اتسعت حملة التضامن مع تونس، ومع متحف باردو الذي شهد حادثا إرهابيا قبل يومين، بشكل مطرد، ما حوّل حالة الخوف من ارتدادها سلبا على السياحة التونسية، وعلى صورة تونس الهادئة، إلى مدّ دولي إيجابي يبدو أن انعكاساته الاقتصادية والسياحية ستكون إيجابية، في انتظار تأكيدها خلال الموسم الصيفي.
متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس، وعلى لسان مديره العام، جون لوك مارتينيز، نشر بيانا قال فيه "إن متحف (باردو) يمثل أحد أهم الأماكن المرجعية فيما يتعلق بالتراث التونسي والأفريقي"، معتبرا أن الاعتداء يقوّي مهمة المتاحف المتمثلة فى ترويج الفن والتاريخ ومكافحة الجهل.
وتجمع متحف باردو بمتحف اللوفر اتفاقية شراكة تعود إلى سنة 2009، وتهدف إلى تحديث متحف باردو وتوطيد علاقات التعاون والبحث العلمي بين الموّسستين.
وشهد متحف باردو زيارة الفنان اللبناني مارسيل خليفة، ضيف شرف أيام قرطاج الموسيقية ورئيس لجنة تحكيمها، والذي قال إن تونس ستبقى رغم كل شيء بلد الحياة والموسيقى.
وامتدت حملة المساندة إلى فنانين ومثقفين ورياضيين من أنحاء العالم، حيث كتب مقدم البرامج الفرنسي الشهير "كُوي": "أرجو أن لا يثنينا هذا الهجوم الإرهابي عن الذهاب إلى تونس''، وقال المثقف الفرنسي ووزير الثقافة السابق، فريديريك ميتيران، والممثل الشهير ميشال بوجناح إنه من الضروري عدم التوقف عن الذهاب إلى تونس، وينبغي أن نبرهن للتونسيين عن محبتنا ودعمنا لهم.
وكتبت المطربة نجوى كرم على صفحتها الرسمية في "فيسبوك": "ربي يكون مع تونس وأهلها ويرحم الأبرياء اللي ماتوا".
— Najwa Karam (@najwakaram) March 20, 2015
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ونشرت الكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي نصا لمغترب سوري قالت إنه أعجبها، ويذكر فيه "أن تونس هي القلب الأخضر. الوطن الذي فتح ذراعيه لاحتضان السوريين الذين تركوا قلوبهم تحت ياسمينة دمشق لتعانق أرواح إخوانهم المشتتين. أمسكتْ بأيديهم وأخذتهم إلى ربوعها الخضراء، كما فعلت مع عليسة الأميرة الفينيقية الهاربة من أهلها في صور. تونس ليست منفى بل عاصمة مؤقتة، برائحة اللوز والبحر والزيتون، حملت قلباً تشتت بين العواصم، من بيروت لعمان، للقاهرة وكانت الأجمل. عجبا لتونس، كيف يأتيك الْمَوْت وأنت التي تقولين لكل العالم، يعيّشك!
وفور وصولهما إلى مطار قرطاج الدولي، رفع المطربان اللبنانيان راغب علامة ومايا دياب لافتات كتب عليها "كلنا باردو"، تضامنا مع تونس وضحايا الحادث الإرهابي.
وفي حركة رمزية، قام نادي يوفنتوس الإيطالي، بتنكيس راية الفريق من مقره الرسمي تعبيرا عن تضامنه مع ضحايا الهجوم الإرهابي بمتحف باردو، وقال النادي الإيطالي على صفحته الرسمية، إن تنكيس الراية "تعبير بسيط ولكنه رمزي عن تضامن الفريق ومدينة تورينو وكل إيطاليا مع عائلات الضحايا، موحدين ضد البربرية".
وبالتوازي شهدت المدينة السياحية ياسمين الحمامات، أمس الجمعة، انطلاق كرنفالها، بحضور عدد كبير من الجماهير، بلغ نحو 7 آلاف برغم برودة الطقس، وشهدت مشاركة فرق من ألمانيا وإيطاليا واسكتلندا والجزائر وتونس، ورفع المشاركون شعارات ترد على صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية التي نشرت مقالا بعنوان: "انتهت تونس، انتهت السياحة"، سرعان ما سحبته بعد موجة الانتقادات التي تلقتها.
ورفع الحاضرون لافتات كتب عليها: "الاٍرهاب لا دين له" و"تونس لم تنته والسياحة أيضا لم تنته".
وقال وزير الشباب والرياضة التونسي، ماهر بن ضياء، على هامش الكرنفال: "إنها رسالة للعالم أن تونس بلد الحضارة والانفتاح ستبقى صامدة ولن تركع أمام الإرهاب".
وبالتوازي، كشف وزير الصحة سعيد العايدي في تصريح صحافي بعد الحادثة، أن سائحين زوجين من إسبانيا تم اكتشاف أنهما كانا مختبئين في قبو المتحف مع حارس، وقضيا الليل فيه وخرجا في اليوم التالي، مفيدا أن حالتهما مستقرة وتعهدا بأن يكون اسم مولودهما المنتظر "تونس".