستوردين المغاربة التعرف على إمكانيات الاستيراد المتوفرة في أسواق اعتاد عليها المهنيون المغاربة، مثل أوروبا وكندا، كما اطلعوا على الفرص المتاحة في بلدان صاعدة في مجال تصدير الحبوب مثل أوكرانيا ورومانيا.

وقد شدد عبد المالك بنعبد الجليل، مدير "كابيتال ماركت"، فرع البنك المغربي للتجارة الخارجية، على أن الهدف من اللقاء الذي شهدته الدار البيضاء، يتمثل في تنويع مصادر الاستيراد، ما دامت 30% من المشتريات من القمح تأتي عبر السوق الفرنسية. وأكد على أن الاهتمام يتجه، كذلك، نحو سوق البحر الأسود، وسوق القمح الصلب من أجل تغطية حاجيات المستوردين المغاربة.

وجرى التعرف خلال هذا اللقاء على الإمكانيات المتوفرة في أسواق البحر الأسود، حيث أكد جون جاك هيرفي، عضو مجلس إدارة كردي أكريكول بأكرانيا، على أنه بما أن روسيا، التي تهيمن على إنتاج الحبوب بمنطقة البحر الأسود، لن تقوم برفع إنتاجها، إلا بنيّة استعماله كسلاح تجاري وسياسي، فإن ذلك يفتح المجال أمام مصدرين من رومانيا وأوكرانيا.

وتحدد الفترة المسموح فيها بالاستيراد في المغرب بين فبراير/شباط وأبريل/نيسان من كل عام، حيث تعمل السلطات العمومية مع بداية موسم الحصاد على رفع الرسوم الجمركية أمام القمح اللين، من أجل حماية المزارعين المحليين الذين يشرعون في بيع محصولهم.

ويتوفر المغرب على اتفاقيات تخوله استيراد أصناف من الحبوب من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، غير أن أصحاب المطاحن في المغرب لا يميلون كثيرا إلى استيراد القمح الأميركي، حيث يفضلون عليه القمح الكندي والفرنسي.

ويساعد انخفاض سعر صرف اليورو، في مقابل الدرهم، المغرب على تغليب فرص شراء القمح من الاتحاد الأوروبي، في مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، زيادة على تكاليف النقل المرتفعة من الولايات المتحدة إلى المغرب.


اقرأ أيضاً: المغرب: مزارعو القمح يتخوفون من تدني الأسعار

دلالات
المساهمون