وقال المتحدث باسم الوزارة بيير-هنري برانديه، لـ"فرانس برس"، إنّ "الرجل الذي ورد اسمه في مذكرة المطلوبين (أمنياً) التي أصدرتها السلطات البلجيكية، سلّم نفسه لمركز شرطة في انتويرب" البلجيكي.
وكان برانديه قد قال، في وقت سابق، اليوم الجمعة، إنّ الشرطة تبحث عن مشتبه به ثانٍ، على علاقة بالاعتداء الذي وقع أمس في باريس، وأدى إلى مقتل رجل شرطة.
وأوضح في تصريحٍ لـ"راديو أوروبا 1"، أنّ مسؤولي الأمن البلجيكيين حدّدوا هويته، وأبلغوا السلطات الفرنسية.
ومساء الخميس، قُتل شرطي فرنسي، فيما تعرّض زميلان له لإصابات، بعد تبادل لإطلاق النار مع شخص مسلح، تم قتله أيضاً، بالقرب من جادة شانزيليزيه في العاصمة باريس.
وتبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجوم، معلناً من خلال وكالة "أعماق" التابعة له أنّ منفذ الهجوم، هو أحد مقاتليه ويدعى "أبو يوسف البلجيكي".
في المقابل، قال مكتب المدعي الاتحادي البلجيكي، اليوم الجمعة، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ هوية الرجل المسؤول عن اعتداء باريس لم تتضح بعد ولا يوجد أي مؤشر على أنّه بلجيكي. كما قال وزير الداخلية البلجيكي، إنّ منفذ اعتداء باريس، هو فرنسي الجنسية.
وكان مدعي باريس فرانسوا مولان، قد قال، مساء الخميس، إنّ "السلطات حدّدت هوية المسلّح الذي قتل شرطياً وأصاب اثنين آخرين بوسط باريس، يوم الخميس، لكنّها لن تعلن اسمه إلى أن يتأكد المحققون مما إن كان له شركاء".
وقال مولان للصحافيين، إنّ "هوية المهاجم معروفة وتم التأكد منها، لن أعلن اسمه لأنّ التحقيقات والحملات مستمرة"، وأضاف "يريد المحققون أن يتأكدوا إن كان له شركاء أم لا".
وتبيّن اليوم الجمعة، أنّ منفّذ اعتداء باريس (كريم. س)، فرنسي في التاسعة والثلاثين من عمره، من أصحاب السوابق، خضع لتحقيق بتهمة "الإرهاب"، بعد أن عبّر على مواقع إلكترونية، عن نيته قتل أفراد من الشرطة. وتمّ إيقافه في 23 فبراير/شباط الماضي، ثم أُطلق سراحه، بسبب ضعف الأدلة، لكنّه توقف عن ارتياد "مركز الإدماج والمراقبة".
وكان حكم عليه عام 2005، بالسجن خمسة عشر عاماً، بسبب إقدامه على ثلاث محاولات قتل، استهدفت اثنتان منها أفراداً من الشرطة.
واليوم الجمعة، أوقفت الشرطة الفرنسية 3 أفراد من عائلة منفّذ الاعتداء، كانوا يتواجدون في المنازل التي قامت الشرطة بتفتيشها، ليلة أمس.
وأعلنت الشرطة أنّها عثرت في بيت والدته على وثائق تكشف عن ميوله للتطرّف، في حين قال مكتب المدعي العام فى باريس، إنّ المحققين عثروا على بندقية وسكاكين فى سيارته.
وكان منفّذ الهجوم، قد خرج من سيارة واستخدم سلاحاً آلياً لإطلاق النار على ضباط خارج متجر "مارك آند سبنسر" وسط شانزليزيه، مساء الخميس، قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وترديه قتيلاً.
وفي شارع رئيسي بقلب باريس، انتشر عمال البلدية مرتدين السترات البيضاء، قبل فجر الجمعة، لغسل الرصيف الذي وقع عليه الهجوم.
وألقى الاعتداء بظلاله، على أجواء الانتخابات الرئاسية، المقررة يوم الأحد المقبل، لا سيما مع بدء حظر الحملات الانتخابية، بداية من منتصف ليل الجمعة.
وترأس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اجتماعاً عاجلاً لمجلس الدفاع لبحث تفاصيل الاعتداء، ومناقشة سبل تأمين انتخابات الأحد، مع استمرار حالة الطوارئ بالبلاد منذ عام 2015.
وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية برنار كازانوف، اليوم الجمعة، أنّه سيتمّ نشر 50 ألف عنصر أمن إضافي لتأمين الانتخابات، قائلاً إنّ "الإرهاب لن يؤثر على إجراء الانتخابات الرئاسية".
وألغى مرشحون أو غيرّوا موعد فعاليات انتخابية مقررة قبيل الجولة الأولى من الانتخابات التي تجرى على جولتين؛ الأولى الأحد المقبل، والثانية في 7 مايو/أيار المقبل بين المرشحين اللذين يحصلان على أعلى نسبة من الأصوات.
يُذكر أنّ السلطات الفرنسية ألقت، الثلاثاء الماضي، القبض على رجلين في مدينة مارسيليا (جنوب)، يُشتبه في تحضيرهما لاعتداء "وشيك" قبل الدورة الأولى للانتخابات الفرنسية.