وتتصدّر أخبار الابن الثاني للملكة إليزابيث عناوين الصحافة البريطانية منذ مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية مساء السبت الماضي، والتي يرى كثيرون أنها أساءت إلى سمعة الأمير بدل أن تحسّن من صورته.
وأعلنت شركة المحاسبة (KPMG)، أمس الاثنين، سحب دعمها لمشروع "بيتش بالاس"، مبررة قرارها بـ"استمرار الدعاية السلبية" حول ارتباط الأمير أندرو بالملياردير الأميركي إبستين، إذ تعرّض الأمير لانتقادات شديدة بعد أن دافع، في المقابلة التليفزيونية، عن صداقته مع الملياردير المدان بجرائم جنسية، والذي انتحر بسجنه في الولايات المتحدة قبل أن تبدأ محاكمته، كما فشل في التعبير عن أي تعاطف مع الضحايا من القاصرين الذين تمّ الاتجار بهم أو استغلالهم، حسب صحيفة "ذا تايمز".
وقالت شركة الأدوية متعددة الجنسيات "أسترازينيكا"، والمدرجة على أنها شريك استراتيجي لمشروع الأمير، إنها وضعت مشاركتها قيد المراجعة، كما طلبت شركة التأمين "إيون" إزالة شعارها من موقع المشروع.
وأسس دوق يورك مشروع "بيتش بالاس" في 2014، كمنصة لمساعدة الأشخاص على البدء بمشروعاتهم الخاصة، ويعمل المشروع في 62 دولة، ويقول القائمون عليه إنه ساعد 2386 شخصا حول العالم على إنشاء مشروعاتهم.
في حين أكدت مؤسسة "أوتوورد باوند"، وهي واحدة من الجمعيات الخيرية المفضّلة لدى العائلة المالكة، أنّ مجلس أمنائها سيجتمع هذا الأسبوع لمناقشة ما إذا كان ينبغي أن يبقى الأمير من بين رعاتها. وكان الأمير أندرو (59 سنة) يرأس مجلس الأمناء حتى مارس/آذار الماضي، ثم أصبحت ابنته الأميرة بياتريس أمينة للمؤسسة، لكنها لن تلعب أي دور في اجتماع هذا الأسبوع.
وقال متحدث باسم الجمعية الخيرية، إن العنصر الرئيسي في جدول الأعمال "سيكون مناقشة القضايا التي أثارتها مقابلة الأمير، واستمرار التداعيات التي نتجت عنها، ومنها مواجهته ضغوطا للتحدث إلى السلطات الأميركية، في قضايا متعلقة بضحايا إيبستين".
بدورها، نأت الجمعية الوطنية لمنع الإساءة إلى الأطفال في المملكة المتحدة، بنفسها عن الأمير، وقالت إنّه لم يعمل معها منذ عشر سنوات، رغم أنه ذكرها خلال المقابلة مثالا على فهمه لقضايا الإساءة إلى الاطفال.
وكتبت "ذا تايمز" اليوم، أنّ الانسحاب من الدعم سيشكّل ضربة شخصية كبيرة للأمير. بيد أنّ قصر باكنغهام قال الليلة الماضية، إن المشروع غير مهدد، وإن "برنامجًا كاملاً من الأحداث الخاصة به مستمر في جميع أنحاء المملكة المتحدة".
ويواصل الأمير أندرو إنكار أي سوء سلوك، وينفي على وجه التحديد مزاعم إحدى ضحايا إبستين، فرجينيا روبرتس جيوفر، والتي تتهمه بممارسة الجنس معها. وقال لـ"بي بي سي" إنه لا يتذكر لقائها.
وتوفى إبستين عن عمر يناهز 66 سنة في زنزانة في نيويورك في أغسطس/آب، أثناء انتظار المحاكمة على جرائم الاتجار بالبشر، وسبق له أن قضى عقوبة بالسجن بسبب جريمة جنسية.
من جهته، قال وزير العدل، روبرت بوكلاند، إنه سيكون مستعدًا لمراجعة قانون الجرائم الجنسية بعد دعوة من مفوضة الضحايا السابقة، وأضاف أنّه ينبغي على الجميع أن يتذكروا أنّه حين تصدر مزاعم خطيرة في مثل هذه الحالات، ويكون الجاني قد مات، فإنه يبقى هناك أشخاص أحياء عاشوا المعاناة، ويجب أن نفكر فيهم قبل أن نبدأ بالحديث عن مزايا الحالات الفردية.