لم يكن الواقع المأسوي للاجئين السوريين، النازحين من بطش نظام بشار الأسد، وقلة دعم المانحين لهم تاليا؛ سبباً لليأس، إذ باشر سوريون بمبادرات فردية، لتحدي هذا الواقع، وانشاء مشاريع وأنشطة اقتصادية واجتماعية من أجل أن تؤمن للسوريين النازحين حياة كريمة.
ومن تلك المبادرات ما قام به النقيب السوري المنشق، محمد أمهان، الذي أقام مشغلاً للتطريز في مخيم اللاجئين السوريين الذي يقيم فيه، ويقع في ولاية "عثمانية" التركية (شمال لواء الإسكندرون)، مقدماً بذلك فرصة عمل لنساء وفتيات المخيم، وللأرامل منهن على وجه الخصوص، واللواتي فقدن ذويهن بنيران جيش بشار الأسد أو استشهد معيلوهن بالحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري.
يشرح أمهان، كيفية افتتاحه للمشروع، حيث كانت زوجته، جميلةُ، بارعةً في تطريز فساتين الأعراس والسهرات، وهي حرفة شهيرة في سورية ولها تاريخها الطويل هناك، ومن هنا فكّر في ممارسة تلك الحرفة في المخيم. وبعدما شرح فكرته للمسؤولين في "إدارة الكوارث والطوارئ التركية"، المشرفة على المخيم؛ تم تخصيص أحد مباني المخيم للمشغل.
وقال أمهان إن "الفساتين المطرزة التي تنتجها ستون سيدة وفتاة يعملن في المشغل، تباع في مختلف المدن التركية، خصوصاً إسطنبول وأنقرة وإزمير، كما تصدر لبعض دول المنطقة، ووصلت حتى إلى الهند".
وأشار أمهان إلى أن "سورية كانت من بين أشهر الدول في العالم، بتطريز فساتين الأعراس والسهرات، إلا أن الأزمة السورية جعلت من الصعب الاستمرار في تلك الحرفة".
وأعربت ملك، إحدى العاملات في المشغل، عن سعادتها لأن عملها في المشغل مكّنها من تعلم حرفة جديدة، بالإضافة إلى منحها فرصة الإسهام في إعالة أسرتها المكونة من ستة أفراد.