مشافي دمشق عاجزة عن استقبال المزيد من مصابي كورونا

19 يوليو 2020
نقص الأوكسجين ومستلزمات علاج كورونا في مشافي دمشق (Getty)
+ الخط -

توفيت والدة السوري أبو محمد، من مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية، قبل أيام بعد إصابتها بفيروس كورونا، إذ لم يتح للسيدة السبعينية جهاز تنفس اصطناعي لإنقاذ حياتها، فالمنشآت الصحية في مدن وبلدات ريف دمشق متهالكة، ودمّر القصف والحصار عددا كبيرا منها خلال السنوات الماضية.

لم تنته المأساة عند وفاة الأم، إذ إن الخوف يلاحق الأربعيني السوري وإخوته، فجميعهم مصابون بالفيروس، ويقول: "ساءت حالة والدتي كثيرا، وليس هناك خدمات طبية في دوما، وكانت بحاجة لجهاز تنفس اصطناعي، ولم يكن أمامنا سوى التوجه إلى مشفى المجتهد بدمشق، لكن لم يكن يوجد أي جهاز تنفس شاغر، فكافة الأجهزة مشغولة، والوضع في المشفى مأساوي".

وأضاف أبو محمد: "بعد مدة قصيرة فارقت والدتي الحياة، وشعرنا بالعجز والإحباط، وتحول شعور الحزن لدي إلى غضب ممن تسبب في وصولنا إلى هذا الحال، وهو النظام الذي دمّر وخرّب وقتل".

ومع تزايد أعداد المصابين، تتجاهل وزارة الصحة التابعة للنظام السوري الواقع في دمشق وريفها، وكلّ الخطوات المتبعة لمواجهة تفشي الفيروس شكليةوبين مصدر محلي في دمشق، لـ"العربي الجديد"، أن "وزارة الصحة قررت إلقاء اللّوم على الحصار والوضع الاقتصادي، على الرغم من وصول مساعدات أممية لمواجهة فيروس كورونا، أما المواطن فيعيش المفاضلة بين الخبز والكمامة، ليجبره الواقع المعيشي على شراء الخبز وإهمال الكمامة".

وتابع المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: "نخشى من واقع أخطر في دمشق وريفها، خاصة أن أعداد المصابين ترتفع يوما بعد يوم، وليس هناك قدرة لدى المشافي على استقبال المزيد من المصابين، وكنا نتمنى أن تنفق الأموال التي صرفت على شراء القنابل والقذائف على بناء المشافي، وليس تدميرها".

وأكدت شبكة "صوت العاصمة" المحلية، أن مشافي دمشق تعاني من نقص حاد في كميات الأوكسجين، في حين تعجز مراكز الحجر الصحي التي أنشاتها وزارة الصحة عن استقبال مزيد من المصابين بفيروس كورونا، مع ارتفاع عدد المصابين وفق الإحصائيات الرسمية.

ونقلت الشبكة عن مصادر لها في دمشق، أن معظم المشافي الحكومية في العاصمة تُعاني نقصاً بالمستلزمات والمعدات، وأن أقسام العناية المشددة ممتلئة منذ أيام، وأن إدارات المشافي الحكومية تعمل على خفض كميات الأوكسجين الممنوحة للمرضى من أصحاب الحالات الحرجة، واقتصار الرعاية فيها على المراقبة السريرية، مؤكدةً أن معظم الحالات الحرجة يجري تحويلها إلى مشفى الزبداني، في حين يُنقل المصابون الذين تُعد حالتهم مستقرة إلى مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير بريف دمشق.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، الجمعة، وفاة ثلاثة مصابين بفيروس كورونا، وتسجيل 19 إصابة جديدة، لترتفع أعداد الوفيات إلى 25، والإصابات إلى 496، فضلا عن تعافي 4 مصابين، ليرتفع عدد المتعافين إلى 144.

المساهمون